والدي توقف عن أخذ أدوية السكري واستعادت خلايا بيتا البنكرياسية قدرتها على العمل بفعالية تامة”، لربما كان هذا حلمي منذ ٢٠ عامًا لكن الدراساتِ الحديثة تشير إلى أنه قد يصبح هذا الحلم حقيقةً قريبة .فكيف ذلك؟.
في محاولاتٍ عدةٍ لعلاج ذلك، أجرى العلماء عملياتِ زرع خلايا بنكرياسية أُجريَت فقط لبضعة آلاف من المرضى من حوالي 400 مليون شخص يعانون من مرض السكري في جميع أنحاء العالم. وهذا الإجراء (بالإضافة إلى تكلفته الباهظة) فهو غير مجدٍ حتى الآن لأنه لا يزال يتعين على المريض أخذُ المثبطات المناعية طوال حياته.
*ما الفكرة الجديدة؟
ليست خافضَ سكر جديد، ليست عمليةَ زراعة بنكرياس آخر، الأمر كله في إعادة خلايا البنكرياس ذاتِها مرةً أخرى.
*ما فكرة العلاج؟
وجد الباحثون أن إضافة دوائَين معًا أحدهما من ناهضات مستقبلات GLP-1 (أحد علاجات داء السكري) والآخر من نوع مثبطات (DYRK1A) يزيد من تكاثر خلايا بيتا البشرية بنسبة تصل لـ٦٪ داخل أنابيب المختبر.
في عام 2015، نشر فريق علمي دراسةً أظهرت أن مثبطات DYRK1A تسبب زيادة في معدل تكاثر خلايا بيتا البشرية بنسبة 2 ٪ لكنّ تأثيرها لا يقتصر فقط على خلايا بيتا.
*تفاصيل الدراسة
حصل الباحثون على خلايا بيتا بشرية من 111 متبرعًا لم يكونوا مصابين بالسكري و 11 متبرعًا مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني.
قاموا أولًا بالبحث فيما إذا كان العلاج الثنائي (إضافة ناهض مستقبلات GLP-1 -وهي ذات تأثير محدَّد أكثر على خلايا بيتا- إلى مثبط DYRK1A) من شأنه أن يحفّزَ خلايا بيتا البشرية على التكاثر.
وقد لاحظوا زيادةً تدريجيةً مرتبطةً بالجرعة في تكاثر خلايا بيتا (أي كلّما زادت الجرعة زادت نسبة تكاثر خلايا بيتا).
وجد الباحثون معدلاتِ تكاثرٍ عاليةٍ تتراوح بين 5٪ و8٪ يوميًا و بعضها يصل إلى 20٪.
علاوةً على ذلك، كانت قدرةُ هذا العلاج الثنائيّ لدفع خلايا بيتا للتكاثر واضحةً عند اقتران نوع واحد من ناهضات GLP-1 مع أغلب أنواع مثبطات DYRK1A التي تم اختبارها (harmine, INDY, leucettine, 5-IT, and GNF4877)
وبالمثل كانت فعاليةُ العلاج الثنائي واضحةً أيضًا بالنسبة لاقتران نوع واحد من مثبطات DYRK1A (harmine) مع كل ناهضات GLP-1 الخمسة التي تم اختبارها: (exendin-4، liraglutide، lixisenatide ، semaglutide).
هذا العلاج الثنائي عزّز تكاثر خلايا بيتا البشرية، وإفراز الأنسولين البشري، والتحكم في نسبة الجلوكوز في الدم، ليس فقط داخل أطباق المختبر، ولكن أيضًا على خلايا بيتا البشرية التي تمّ زرعها في الفئران والتي لم تكن مصابةً بالسكري.
من المحتمل أيضًا أن تعمل فئة أخرى من أدوية السكري من النوع الثاني، وهي مثبطات dipeptidyl peptidase 4 (DPP4) الفموية أيضًا كثنائي مع مثبطات DYRK1A، حيث أنها هي أيضًا تعمل على تحفيز إطلاق GLP-1 مثل ناهضات GLP-1 السابقة.
*ما الخطوات التالية؟
أوضح الباحثون أنه في هذه التجربة داخل المختبر تعيش خلايا بيتا البشرية بعد التكاثر حوالي أسبوعٍ فقط، ولكن إذا تم زرعها في فئرانٍ لا تملك جهازًا مناعيًا، يمكن أن تعيش خلايا بيتا لمدة عام أو أكثر.
هناك حاجة الآن إلى دراسات طويلة الأجل لتجيبَ على أسئلة أخرى حول هذه الخطوة:
– كم سيستمر تكاثر خلايا بيتا؟
– هل سيتوقف تكاثر خلايا بيتا عند توقف العلاج الثنائي؟
– هل هناك آثار ضارة على بقية الأعضاء الأخرى كالكبد والطحال مثلًا؟
– ماهي الجرعة العلاجية المُثلى؟
سننتظر إجاباتِ هذه الاسئلة في السنوات القادمة.
نسأل الله العافية لمرضانا ومرضى المسلمين.
المصادر : https://www.medscape.com/viewarticle/925147?src=soc_fb_share