هل فيروس كورونا المستجد دليل على التطور الدارويني؟
في خضم محاولات العالم للسيطرة على انتشار فيروس كورونا الجديد المسبب لمرض COVID-19 يقفز التطوريين ليخبروننا أن “تطور الفيروسات” هو عين ما قال به داروين، وأن التحورات التي تحصل في الفيروسات فتنتج سلالات جديدة هو خير دليل على صحة نظرية داروين أن الكائنات جميعها تنحدر من أسلاف مشتركة!
إن أي طالب بيولوجي يعي جيداً الفرق بين التطور داخل حيز النوع الواحد، وبين التطور الكبروي الذي يتطلبه التطور الدارويني. إن التطور الصغروي لم يكن يوماً موضع النزاع مع الدراونة فى مطلق إمكانية التغير عبر الزمن ولا فى وجود آليات بيولوجية مؤثرة ولا فى وجود التطور الصغروي وإنما النزاع هو فى وقوع التطور الكبروي، وفي عجز الآليات الطبيعية عن تفسير تنوع أشكال الحياة بصورها المتعددة.
إن أحدث الدراسات تخبرنا أن عائلة (فيروسات الكورونا) والتي ينتمي إليها الفيروس الجديد الحالي SARS-CoV-2 المسبب لمرض COVID-19 تعود إلى مئات ملايين السنين، حيث قدر أن هذه العائلة تعود إلى ما يزيد على 300 مليون عام، وليس آلاف ولا عشرات آلاف السنين كما كان يظن (1). كما تخبرنا دراسات أخرى أن عائلات مختلفة من الفيروسات تعود أعمارها إلى 100 مليون عام وأن تحوراتها تكون “مقيدة” بالعائل الذي ترتبط به (2)
وعلى الرغم من قدم هذه العائلات من الفيروسات، وقدم غيرها من الكائنات محدودة المحتوى الجيني (كالبكتيريا)، فإن تحوراتها القليلة جداً لم تنتج أبداً أي شكل آخر من أشكال الحياة، ولم تمكنها هذه التحورات أبداً من تجاوز محتواها الجيني المحدود، لكن للأسف، يجازف التطوريين دائماً بأخذ أمثلة محدودة في حيز النوع أو العائلة الواحدة ثم يقومون بتعميمها تعميماً ساذجاً على كل أشكال الحياة بلا أي دليل.
المصادر