هل تعرف الملوية البوابية ؟
كثيرًا ما نسمع عن القرحة الهضمية فهي من أكثر الأمراض الهضمية شيوعًا، ولكن هل تعرف ما مسبباتها؟ قد يبدو الأمر مفاجئًا قليلًا أنّ أكثر حالات القرحة شيوعًا تسببها جرثومة… لتتعرف أكثر على هذه الجرثومة وسبل علاجها تابع معنا المقال التالي
هيليكوباكتر بيلوري (Helicobacter Pylori) أو ما تسمى بالجرثومة الملوية البوابية (H.pylori): هي نوع من البكتيريا التي تسبب التهابًا مزمنًا في المعدة والاثني عشر، وهي من أكثر العوامل المتسببة في حدوث قرحة المعدة في جميع أنحاء العالم. ويطلق على هذه البكتيريا في بعض الأحيان “بكتيريا القرحة”.
#الآلية:
تؤدي هذه الجرثومة إلى نشوء التهاب مزمن عن طريق غزو الطبقة المبطنة الداخلية للمعدة منتجةً ذيفانًا داخلي المنشأ يدعى (vacuolating cytotoxin A) (Vac-A) وهذا ما يقود في النهاية لتشكل القرحة.
#الأعراض والعلامات:
- الغثيان
- انتفاخ في الجزء العلوي من البطن
- الحرقة
- الغازات
- قرحة المعدة
- التجشؤ
- فقر الدم (يحدث في الحالات “المتقدمة” عند حدوث قرحات نازفة وضياع كمية من الدم من هذه القرحات)، ويمكن حينها ملاحظة الدم في الإقياء أو أن يكون البراز قاسيًا وداكنًا وهذا أيضًا قد يشير لوجود دم في البراز.
كما يمكن في الحالات الشديدة الإحساس بحرقة في القلب وصعوبة في التنفس.
ملاحظة: يمكن أن توجد هذه البكتيريا في أمعاء بعض الأشخاص من دون أن تتسبب في حدوث قرحة أو أي من الأعراض المذكورة.
#التشخيص:
- اختبار النفس: يستخدم هذا الفحص لقياس كمية ثاني أكسيد الكربون الموسوم:
هو اختبار آمن وسهل يساعدنا على تحديد وجود البكتيريا في المعدة. بعد (10-20) دقيقة من ابتلاع كبسولة تحتوي على اليوريا موسوم الكربون فيها بمادة مشعة.
فإذا كانت البكتيريا موجودة في المعدة فإنها تحلل المحلول ويكون هناك وجود لثاني أكسيد الكربون في الرئة؛ حيث أن الشخص المفحوص يزفر الهواء لأنبوب موصول بمقياس للمواد المشعة، وبالتالي تكون هناك عدوى نشطة.
الاختبار يعطي نتيجة سلبية (لا يوجد ثاني أكسيد الكربون مشع في النفس) بعد القضاء على البكتيريا الموجودة في المعدة عن طريق المضادات الحيوية. - فحص الدم: يساعد فحص الدم في كشف وجود أجسام مضادة (Antibodies) لجرثومة الملوية البوابية في الدم.
- اختبار البراز: يعتبر اختبارًا دقيقًا للغاية، ويكشف ما إذا كان جسم المصاب يحتوي على مستضدات (Antigen) الجرثومة.
- فحص تنظير المعدة: إذ يُدخل أنبوب صغير ومرن مرتبط بألياف بصرية إلى داخل المعدة. تؤخذ عينة من الغشاء المخاطي للمعدة لفحص ما إذا كانت تحتوي على الجرثومة.
#العلاج:
يمكن أن يكون من الصعب القضاء على هذه البكتيريا من خلال المعالجة العادية بأحد الصادات الحيوية لمقاومتها لها، وبالتالي نستخدم عادة اثنين أو أكثر من المضادات الحيوية معًا مع أدوية تخفف من حموضة المعدة، مثل: مثبطات مضخة البروتون (PPI) وعلى سبيل المثال: (omeprazole) أو (esomeprazole) فيما يسمى بالعلاج الثلاثي (صادان حيويان + مثبط مضخة البروتون) طبعًا هذا أحد أنماط العلاج وهو الأكثر شيوعًا من بين المعالجات الثلاثية للجرثومة.
#الوقاية:
حوالي (50٪) من سكان العالم يصابون بهذه البكتيريا، والعلاج والوقاية من الآثار الجانبية والمضاعفات صعبة. ومع ذلك هنالك توصيات للمساعدة في منع التقرحات وتشمل:
– تقليل أو إيقاف تناول الكحول والتدخين.
– تجنب الكافيين.
– التحقق من وجود أعراض الإصابة بالبكتيريا بعد العلاج الإشعاعي.
– تجنب أو الحد من التوتر.
– غسل اليدين جيدًا بالماء غير الملوث يقلل من فرص الإصابة بالمرض.
حاليًا، لا يوجد لقاح متاح ضد الملوية البوابية لمنع أي عدوى.
الشعور المسبق بأعراض الإصابة عادة ما يكون جيدًا إلى ممتاز قبل استفحال المشكلة، ومع ذلك فإن (20٪) من المصابين قد يعانون من تكرار حدوث العدوى.