#منكوشات_تطورية – هل التطور البيولوجي حقيقة بالفعل كما تقول الدكتورة : رنا الدجاني ؟
في مقطع فيديو شهير انتشر منذ سنة تقريبا على اليوتيوب للدكتورة رنا الدجاني باسم :
Islam, Biological Evolution and Adam / الإسلام، التطورالبيولوجي، وآدم
ورغم أن كلامها فيه لم يتجاوز 8 دقائق إلا أنها كررت أن التطور (حقيقة) 8 مرات – 3 منها في أول دقيقة فقط – كما أنها كررت كذلك أنه يقع الآن قرابة 3 مرات – وأخيرا تحدثت عن علاقته بالإسلام والقرآن وخلق آدم عليه السلام – وهو ما جعلها تمثل أفضل نموذج لدكتور مسلم (وخصوصا لو دكتورة) تصرح بأن التطور (حقيقة) وأنه يمكن قبوله إسلاميا عن طريق عدم الإلتزام بنصوص القرآن الحرفية وإنما نغير معناها
ونحن هنا نريد أن نعقب على هذا الكلام – ونترك الرأي في النهاية إلى القاريء بإذن الله : سواء الشق العلمي أو الشرعي الديني منه – ولن نستخدم نفس هذا الأسلوب (التلقيني) في تكرار (عبارات) بعينها سواء ان التطور (حقيقة) أو (غير حقيقة) مثلما فعلت الدكتورة – فالحق يتحدث عن نفسه ولا يحتاج للتكرار كل هذه المرات !!
——————-
1))
في أول دقيقة للدكتورة رنا كررت 3 مرات أن التطور البيولوجي (حقيقة) وأنه يقع الآن
وهنا لا بد من وقفة لتبصير كل مسلم وكل مستمع بخطورة هذا الكلام للأسف ومن الناحية العلمية فقط (فلن نتحدث عن الدين إلا في آخر هذا المنشور ردا على كلامها)
أما الخطورة من الناحية العلمية فتتمثل في الآتي :
– عندما يُقال (التطور) يُصرف المعنى تلقائيا إلى (تطور الأنواع من بعضها إلى البعض) أي : تطور الأسماك مثلا إلى برمائيات أو زواحف – وتطور الزواحف أو الديناصورات إلى طيور أو ثدييات – وتطور القردة الجنوبية أو أسلاف القردة العليا أو الإنسان إلى أشباه بشر وقرود وشيمبانزي وغوريللا وأورانجتان ثم الإنسان في النهاية – كل ذلك يسميه التطوريون بـ (التطور الكبير) والسؤال :
هل رأى أحد أي تطور من هذه التطورات ؟!!
هل رأته الدكتورة رنا بنفسها ؟؟!!
هل رصد العلم أيا منها ؟؟!!
الإجابة بالتأكيد : لا !!
فالتطوريون أنفسهم يزعمون أن ذلك تم ببطيء شديد عبر ملايين السنين وبتدرج لم يره أحد – ولم يكتشف أحد أي حفريات أو هياكل عظمية أو بقايا تؤيد أو تترجم انعكاس ذلك التغيير (والمفترض لو صح لكان توافر عليه آلاف الحفريات الواضحة التدريج وهذا غير موجود) !!
جميل … والسؤال الآخر :
إذن : متى نسمي الفكرة : فرضية ؟ ومتى نسميها : نظرية ؟ ومتى نسميها : حقيقة ؟
الإجابة : معلوم أن الإنسان محاط بالظواهر الطبيعية من كل جانب في حياته وفي الكون – فرصده لأي ظاهرة من هذه الظواهر يُسمى حقيقة لأنه يمكن لأي أحد إذا أراد أن يتأكد من (وجودها) بالفعل
مثلا وجود البرق والرعد والجاذبية الأرضية والخسوف والكسوف : حقائق – لا يمكن لأحد إنكارها لأنه يمكن رصدها بل وتصويرها وتسجيلها فيديو كذلك
أيضا من الحقائق ما يتم اكتشافه أو الوصول إليه عن آثاره – فمثلا وجود الجراثيم والبكتريا المتسببة في الكثير من الأمراض : ظل (فكرة) – ثم تحولت إلى (فرضية) ثم ساندتها بعض الشواهد فصارت (نظرية) – ثم تم رصدها بالفعل أخيرا مع تقدم الميكروسكوبات وتمكن العلماء والباحثون من دراستها والتأكد من (وجودها) فصارت (حقيقة) لم يعد فيها نقاش
وهنا ظهر معنا واضحا الفرق بين :
(الفكرة) الخاصة بظاهرة طبيعية معينة – ثم قيام البعض بوضع (فرضيات) لمحاولة تفسيرها – وهذه الفرضيات :
– إما تتحول إلى (نظرية) إذا ظهرت شواهد مرصودة أو معملية تؤكدها
– وإما تتحول إلى (حقيقة) إذا تم رصدها في النهاية واليقين من وجودها أو آثارها
– وإما تتحول إلى (علم كاذب) إذا كانت أدلتها باطلة أو مزورة أو غير تجريبية مثبتة
– وإما تظل على حالها مجرد (فرضية) مطروحة إذا لم يوجد ما يثبتها او يعارضها
والآن نعيد السؤال مرة أخرى على الدكتورة رنا الدجاني وعلى كل قاريء وهو :
هل رأى أحد من الناس قديما أو حديثا أو في الأمم السابقة أو في رسومات البشر القدماء على الكهوف حتى : أي تطور من نوع إلى آخر ؟؟ أو ما يسميه التطوريون بـ (التطور الكبير) ؟!!
والإجابة كانت ولا زالت وستظل : لا !!!
إذن :
لماذا وكيف تقول الدكتورة رنا أن التطور البيولوجي (حقيقة) وأنه (يقع الآن) ؟
هذا ما سنفهمه في النقطة القادمة …
—————
2))
منذ نشأة فكرة التطور بصورته الحديثة عند داروين وفي كتابه أصل الأنواع : ولأن الأساس كله قائم على فكرة (استبعاد التدخل الإلهي في الخلق وهو المستحيل بعينه لأن الصدفة والعشوائية لا تصنع شيئا) : فقد خلا الكتاب من أي دليل علمي صحيح أو تجريبي صحيح يدعمه !!!
وبقدر ما في هذه الحقيقة من أهمية وصدمة لكل مخدوع بالتطور : على قدر ما يجهلها الكثير من العوام والبسطاء للأسف !!
ولو كلف أحدهم نفسه بقراءة كتاب داروين (أصل الأنواع) : لانصدم من حجم كلمات (الشك) التي تنتشر في كل الكتاب :
قد – ربما – من المحتمل – ولو كان كلامي صحيحا – من الممكن – ممكن يكون – إلخ
والتي حصرها البعض بقرابة 2000 مرة في الكتاب !!
إذن : الكتاب كله قاءم على (الافتراضات) ولم يقم التطور على أي حقيقة أو مشاهدة حسية أو تجريبية مثبتة وإلى الآن !!
فقط إما أفكار أثبت العلم خطأها (مثل فكرة توريث التغيرات الجسمية من الآباء إلى الأبناء) – وفكرة تأثير البيئة على جسم الكائن الحي ليظهر عضو جديد تماما (والأمر هنا خارج نطاق التكيف أو الاستخدام أو عدم الاستخدام كظهور العضلات مثلا أو استطالة الجسم أو عضو نتيجة استخدامه أو ضمور العضلات أو ضعف الجسم أو عضو نتيجة عدم الاستخدام) فكل ذلك لم يثبت أن له أي علاقة بوقوع التطور (الكبير) أي تطور نوع كامل من نوع قديم – أو حتى ظهور عضو كامل جديد لم يكن في النوع من قبل (كظهور الأجنحة لدى الزواحف مثلا) !!
وقد أسهب داروين نفسه في الفصل السادس (صعوبات النظرية) من كتابه في استعراض أشهر الاعتراضات القاتلة الكفيلة بدفن فكرته عن التطور والتي ظهرت من مناقشاته مع زملائه وبعض المتخصصين – فذكر عدم وجود أي حفريات انتقالية تترجم وقوع هذا التطور !! وذكر التعقيد العجيب لبعض الأعضاء الذي لا يتقبل المرء بسهولة فكرة ظهورها بالعشوائية والتدرج !! وذكر عدم قدرته على تفسير تميز الإنسان عن القرود مثلا بظهور العقل والوعي الكلي – وغير ذلك
والخلاصة حتى لا نطيل عليكم :
لم تنشأ فكرة التطور عن أي دليل علمي أو تجريبي مرصود
وإلى اليوم (ونعني مرة أخرى : التطور الكبير) إذن :
ماذا لو وجهنا هذا السؤال للدكتورة رنا التي تقول أن التطور (حقيقة) وأنه (يقع الآن) ؟
الإجابة بكل بساطة – ومن هنا وجب تحذير كل مسلم وكل قاريء من كلام المروجين للتطور للأسف والذين يعتمدون على جهل الناس – : الإجابة ستكون منها أو من غيرها هي :
أننا نتحدث عن التطور (الصغير) وليس (الكبير) !!
جميل …
وما الفرق بينهما لأن أكثر الناس لا تفهم ذلك : فضلا عن أن الدكتورة لم تذكر هذا الفرق في كلامها وهو نوع من تغييب الحقائق للأسف ؟
—————–
3))
عندما أعلن داروين في كتابه أصل الأنواع في أكثر من موضع عن الغياب التام لأدلة كثيرة المفترض تواجدها ليصح التطور : فقد علق العثور على هذه الأدلة في المستقبل (مثل الحفريات مثلا حيث قال أن الأمل في الاكتشافات المستقبلية) – وهو ما لم يقع كذلك !! حيث منذ وقته وإلى الآن وبعد مرور قرابة 150 سنة واكتشاف مئات الآلاف من الحفريات من مختلف طبقات الأرض وصولا إلى أقدمها :
لم يظهر أي حفريات تترجم وقوع التطور أصلا !!!
(وللعلم : هذه النقطة القاصمة نرد بها أيضا على القائلين بالتطور الموجه !!)
بل وتمثل صدمة ظهور حفريات أول الكائنات المعقدة التركيب (فجأة) أو (انفجار) ظهورها فجأة في العصر الكمبري القديم (ولذلك يسمونها بالانفجار الكمبري) : معضلة كبرى قلبت شجرة التطور المُفترضة رأسا على عقب !!
وهذه المشاكل الصادمة في الحفريات اعترف بها التطوريون أنفسهم مثل :
– روبرت كارول Robert Carroll
– ستيفن جاي جولد Gould, Stephen J
– فرانسيس هيتشينج Francis Hitching
وغيرهم
ومن هنا : لجأ التطوريون إلى حيلة أخرى لتمرير التطور في المحافل العلمية ووصفه على أنه (مرصود) ويقع (الآن) وأنه (حقيقة) << لاحظوا نفس كلام الدكتورة رنا !!
وما هي تلك الحيلة يا ترى ؟؟
لقد قاموا بتسمية التطور من نوع إلى آخر (هذا الذي لا يوجد أي دليل عليه ولا ولم ولن يره أحد) : أسموه بـ (التطور الكبير) أو الماكرو إيفليوشن Macro-Evolution
ثم جاءوا إلى ظواهر (طبيعية جدا) و تحدث بالفعل (كل يوم) وتحدث (الآن) مثل الطفرات العشوائية والتكيف الرباني والتهجين : وأسموهم بـ (التطور الصغير) أو الميكروإيفليوشن Micro-Evolution
وبتلك الحيلة يمكنهم :
1- القول بأن التطور حقيقة (ولو أحرجتهم سيقولون لك نقصد التطور الصغير)
2- القول بأنه يُدرس في كل جامعات العالم (وبالفعل هذه الظواهر يتم تدريسها)
3- القول بأنه داخل في البيولوجيا الحديثة والصيدلة والطب إلخ
والحقيقة : أن هذه الظواهر الثلاث لا علاقة لها بالتطور من قريب أو بعيد !!
——————
4))
فبالنسبة للطفرات :
فالحمض النووي الوراثي داخل خلايا الكائنا تالحية والذي فيه صفات الجسم : أشبه بالكتاب أو البرنامج المكتوب على الكمبيوتر – والطفرات هي أشبه بطفل رضيع يعبث في هذا الكتاب أو البرنامج عن طرق الضرب العشوائي على لوحة المفاتيح – فالتغييرات التي ستقع منه كلها ليس لها معنى ولن تضيف ولو صفحة أو فقرة أو سطر مفيد واحد !!
فقط ممكن يتم الحذف أو المسح – أو يتم التكرار والنسخ واللصق العشوائي !!
إنما يستحيل أن يتم إضافة أي محتوى زائد جديد له معنى ومتناسق مع الكل !!
مستحيل عقلا ومنطقا وعلميا وتجريبيا !!
بل الأجمل أنه لو تنزلنا جدلا فقط وقلنا أن هذا ممكن (وهو لا ولم ولن يقع) : لكان العجيب أن نفترض أن هذا الطفل الرضيع الذي لا يفهم شيئا : وبعد أن قام بإخراج هذا الجزء الجديد تماما : أنه سيستبقيه ولن يمسحه !!! وكأنه (يعرف) أو (يعي) ما يفعل !!
فهل هذا معقول ؟!
أم أن المعقول هو أن الطفل يظل يضرب (عشوائيا) على كل شيء طالما أنتم افترضتموه هكذا : فلماذا سيتوقف عن العبث وكيف ؟!
ولذلك نقول أن الطفرات :
لا علاقة لها بظهور لغة برمجة الشفرات الوراثية للحمض النووي الذي ينتج عنها البروتينات التي تكون الخلايا الحية وصفات كل كائن حي !! وهل الصدفة والعشوائية لها علاقة بظهور لغة وبرنامج ؟!! هل هذا الكلام يقبله أي عاقل ؟!! أو حتى مَن يحترم نفسه أو عقله ؟!! فكذلك هي الطفرات : كلها عشوائية ولذلك فأغلبها ضار !!
فهي إما يقع بسببها نقص في البروتينات – وإما تكرار لأجزاء (ولاحظوا أن الصورتين لا ينتج عنهما أي إضافة لمحتوى جديد كامل للشفرات الوراثية) !!
فقط صورة واحدة ممكن أن تكون مفيدة للطفرة : وهي خاصة بحالات معينة – وهي صورة (فقد) أيضا حيث نتيجة هذا الفقد لا يتكون عضو معين في الخلية أو الكائن كان يدخل عن طريقه المرض أو المضاد الحيوي مثلا في حالة البكتريا : فوقوع هذا الفقد هنا نتيجة طفرة كان مفيدا في هذه الحالات بعينها – وهنا أيضا الطفرة لم تضف شيئا جديدا وإنما فقد !!
إذن : الطفرات عاجزة عن إضافة أي محتوى جديد – بل هي مختصة بـ (فقدان) المحتوى
ولو أردت إحراج أي تطوري (من أدناهم الذي لا يفهم شيئا في البيولوجيا الجزيئية) إلى أعلاهم (بمرتبة عالم أو بروفيسور أو دكتور أو رئيس قسم) : فقل له نريد دليلا عمليا تجريبيا على ظهور أو تكوين بروتين كامل جديد بالصدفة والعشوائية أو الطفرات ؟!
عندها لن تجدوا إلا الصمت التام – أو التهرب بالتشتيت أو تغيير الموضوع – أو السب للأسف تمهيدا للانسحاب
فإذا كان هذا مع بروتين (واحد فقط) !! فماذا عن آلاف وملايين البروتينات التي يُفترض أنها ظهرت مع التطور من الكائنات الأولى إلى كل التنوع الرهيب الذي نراه الآن ؟
(مثلا البكتريا فيها 2000 بروتين – والإنسان فيه 100 ألف بروتين) !!
يعني ألف باء تطور لكل مَن يقول أن التطور حقيقة ومثبت : أن يقدم لنا دليلا على ظهور البروتينات (وهي اللبنات الأساسية للحياة) بالصدفة والعشوائية أو الطفرات !!
وطبعا لن نخوض في التفاصيل الرياضية والاحتمالية لأنهم يعرفون استحالتها والتي احتمالية بروتين واحد فيها عشوائيا تفوق عمر الكون نفسه بمليارات مليارات مليارات المرات !!
——————
5))
وأما التكيف :
فهو كذلك لا يأتي بجديد أبدا ولا يضيف للمحتوى الوراثي أو الجينات أي شيء من خارجها !! فقط يثبط بعض الجينات ويستنشط أخرى كانت غير نشطة للنسخ والتفعيل
فالله عز وجل وهب لكل كائن حي (بدائل) لبعض الصفات التي تمكنه من التكيف مع التغيرات البيئية من حوله (وليس كل التغيرات بالطبع وإنما عدد منها)
فمثلا تجد البكتريا تتغذى على مادة معينة وتهضمها بميكانيكية معينة بجينات معينة – فإذا تغيرت الظروف من حولها واختفت تلك المادة وصار حولها مادة أخرى : تجد أن جينات صفة هضم المادة الأخرى تنشط بعد أن كانت ((موجودة بالفعل)) ولكنها غير مفعلة !!
وسبحان الخالق المبدع !!
وهذا كله لا زال العلم اليوم (يحبو) ليتعرف على جميل صنع الله فيه !!
وهو ما يسمونه الآن بالوراثة (فوق الجينية) أو الإبيجينيتيك Epigenetics
وهي طبقة من المتحكمات والإنزيمات الخاصة بفك تلافيف شريط الحمض النووي عند الجينات التي يتم تفعيل نسخها أو لا
فما يتم فك تلافيفه يتم نسخه وتفعيله – وما لا يتم فك تلافيفه لا يتم نسخه وتفعيله !!
طبعا هذه صورة مبسطة جدا للتعقيد الرهيب المعجز في هذا النوع من الوراثة !!
ويدخل ضمن ذلك بالمناسبة تخصصات الحلايا الحية في الجسم (مثلا خلايا القلب تختلف عن خلايا المعدة تختلف عن خلايا الأعصاب إلخ) رغم أنهم كلهم يحملون نفس المعلومات الوراثية عند البداية في الجنين !! فلماذا تتصرف هذه كخلية قلب وهذه كخلية معدة وهذه كخلية عصبية : بسبب تحكم الوراثة فوق الجينية !!
هي التي تفعل صفات معينة وجينات معينة لعمل كل خلية بما يناسبها
الأمر يزيد التطور استحالة لأنه لا يمكن تخيل كل ذلك أصلا بالصدفة ولا العشوائية ولا واحد من مليار المليار !!!!
إنها غائية وإبداع خلق في كل لحظة وفي كل مرحلة : لا يمكن أن تديره ذرات جمادات وجزيئات لا عقل لها ولا حرية اختيار وإرادة : فضلا عن صغر حجمها : فكيف تخطط لجسم كامل بأجزائه وأعضائه التي تعمل كلها في تكامل وهو يفوقها في الحجم مليارات مليارات المرات ؟
الأمر يحتاج إلى (مراقب خارجي) هو الذي يهديها ويقودها سبحانه !!
إذن التكيف :
لا علاقة له بالتطور كذلك ولا يأتي بجديد كجسم وأعضاء : وإنما يتصرف (في الموجود) !! ونكرر : ولا ياتي بجديد في (الجسم والأعضاء) – حتى لا يقول لنا أحد أنهم أثبتوا ان الوراقة فوق الجينية يمكنها ان تحتفظ ببعض المؤثرات النفسية من جيل إلى جيل إلخ !!
فهذا كله – إن صح ونحن لا نراه في الإنسان – لا علاقة له بالتغييرات الجسدية أو ظهور (أعضاء جديدة)
والسؤال الآن :
أليس من العجيب لكل مَن يعي ويفهم هذا التعقيد المذهل في الحمض النووي والوراثة : أن يتجرأو يدعي انها (تدل على التطور) بعد فشل الحفريات – ومثلما يفعل الآن الدكتور عمرو شريف والدكتورة رنا الدجاني وعدنان إبراهيم) ؟!!
——————–
6))
وأما التهجين :
فنفس الشيء – وقد اشتكى داروين نفسه من أن طريق التهجين مغلق ولا يخرج في النهاية عن نوع الأبوين قربا أو بعدا !! فمثلا التهجين الذي يفعله الفلاحون والمزارعون في حيوانات وطيور المزرعة : لم ينتج طيلة آلاف الأعوام نوعا جديدا قط !!!
وكذلك عند الأنواع المتقاربة ولكن المختلفة في عدد الكروموسومات (مثل الحصان والحمار) : فينتج البغل العقيم !!! وعلى هذا فقس
فالأمر يستحيل أن يخرج عن الحوض الجيني للأبوين Genetic Pole – فهما وعائين وأنت تخلط بينهما : فمن أين سيأتي الشيء الجديد ؟!!
——————-
7))
أيضا محاولة استدلال الدكتورة رنا بوجود متشابهات في بعض الجينات بين الإنسان وباقي الكائنات الحية : مثل سيتوكروم C وغيره : هو استدلال قائم على الفرضيات لا أكثر ولا أقل !! لأنه ومَن قال أصلا أن المفترض أن جينات الإنسان تختلف كلها عن باقي الكائنات الحية ؟!
أليسوا يقومون أحيانا بنفس الوظائف من غذاء وإخراج وهضم ؟
أليسوا يشتركون في نفس السلاسل الغذائية التي يجب أن تشترك في نفس عناصر التكوين الجسدي ليكون اغذاء مفيدا لجسم كل منهم (هل يُفترض أن يأكل الإنسان الحديد أو الألومنيوم مثلا ؟!)
——————-
8))
والآن ننتقل إلى كلام الدكتورة عن التطور في الدين أو الإسلام أو القرآن فنقول :
الدكتورة رنا – ومثلها مثل أي دكتور يريد أن يضمن لنفسه مكانا في المجلات العلمية الغربية العلمانية أو الإلحادية والتي لا تعترف إلا بالمرصود ولا تقبل حتى الإشارة لله – :
فهي لن تذكر أبدا أي تدخل رباني في الخلق- وتصرح بذلك أن التغيير يجب أن يكون في (معاني الآيات القرآنية) نفسها !! وأن نخرج بها عن معانيها (الحرفية) !!
وعلى هذا فهي لا تستثني آدم عليه السلام (أو البشر) من ظهوره بالصدفة والعشوائية والتطور – بل هي ترجح أن يكون (كناية عن الإنسانية) وليس شخصا واحدا (وهي بالمناسبة نفس مقولة كل الواقعين في التطور الموجه
فهل هذا الكلام صحيح ؟
دعونا أولا نصف الأشياء على حقيقتها
إن اللغة كلمات – وللكلمات معاني تظهر من سياقها
وهناك معاني (ظاهرة) بـ (وضوح) للكلمات والسياقات لا يختلف في فهمها أي شخص يسمعها – وعلى هذا لا يجوز تغييرها عن ظاهرها إلا بقرينة تسمح بها اللغة والسياق أيضا !! بل : وقد يكون تحديد معناها هو من السنة نفسها المفسرة لبعض القرآن الذي فسره النبي لأصحابه أو سألوه هم فيه !!
وأما عدم الإلتزام بكل ذلك فينتج عنه ما نسميه بـ (التفسير الباطني للقرآن) !!
بمعنى :
أنه طالما الأمر مفتوحا بهذه الصورة لأي أحد أن يخترع أي معاني ويزعم أنها (هي المقصودة) وليس (ظاهر الكلمات) : فقد نشأت الحركات الكفرية الباطنية في الإسلام !!
ولعل بعضكم مثلا يسمع عن المنحرف الذي يزعم أنه (ولي لله) وهو لا يصلي !!
فلما سأله المنخدعون به عن سر ذلك فقال :
” ألم يقل الله تعالى في القرآن : واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ؟ – فأنا صار عندي اليقين بالله والإيمان : ولذلك ليس عليّ أي عبادة مثلكم ” !! ما شاء الله !!
وهكذا ترك هذا الباطني المنحرف المعنى المعروف لليقين هنا (وهو الموت) – واستبدله بمعنى من عنده ليستقم له هدفه الذي يريد !!
وبذلك يصير القرآن (ألعوبة) في يد كل أحد !! وكل أحد يستطيع أن يخلع من المعاني ما يريد على الكلمات التي يريد !!
وإنا لله وإنا إليه راجعون !!
وأقوى رد على أمثال هؤلاء بالطبع هو قلب حجتهم على أنفسهم في ان تقول لهم : وكيف نعرف أن المعنى الذي اخترته أنت هو الباطن أو هو المقصود ؟ فنحن أيضا لدينا معاني أخرى باطنة ونراها مقصودة ؟!! وهكذا لن يكون القرآن كتابا من عند الله : بل كتابا يؤلف معانيه البشر !!
—————
9))
وإليكم أشهر الأخطاء التي قالتها الدكتورة رنا في كلامها :
1- قولها أن الإنسان الحالي (الهومو سابينس) Homo-sapiens أيضا لا زال يتطور !! ونسأل الدكتورة يتطور إلى ماذا غير الإنسان ؟ وهل هذا ذكر في القرآن أيضا ؟؟
2- قولها أن آدم لم يكن إنسانا واحدا هو وزوجته وإنما مجموعة من البشر : وبغض النظر عن أنه لا يوجد أي داعي لعدم إخبار الله لنا ذلك (فليس من الحقائق التي لم يكن ليفهمها الناس مثلا في عصر النبوة وإنما هو شيء عادي) وبغض النظر عن أنه لا توجد أي أية واحدة تشير إلى ذلك لا تصريحا ولا تلميحا – إلا أننا سنترككم مع آيات الله تعالى نفسها – ولن نقول السنة والأحاديث الصحيحة أنها تهدم كل أقوال القائلين بالتطور الموجه ولذلك لن نراهم يحتجون بها أبدا سواء الدكتور عمرو شريف أو رنا الدجاني أو عدنان أو غيرهم – يقول تعالى عن آدم أو آدم وزوجته عليهما السلام – ونترك لكم الحكم هل يمكن أن يكون ذلك الكلام على مجموعة من البشر أو أكثر من شخص – ؟؟!!
” يا بني آدم لا يفتتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ” الأعراف 27
والسؤال : لو كان أكثر من آدم وحواء لقال : ” كما أخرج آباءكم من الجنة ” !!
” فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك ” !! طه 117
والسؤال : لماذا لم يقل الله : ” إن هذا عدو لكم ” ؟!!
” إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ” آل عمران 33
والسؤال : لماذا جمع آدم هنا كفرد مع نوح وإبراهيم وعمران عليههم السلام ؟!!
” ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ” طه 115
والسؤال : لماذا لم يقل : ” فنسوا ولم نجد لهم عزما ” ؟!!!
” فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم ” طه 120
والسؤال : لماذا لم يقل : ” فوسوس إليهم الشيطان ”
وغير هذه الآيات الكثير والكثير : وأضعاف أضعافها في السنة والأحاديث الصحيحة وهي أكثر وضوحا وحسما ولكن كما قلنا : إذا كان هؤلاء تجرأوا على القرآن نفسه : فهم ولا بد منكرون للسنة جزئيا أو كليا للأسف – وهو واضح من كتاباتهم الأخرى لمَن يتابعهم –
3- قولها أن هناك مراحل قبل الإنسان الحالي : وهذا كله خطأ للأسف ولم يثبت بتلك الثقة التي تحاول الدكتورة تمريرها لمشاهديها !! بل والتطوريون أنفسهم يعترفون بالعبث الذي يصيب مثل هذه الفرضيات والتداخل الزمني الذي نتج عنها مع كل حفرية مكتشفة مما يخلعون عليها صفة (أشباه بشر) وهي في الحقيقة إما :
– أجناس بشر اختفوا نتيجة كوارث أو انسياح في أجناس مجاورة مثل النياندرثال
– أجناس قرود أو غيرها منقرضة
– تزوير وتلفيق بين عظام وبقايا بشر وقرود مثل فضيحة رجل بلتداون وجاوا الشهيرتين
ولو صح كلام الدكتورة لكان هذا التسلسل الزمني لأشباه البشر واضحا لا يتغير ولو حتى من ناحية التقديرات الزمنية والتي وصلت الآن إلى 6 مليون سنة بعد أن كانت بضع مئات الآلاف من السنين !!!
بل : والدراسات التي تناولت (حجم الاختلافات) مثلا بين الإنسان والشيمبانزي والحمض النووي المختلف بينهما ثم مقارنتها مع تلك الفترات الزمنية ومعدل الطفرات العشوائية ومقدارها بملايين السنين : أظهرت استحالة وقوع كل تلك الطفرات العشوائية في تلك الأزمان – وهو شيء يمكن تعميمه بالمناسبة على كل أنواع الكائنات الحية –
4- وأخيرا قولها أن القرآن يدعم فكرة التطور وأننا مع الحيوانات نشأنا من أصل واحد حتى لا (يغتر) الإنسان بأي تميز عن الحيوانات !!
ونقول سبحان الله : وأين نذهب بقوله تعالى :
” ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ” الإسراء 70 ؟!!
——————-
وفي النهاية خذوا هذه الكلمة الحكمة التي يعرفها كل أكاديمي أو عامل في جامعة :
ليس كل مَن تسمى دكتورا في جامعة من المفترض أنه (يُنتج علما)
فليس بالضرورة حتى أنه كان أذكى أو أفضل زملائه في الدراسة والذين لم يختاروا السلك الجامعي !!
هو ببساطة شديدة وفي الغالب الأعم : إنسان بعد التخرج اختار ان يتدرج أكاديميا من ماجستير إلى دكتوراة : وفي النهاية هو يُلقي المحتوى التدريسي الذي يُملى عليه للطلاب : لا أكثر ولا أقل !!
وبالتوفيق للجميع