هل يمكن إيجاد علاج نهائي لداء السكري؟
الكثير من الأبحاث والمراجع ناقشت فكرة إيجاد علاج نهائي لداء السكري بدءًا من العلاجات الجينية مرورًا بالحلول الدوائية فالعمليات الجراحية، وقد نشرنا عدة مرات عن علاجات واعدة، وما زال المجتمع الطبي يناقش السبل العلاجية لهذا الداء لتوفير حياة طبيعية للمصاب.
الجدير بالذِكر هو أن عكس داء السكري (من النوع الثاني) والتغلب عليه ربما كان أحيانًا خيارًا بإمكان المصاب أن يختاره، وقرارًا شجاعًا من شأنه أن يحسم المعركة من الجولات الأولى.
أما سلاحه وخط دفاعه الأول في هذه المعركة فهو: حمية غذائية وبعض التدابير الصحية.
ربما سيتساءل البعض: أليس هذا تبسيطًا وسفسطة وتقليلًا من أهمية العلاج الدوائي؟
وربما غاب عنهم أن أقرب طريق لعلاج مرض ما هو منع تأثير المسبب، ومن أهم أسباب الإصابة بداء السكري هي السمنة؛ بل اقترح بعضهم وجود ارتباط وثيق بين السمنة وداء السكري من النمط الثاني، وهو ما اقترحته الدكتورة فرانسين كوفمان طبيبة الأطفال وأخصائية الغدد الصماء.
ومن هنا بدأ المجتمع الطبي بالتحدث عن مصطلح عكس مرض السكري وذلك من خلال تخفيض الوزن ضمن حميات مدروسة.
وتشير أبحاث حديثة بأن حمية مولدات الكيتونات منخفضة الكاربوهيدرات هي حل جيد لمرضى السكري.
ففي هذا الصدد نشرت (Journal Medical Internet Research) دراسة أجريت على مجموعة من مرضى السكري من النوع الثاني من ذوي الوزن الزائد، واستمرت التجربة 32 أسبوعًا خاض خلالها المشاركون إحدى حميتين: حمية مولدات الكيتونات، وحمية الطبق الصغير (حمية مبدأ الطبق on a plate).
بالإضافة إلى متابعة الفريقين وحثهم على تأدية التمارين الرياضية وأنشطة يومية صحية دون اللجوء إلى أي عقاقير دوائية.
خلصت الدراسة إلى أن الفريق الذي اتَّبع حمية مولدات الكيتونات استطاع أن يسيطر على نسبة السكر في الدم وكذلك خفضوا من أوزانهم بمعدل 12.7 كيلو جرام خلال 32 أسبوعًا، كذلك الفريق الآخر الذي اتبع حمية الطبق حصل على نتائج تقوده إلى ذات الطريق إلا أنها كانت أبطأ بكثير حيث خفضوا أوزانهم بمعدل 3.0 كيلو جرامات خلال ذات الفترة.
إلا أن هذه الحميات تمثل تغييرًا قد يعتبره الجسم مفاجئًا في نمط الحياة ومصادر الطاقة؛ لذلك يُنصح دائمًا باستشارة الأطباء وأخصائيي التغذية قبل خوض مثل هذه التجارب بشكل شخصي.
وبهذا متابعينا نخلص إلى أن أفضل ما نقدمه لأنفسنا ومن نحب ممن يعانون من السكري هو أن نساعدهم ونرشدهم إلى مراقبة مؤشرات السمنة لديهم وحثهم على خفض أوزانهم وجعلها ضمن المقبول لنتغلب على هذا الداء الذي ربما بات قريبًا أن نسميه وباء العصر.
ملاحظة هامة من الباحثون المسلمون:
1- تنفع هذه الطريقة في بداية مرض السكري من النمط الثاني. وليس في مرحلة متقدمة. حيث يستخدمها الأطباء في علاجه في البداية، كحمية، وقد يضيفون لها دواء من زمرة البيغوانيد.
2- في حال كنت تتناول أدوية يجب ألا تقطعها. ويمكنك تخفيض الجرعة تبعًا لاستشارة الطبيب في حال حصل تحسن بعد تخفيض الوزن.
ويذكرنا هذا بما وصانا به قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشَرَابه وثلثٌ لنَفَسِه).
دمتم بصحة وعافية. وتذكروا النية لله، والصبر على قضائه ليجزيكم من فضله.