أعلن مؤسس SpaceX والمدير التنفيذيّ إيلون ماسك يوم الاثنين 27 فبراير أنَّ الشركة تُخطط لإرسال اثنين من عملائها في رحلة دورانٍ حول القمر لمدة أسبوعين قبل نهاية 2018.
شاهد روّاد الفضاء الجانب البعيد للقمر لأول مرةٍ سنة 1968.
<<إلا أن قِدَم هذا الإنجاز يجب ألا يوهمنا بأن مهمة SpaceX ستكون سهلةً>> هذا ما قاله واين هيل المدير السابق لبرنامج مكوك ناسا الفضائيّ.
يقول هيل المتقاعد من ناسا سنة 2010 ومدير رحلات الفضاء في شركة كولورادو الهندسيّة Special Aerospace Services حالياً: <<حتى مع التقنيات المتوفرة اليوم، لا تزال مهمتنا صعبةً جداً وخطيرةً جداً >>.
وأضاف: <<من المتوقع أن يقوم SpaceX بالطاقم بدورةٍ حول القمر>>، لكنه لا يزال متشككاً حول إنجاز هذه المهمة في السنة القادمة.
قال هيل لـ Space.com: <<أعتقد أن جدولهم صعبٌ بشكلٍ لا يُصدَّق>>.
ستستخدم SpaceX كبسولة Dragon V2 لنقل الطاقم والمكوك Falcon Heavy في الرّحلة إلى القمر.
يشير هيل إلى أنها المرّة الأولى التي سينطلق فيها Falcon Heavy، حيث إنّه من المقرر أن تجري رحلته هذا الصيف، كما أن Dragon V2 لا زالت قيد التطوير، (في الواقع، لم ترسل SpaceX أيّ بعثةٍ بطاقمٍ من أيّ نوعٍ حتى الآن).
تعمل SpaceX على تجهيز Dragon V2 لإرسال روّاد الفضاء من وإلى محطّة الفضاء العالميّة (ISS) ضمن عقدٍ بقيمة مليارات الدولارات مع ناسا، <<سيعود الطّاقم الأول من رحلات(ISS) في منتصف 2018 إذا ما تم العمل على الجداول الحالية>>
هذا ما أخبر به ماسك الصحفيين خلال اجتماعٍ تم عقده عن بعدٍ، ( تتضمن رحلات ISS تسعة صواريخ لـ SpaceX، لكنها لا تتضمن إرسال Falcon Heavy)
يقول هيل: <<سأكون أكثر تفاؤلاً لو أن برنامجهم تضمّن رحلاتٍ سابقةً (متضمنةٌ رواد فضاءٍ) على متن Dragon V2، أو إنهم تلقوا قبولاً من قبل ناسا وفقاً لمعايير السلامة التي وضعتها ناسا لنقل روّاد الفضاء الأمريكيين لمحطة الفضاء العالمية (ISS)، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحصل حتى الآن>>.
وأضاف: <<يجب أيضًا تعديل Dragon V2 في الرحلة القمريّة القادمة والذي يُعتَبر خط الأساس لـ (ISS)، يجب للكبسولة التي تطير حول القمر أن تكون مجهّزةً بنظام اتصالاتٍ أكثر تطوراً، و بدرعٍ خارجيّ مقاومٍ للحرارة، يجب أن تكون أكثر من مجرّد طائرةٍ تصل إلى المدار المنخفض للأرض وتعود>>.
أشار ماسك إلى حاجة نظام الاتصالات الخاص بـ Dragon V2 لبعض التعديلات، لكنه وضّح أنّ الدرع الخارجيّ للطائرة احترافيُّ التصميم وبإمكانه تحمُّل الضغوط الناتجة عن السرعة العالية خلال الرحلة إلى القمر.
<<يمكننا القول أن تشغيل Dragon V2 و Falcon Heavy وإطلاقهما في الوقت المناسب يُعتَبَر تحدياً نوعًا ما>> هذا ما قاله فيل لارسون مستشار سياسة الفضاء السابق للرئيس باراك أوباما، <<لكن كلمة (تحدّي) بعيدةً كل البعد عن معنى (مستحيلٌ)>>.
يضيف لارسون: <<حتى لو حصلت مهمة عام 2018 في عام 2019، فإنها ستبقى حدثاً تاريخياً، لن تُحدِث بضعة أشهرٍ فرقًا كبيرًا في المهمة>>.
يضيف لارسون: <<يميل ماسك للتفاؤل في تحديد الجداول الزمنية، ولا تلتزم SpaceX عادةً بهذه الجداول، إلا أنه لدى الشركة سجلٌّ حافلٌ بالأشياء التي لم ينجزها أحدٌ من قبل>>، أصبحت SpaceX أوّل منشأةٍ خاصةٍ تُطلق مركبةً فضائيةً (كبسولة البضائع الآلية Dragon) نحو المدار الأرضيّ وتعود كقطعةٍ واحدةٍ.
قامت SpaceX بإنزال المرحلة الأولى من مرحلتي Falcon 9 ثماني مراتٍ منفصلةٍ خلال المهمات المداريّة، كجزءٍ من سعي الشركة لتطوير صواريخ قابلةٍ لإعادة الاستخدام، لم يقم بذلك أحدٌ آخر ولو لمرةٍ واحدةٍ (قامت Blue Origion الشركة التي تديرها Amazon.comومديرها التنفيذيّ جيف بيزوس بإطلاق خمسة صواريخ ولكن جميعها قامت بعمل دوراتٍ تحت المدار).
تُعتبَر الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام جزءًا مفتاحيًّا من رؤية SpaceX لاستعمار المريخ وهو طموح ماسك الأكبر والسبب الذي بنى لأجله SpaceX سنة 2002.
قد تكون المهمة الحالية حول القمر خطوةً في هذه الطريق أيضًا معطيةً الشّركةَ تجربةً هامةً في الفضاء الكبير.
#فلك
#الباحثون_المسلمون
___________
المصدر:
https://