هل الجزرُ يُقوِّي النظرَ حقًّا؟
#شائعات_صحية
دائمًا ما يُوصَف الجزرُ بقُدرته الفائقةِ على تحسين النّظر، وبكونه الغذاءَ السّحريَّ الذي سيَقومُ بمُضاعَفة قُدرَتك على الإبصار ليلًا، وبأنّ تناولَه يوميًّا سيُغنِيكَ عن ارتداء النّظاراتِ مُستقبَلًا! ولكن، ما مدى صحّة هذه الأقاويل؟ وما مَصدرُها؟
#الجزر غنيٌّ بمادة “اللّوتين”، وهي مِن مُضادَّاتِ الأكسدة المُهمَّة لصحّة العَينِ، كما أنّه يَحتوي على مُركَّباتٍ تُدعى “بيتا-كروتين”، وهي مِن المَصادر الأساسيّة لفيتامين A، والذي يُؤدِّي نَقصُه إلى العديد مِن المَشاكل في العين؛ مثل: اِعتام عدسة العَين، والضُّمُور البقعيّ، وجفاف المُلتحِمة، وغير ذلك.
ومِن هنا نُلاحِظ أنّ السّرَّ يَكمُن في مركب “البيتا-كروتين” الذي يَتحوَّل في #الجسم إلى الفيتامين A، وهذا الفيتامين يتواجد في العديد مِن الأغذية وليس مَحصورًا بتناول الجزر فقط، ومِن هذه الأغذية: الحليب، والجبنة، وصفار البيض، والكبد، والكرنب، والمشمش المُجفَّف، والخسّ، والمانجا، وغير ذلك.
كما أنّ الدّراساتِ التي رَبطَتْ بَين فيتامين A وفوائدِه للنظر استُخدِمَتْ فيها تراكيزُ عاليةٌ مِن هذا الفيتامين، ولا يُمكِن الوصول إليها إلا من خلال تناول مُكمِّلات #فيتامين A المُتواجِدة بالصَّيدليّات؛ لأنّها تتطلَّب تناولَ كمّيّاتٍ كبيرةٍ جدًّا من الجزر يوميًّا، وهذا مِن الصّعب تحقيقُه، كما أنّ تناولَ كمّيّاتٍ كبيرةٍ مِن الجزر مُرتبِطٌ بحالةٍ تُدعى Carotenemia، وهي حالة يَتحوَّل فيها لونُ الجلد إلى أصفرَ أو بُرتقاليٍّ.
ولكن، ما مَصدر هذه الأقاويل التي تَربِط بَينَ الجزر وتحسين#النظر؟
تعودُ هذه الأقاويل إلى الحرب العالميّة الثانية، عندما طوّر سلاحُ الجوِّ البَريطانيُّ نوعًا جديدًا من تكنولوجيا الرّادار التي مَكّنَتِ الطّيارِين البَريطانيّين مِن إسقاطِ الطّائرات الألمانية ليلًا، ولإبقاء هذه التّكنولوجيا سرّيّةً قامَتِ الحُكُومةُ البَريطانيّة بعَمَلِ حَملة دعائيّة تَدَّعي فيها أنّ تناولَ الطيّارِين للجزر كان السّببَ في تحسين قُدرَتهم على الرُّؤية ليلًا، وبالتّالي إصابة طائراتِ العَدوّ بدقّة.
في النهاية، إنّ تناولَ الجزر مِن العادات الصّحّيّة الجيّدة، والتي تُفيدُ صحّة #العين بشكلٍ عامٍّ، ولكنّ تناولَه يوميًّا لن يُبقيَ نظرَك 6/6 دائمًا، كما أنّه لن يَجعلَك ترى أفضلَ في الظّلام أو أنْ تستغنيَ عن نظّاراتِك.