الوجه الآخر للعلم : هل سمعتم بفضيحة غش فولكس فاجن الكبرى وخسائرها العالمية التي بلغت إلى الآن 6.5 مليار يورو ؟؟
من المعلوم أن الديزل أرخص من البنزين عالميا رغم بعض سلبياته – ومنذ أسابيع قليلة تفجرت أكبر فضيحة سيارات في العصر الحديث إن صح التعبير .. فضيحة بطلتها التقنية عندما يتم استغلالها لغش الناس والمعايير المُتفق على مراعاتها !!
فما هي القصة بالضبط ؟
ومع واحدة من أشهر ماركات السيارات الألمانية والعالمية ؟!
====================
لا شك أن شركة فولكس فاجن هي من أكبر شركات صناعة السيارات في ألمانيا – لدرجة اعتبارها أحد أعمدة الاقتصاد الألماني – وهي توظف بفردها 270 ألف شخص : إضافة إلى عدد أكبر يعملون لدى الموردين !!
ولكن كل ذلك قد تعرض لهزة عنيفة منذ أسابيع عندما تم اكتشاف حيلة تقنية ببرنامج كمبيوتر في سيارات فولكس فاجن في أمريكا يقوم بالتحكم الآلي فيها عند استشعار اقتراب فحص استشعار انبعاثات الديزل : حيث يتم تقليل الانبعاثات أوتوماتيكيا إلى حين انتهاء الفحص !!
الفضيحة الثقيلة التي خيمت على الشركة عالميا وأقليميا أطاحت بالمدير التنفيذي مارتن فينتركورن الذي قدم استقالته نتيجة هذه الضربة الكبرى (التي تؤثر على الاقتصاد الألماني نفسه) حيث باعت فولكس فاجن وحدها قرابة 600 ألف سيارة في الولايات المتحدة فقط في العام الماضي – وهو ما يعادل نحو 6 % من إجمالي مبيعاتها العالمية البالغة 9.5 مليون سيارة
وقد قال متحدث باسم وزارة النقل الألمانية أن نحو 3.6 مليون سيارة لفولكس فاجن في أوروبا مزودة بمحركات 1.6 لتر ستكون بحاجة لتغييرات في أجزائها في أعقاب فضيحة انبعاثات العادم
كما تحمل 5 ملايين سيارة من بين حوالي 11 مليون سيارة تعمل بالديزل حول العالم ستحتاج الي إصلاح العلامة التجارية لفولكس فاجن
وقالت مجلة دير شبيجل الألمانية إن فولكسفاجن من المحتمل أن تسجل خسارة في مبيعات وعائدات أكبر شعبة لصناعة السيارات بها. وامتنعت الشركة عن التعقيب.
وقد خسرت أسهم الشركة أكثر من ثلث قيمتها بسبب هذه الأزمة -وهي الأكبر في تاريخها منذ أن تأسست قبل 78 عاما –
ففي استراليا أعلنت شركة فولكس فاجن رسميا أيضا عن وجود أكثر من 90 ألف سيارة تعمل بالديزل ومزودة ببرنامج الكمبيوتر الذي يتلاعب في نتائج اختبار معدل عوادم السيارات !! وهو ما يزيد الغرامات التي ستقع عليها كذلك
حيث قالت الشركة الألمانية أن الطرازات المزودة بهذا البرنامج في أستراليا هي :
السيارة جولف المنتجة خلال الفترة من 2009 إلى 2013
والسيارة بولو المنتجة خلال الفترة من 2009 إلى 2014
والسيارة شكودا أوكتافيا المنتجة خلال الفترة من 2009 إلى 2013
وقال جون وايت مدير فولكس فاجن أستراليا في بيان رسمي أن الشركة تتعامل مع هذا الموضوع بجدية – كما قدم اعتذارا صرح فيه بأن الشركة تفهم خيبة الأمل والإحباط لدى عملائها في أستراليا وأنها تبذل قصارى جهدها لحل المشكلة
وقد أعلنت وكالة حماية البيئة الأمريكية أن شركة فولكس فاجن قد تواجه غرامات تصل قيمتها إلى 18 مليار دولار، وهو أكثر من كل أرباحها التشغيلية للعام الماضي.
ورغم أن هذه الغرامات أقل من السيولة النقدية الحالية لدى فولكس فاجن والتي تبلغ 21 مليار يورو (24 مليار دولار)، إلا أن الفضيحة أثارت مخاوف من تخفيضات كبيرة في الوظائف
كما تخشى الحكومة الألمانية من أن شركات ألمانية أخرى لصناعة السيارات مثل BMW قد تتضرر من تداعيات فضيحة فولكس فاجن لكن محللين يرون أن التأثيرات ستكون محدودة
وأشارت الحكومة الألمانية إلى أن صناعة السيارات ستبقى ركيزة مهمة للاقتصاد على الرغم من الأزمة الحالية التي تحيط بفولكس فاجن