في الحقيقة، للجراثيم أنواعٌ متعددةٌ، بعضها ممرضٌ إيّانا لانتقاله إلينا من حاضنٍ خارجيّ سواء كان بشرًا أو غير ذلك (مثلًا تناول لحمٍ يحوي جرثومًا معينًا)، ولكن بعضها يسكن في أجسامنا أو عليه أو يحيط بنا دائمًا وهذه لا تسبب المرض إلا في حال حصول اختلالٍ ما! اختلالٌ بماذا؟ دعنا نتابع
هناك تعايشٌ طبيعيٌّ بين أجسامنا والجراثيم وليس من الضرورة أن تعيش في بيئةٍ خاليةٍ من الجراثيم حتى لا تصاب بالمرض.
وكما أنَّه ليس كلّ من يتعرّض للجراثيم يمرض، فأيضًا ليس كل من يصاب بنفس المرض تَظهر الأعراض لديه مماثلةً لأعراض غيره، هناك أشخاصٌ يتطور لديهم المرض وهناك آخرون لا تكون شدّة المرض لديهم كغيرهم.
حسنًا، ما المعايير المحددة لذلك إذًا؟
1- شراسة وفوعة الكائنات الحيّة الدقيقة.
2- عدد الكائنات الحيّة.
3- وأهمّ نقطةٍ هي حالة المناعة في جسدك.
ذلك لوجود توازنٍ بين الجراثيم والجهاز المناعيّ، فعند زيادة عدد تلك الجراثيم يقوم الجهاز المناعيّ بمحاربتها للقضاء على الزيادة منها، فهناك قتالٌ دائمٌ بينهما يحافظ على عددٍ معيّنٍ منها.
فنحن نعيش في بحرٍ من الكائنات الحيّة الدقيقة، ولكنها لا تجعلنا نمرض كلّ يومٍ إلا في حال حدوث اختلالٍ أو تغييرٍ في التوازن الطبيعيّ بيننا وبين الجراثيم.
مثال: عندما نأكل كميّاتٍ كبيرةٍ من السّكر والوجبات الغذائية ذات الجودة المنخفضة، فقدان النوم، عدم ممارسة الرياضة وعدم التكيّف مع الإجهاد والتوتر كلها عوامل تفتح الباب للعدوى، وبعد ذلك تلوم الجراثيم!!!
بدلًا من لوم الجراثيم واستخدام صابونٍ مضادٍ للبكتيريا دون سببٍ كافٍ لذلك، قم بتحسين مناعتك أولًا وسيكون ذلك أفضل بكثيرٍ لك.
وأخيرًا يجب التخلّص من فكرة أن الجراثيم دائمًا هي السبب في المرض، فغالبًا يكون السبب هو أنت وجهازك المناعيّ، أنت بيدك تستطيع غلق الباب في وجه هذه الجراثيم بتقوية جهازك المناعيّ كالنوم لفترةٍ كافيةٍ، تناول وجباتٍ ذات جودةٍ عاليةٍ، فيتامين C وفيتامين D وزيت السمك و أيضًا ممارسة الرياضة.
.