هل تصح عبارة “المرأة النصف” في مجال التسويق؟
يقولون: “المرأة نصف المجتمع” لأن دورها لا يقل أهمية عن دور الرجل في المجتمع، ولكن هذه العبارة ليست دقيقة في مجال التسويق!
فالمرأة أكثر من ذلك بكثير، حيث تقدر نسبة القرارات الشرائية التي تتخذها السيدات أو تؤثر في اتخاذها بشكل كبير بـ 85% !
هذا التأثير الكبير للمرأة في القرارات الشرائية؛ دعا خبراء وأهل التسويق إلى ابتكار أساليب وتقنيات تسويقية جديدة تناسب طبيعة المرأة، وتناسب حاجاتها ورغباتها وطريقة تفكيرها ودوافعها الشرائية، وتسمى هذه الأساليب التسويقية الموجهة نحو المرأة بـ:
Pink marketing التسويق الوردي.
إن فكرة استخدام اللون الوردي للدلالة على الأنوثة لا يعني أن تكون منتجات الشركة ملونة باللون الوردي، فقد تكون بلون آخر، لكن التسويق الوردي يعني أن تتبع الشركة أساليب أكثر تأثير في المرأة، تناسب احتياجاتها ودوافعها، وكما نعرف فاللون الوردي يشير إلى العاطفة، والتي هي أكثر صفات المرأة بروزًا، وهي بطبيعة الحال عاطفية وحساسة، لهذا اختير هذا اللون لكي يمثلها وذلك لما يشير له من معاني تحمل صفاتها.
مبادئ التسويق الوردي:
يقوم التسويق الوردي على تصحيح بعض المفاهيم ومنها:
– تصحيح فكرة أن التسويق الوردي تتوقف على فرق البيع فقط، بينما الصواب أن التسويق الوردي أبعد بكثير من وظيفة البيع، مع التأكيد على أهمية دوره في هذا الموضوع من غير شك.
– تصحيح فكرة “الاعتماد المرأة في الترويج سواء من خلال الإعلانات أوالبيع الشخصي أو…إلخ، وغيرها من عناصر المزيج التسويقي المختلفة”، بينما على العكس تمامًا! فالقوانين والأعراف تجرم ذلك حتى الغربية منها، ومن بينها الدستور الأمريكي لأخلاق التسويق (A.M.E.C) American marketing Etlicer Cod والذي يجرم الإثارة الجنسية كطريق لتحقيق مكاسب تسويقية.
– تصحيح فكرة “التسويق النسائي يعتمد على استغلال نقاط الضعف عند النساء في الترويج للبضائع والمنتجات المتنوعة”، بينما هذا الأمر غير مرحب به في التسويق سواء للرجال أو النساء.
– تصحيح فكرة “التسويق الوردي يزيد الاستهلاك عند الرجال بسبب استغلال الميل الفطري إلى الجنس الآخر”، وهو أمر -كما سبق الإشارة إليه- غير مقبول من معظم القوانين والتشريعات، بل يبدي ضعف في كفاءة المنتجات المقدمة وضعف فعالية برامجها التسويقية.
المرأة باعتباها زبونة:
من أهم الفروق النوعية بين الجنسين ومن أبرز الاختلافات بينهما كعملاء في السوق ما يلي:
*العديد من المنتجات كالملابس والعطور والحلي وكثير من الاحتياجات النسائية الأخرى تحتاج فيها المرأة إلى التعامل مع نساء مثلها.
*الالتزامات الاجتماعية المختلفة تجاه الأطفال وأفراد الأسرة والعائلة والمجتمع؛ يكون هناك دور مميز فيها للمرأة عن الرجل، وإن كان دور كل منهما مكملاً للآخر.
*تختلف القدرة الشرائية بين الرجال والنساء وفقًا لمتغيرات متعددة من بينها امتلاك الثروة ومزاولة العمل.
*يختلف السلوك الشرائي بينهما، حيث تميل أغلب النساء للتردد والتريث، في حين يتسم سلوك الرجل بالحسم والسرعة في اتخاذ القرار.
*اختلاف الأذواق في بعض الجوانب، والتي من بينها اختيارات الألوان والتصميمات.
*الأعراف والعادات والتقاليد والالتزامات الاجتماعية، منها ما يتعلق بالرجل كالدور الإنفاقي الإلزامي في الأسرة، ومنها ما يتعلق بالمرأة كحدود توقيت زيارة الأسواق وحرية الحركة والانتقالات في كثير من المجتمعات.
*الخصائص الطبيعية التي تختلف بين المرأة والرجل في بعض المجالات كالحمل والإرضاع، وما يتبع تلك الخصائص من مستلزمات متعددة.
*اختلافات بتركيب الدماغ وشقيه الأيمن والأيسر، والاعتماد على أي منهما أكثر بين الرجال والنساء، في سياق موضوع التسويق العصبي Neuro-marketing.
*تميل المرأة بطبيعتها للإنفاق بينما يغلب على الرجل الميل الفطري للاكتناز.
المرأة باعتبارها مسوقة:
التسويق الوردي لا يتناول دور المرأة كونها زبونة أو عميلة أو مشترية فقط؛ وإنما يتناول دورها أيضًا في خدمة مجالات التسويق بصورة عامة، سواءً التي تخدم العملاء الإناث أو التي تخدم الخطط والقضايا التسويقية للسوق ككل، ومن هنا كانت المسوقة أيضًا تستهدف بعملها التسويقي الواسع كلًا من الرجال والنساء.
وكما أن هنالك فروقًا نوعية بين العملاء، فهناك مجموعة من الفروق النوعية كذلك بين المسوقين من الرجال والنساء؛ قد تتشابه مع تلك الفروق المذكورة بين العملاء وتختلف في بعضها الآخر، ومن أهمها ما يلي:
*قد تسمح الأعراف الاجتماعية بفتح مجالات أكبر أمام المسوقات من النساء بالتعامل مع الرجال والنساء، بينما قد يصعب على المسوقين من الرجال أحيانًا التعامل مع العملاء من النساء.
*غالبًا ما يكون صبر المرأة بالفطرة أكبر من صبر الرجل، مما يعطيها فرصة أكبر في تحقيق النجاحات، واحتمالات فشل أقل في العديد من مجالات التسويق والتفاوض المختلفة.
*المتوسط العام لأجور المسوقات من النساء أقل من المتوسط العام لأجور المسوقين من الرجال، وهو ما يرجع لعدة أسباب اقتصادية واجتماعية ومرحلية تمر بها حركة التسويق النسائي، مما يمنحهن ميزات نسبية وفرصة أكبر في النجاح؛
*توجد اختلافات جوهرية بين المرأة والرجل في العمل بمجال التسويق لاختلاف الأدوار والقيود الاجتماعية والخصائص الطبيعية لكل منهما.
يمكن القول أخيراً إن التسويق الوردي يخص كل الأنشطة التسويقية المتعلقة بالنساء، سواء اعتُبرن زبونات أو مسوقات، كما أن التسويق الوردي تحكمه مجموعة من المبادئ وتميزه عن أنواع التسويق الأخرى، وذلك من خلال الخصائص التي تتميز بها المرأة سواء كانت هي القائمة على أنشطة التسويق، او كانت مستهلكة وزبونة مستهدفة.