هل من الجيّد أن تستنشق 100% من الأكسجين؟!
تجلس الآن في غرفتك أمام هاتفك المحمول، قد تكون مستلقيًا على ظهرك وتضع هاتفك على صدرك، وتُشاهده يرتفع مع شهيقك وينخفض مع زفيرك، هذا جميلٌ؛ الكثير من الأكسجين الرّائع يدخل إلى تلك الحويصلات الهوائيّة، ومنها إلى خلايا جسمك لمساعدتها في حرق المدخرات، وهناك الكثير من الأكسجين حولنا، تحديدًا 21% من الهواء حولنا يتكون من الأكسجين، ويا حبذا لو كان كل الهواء الذي نستنشقه أكسجينًا، عندها سيزداد معدل وسرعة العمليات الأيضية لدينا، سنخسر وزنًا بسهولةٍ تامةٍ، وسيكون لدينا طاقةٌ لا متناهية، على الأقل أكبر ب 5 مراتٍ من طاقتنا الحاليّة، وسنستطيع البقاء تحت الماء لفترةٍ أطول.
وفي الحقيقة فهذه التوقعات لا تمتّ للواقع بصلةٍ، في دراسةٍ أُجريَت على نوعٍ من الخنازير طُبّق عليها نظامٌ هوائيٌّ يحتوي على أكسجين بنسبة 100% في ظل ضغطٍ جويٍّ طبيعيٍّ ولمدة يومين، لاحظ الباحثون بِدء تراكم سوائلَ في الرئتين تحديدًا في الخلايا الظهارية المُبطِّنة للحويصلات الهوائية، كما ظهرت بعض الأضرار على الشعيرات الدموية المرتبطة بهذه الحويصلات.
ويعزو العلماء هذه الأضرار إلى بعض التفاعلات الكيميائية التي يكون الأكسجين أحد مدخلاتها وينتج عنها تشكل الأكسجين الحر.
والذي يكون فعّالًا جدًّا بحيث يقوم بتدمير الأغشية والبروتينات في الخلايا الظهارية.
ولكن ماذا سيحدث للشّخص الذي سيتنفس هذا الكم من الأكسجين دفعةً واحدةً؟
1- تتجمع بعض السوائل في الرئة.
2- تباطؤٌ في سرعة انتقال الغازات عبر الحويصلات الهوائية، وهذا يعني مجهودًا أكبر في عملية التنفس (عدد عمليات شهيقٍ أكبر للحصول على نفس كمية الأكسجين والحجم الكلي للغازات المتبادلة في الرئتين يقل بنسبة 17%).
3- آلامٌ في الصدر عند التنفس بشكلٍ عميقٍ.
4- حالةٌ مرضيةٌ تسمى atelectasis وهي انسدادٌ مخاطيٌّ للحويصلات؛
وفي هذه الحالة يتم امتصاص الغاز الموجود في الحويصلات الهوائية من قبل الدم بشكلٍ كاملٍ، بحيث لا يترك أي غازٍ داخل الحويصلات الهوائية لإبقائها منتفخةً في حالتها الطبيعية، مما يؤدي إلى انسداد الحويصلات بمادةٍ مخاطيةٍ، وتجمعها على شكل كتلةٍ واحدةٍ.
وجود المادة المخاطية أمرٌ طبيعيٌّ، ويتم تنظيفها عبر السعال، وعدم تفاعل النتروجين مع هيموجلوبين الدم وبقاؤه في الحويصلات يساعدها على المحافظة على شكلها الطبيعيّ.
على الرغم من هذا فإنّ تنفس هواءٍ أكسجينيٍّ بنسبة 100% تحت ضغطٍ منخفضٍ قد لا يكون له هذه الآثار السلبية، وهذا ما فعله بعض روّاد الفضاء الذين استمروا على حالةٍ مشابهةٍ لأسبوعين دون ملاحظة أي أعراضٍ تُذكَر على حالتهم الصحيّة.
لعلك خلال قراءتك هذا المقال قد استهلكت الأكسجين داخل الغرفة، لنذهب سويّةً إلى الخارج ^_^ .
#أحياء
#الباحثون_المسلمون
___________
المصدر