هل ذهبت جائزة نوبل (فيزياء 2011) هدرا؟ هل آن التخلي عن نظرية الطاقة المظلمة؟
تبدأ القصة منذ أنْ بدأ آينشتاين عمله حول تفسير الجاذبية، وخرج بمعادلات «النسبيّة العامة» ،والتي تشير إلى توسع الكون. لكنَّ الرأي العلميّ السائد حينئذ هو: «إنَّ الكون مستقر منذ الأزل» ، مما اضطر آينشتاين لإضافة ثابت في معادلاته أطلق عليه «الثابت الكونيّ» ، وذلك ليحافظ على توازن معادلاته مع المعتقد العلميّ حينئذ وهو ثبات الكون واستقراره.
بعد ذلك بعدة سنوات، قام عالم فلكيّ آخر اسمه (ادوين هابل) باكتشاف «توسع الكون» رصديّا بواسطة التلسكوب، هنا تراجع آينشتاين عن وضعه للثابت، وأطلق عليه فيما بعد: «خطأه العظيم» ، ومن هنا بدأت الأدلة العلميّة تشير وبقوة إلى:« إنَّ الكون لم يكن يوما أزليّا، وإنَّما بدأ الكون في الوجود من اللازمان واللامكان» ، وأصبح هناك اتفاق علميّ على أنَّ الكون يتوسع.
العجيب أنَّ العلماء بعد ذلك -وفي أواخر القرن العشرين- وجدوا من خلال ملاحظتهم لنجم سوبرنوفا من النوع الأول (Type Ia supernovae) :إنَّ الكون يتوسع، نعم، ولكن، بمعدل مُتسارع. هذا يعني: « أنَّه يتوسع كل لحظة فيها عن اللحظة التي قبلها وبمعدل أسرع. وهذا أمر غريب !
ذلك: أنَّ قوة الجاذبية تعمل على جذب المادة ببعضها، وبالتالي؛ فإنَّ التوسع لابد أنْ يصل لمرحلة معينة ويبطئ التوسع بسبب قوة الجاذبية التي تربط بين المادة وبعضها، فينكمش على نفسه ثانية أي:[ الكون].
وليحل العلماء هذا اللّغز فإنَّهم افترضوا وجود قوة خفيّة تعمل على تسارع الكون وتضادد عمل الجاذبيّة، وأطلقوا عليها اسم «الطاقة المظلمة» : ذلك، أنَّنا لا نراها، ومُنحوا على ذلك جائزة نوبل في الفيزياء عام [2011].
منذ بضعة أيام قام ثلاثة علماء (J. T. Nielsen, A. Guffanti , S. Sarkar) بنشر تقرير علمي أوضحوا خلاله: « وجود [الآن ]قاعدة بيانات كبيرة من النجوم المتفجرة، تمكننا من إجراء اختبارات إحصائيّة دقيقة . وقد وجدوا أنَّ هذه البيانات تشير في الواقع إلى تسارع الكون بمعدل ثابت. فالبيانات لا تزال متسقة مع توسع كونيّ ثابت ».
ولو صح ذلك؛ فيمكننا هنا الاستغناء عمَّا يُسمى« بالطاقة المظلمة» ، وهو ما يعني: أنَّ جائزة «نوبل في الفيزياء لعام 2011 »ذهبت هدرا، لكن, هذا لا يُؤخذ به إلا بعد أنْ يتمّ التأكد من ذلك أكثر من مرة ليتمّ التثبت من نتائجهم، وإلا فربما يكون الخطأ في نتائجهم، لذا ؛ عليهم أنْ يتأكدوا منها ثانية.
.