القول بأن #الحياة وجدت نتيجة “حادث اتفاقي” أو نتيجة لعمليات عمياء ، ظلت تدور في (المادة) لبلايين السنين…
“يبدو القول: إنّ هذا الكون خلق مصادفة من غير خالق ليس قولاً بعيدًا عن الصواب فحسب، بل قول بعيد عن المعقول، يُدخل صاحبه في عداد المخرفين الذين فقدوا عقولهم أو كادوا، فهم يكابرون في الدليل الذي لا يجد العقل بُدّاً من التسليم به. لقد وُجد من يقول: “لو جلست ستة من القردة على آلات كاتبة، وظلت تضرب على حروفها بلايين السنين، فلا نستبعد أن نجد في بعض الأوراق الأخيرة التي كتبتها قصيدة من قصائد شكسبير، فكذلك الكون الموجود الآن، إنما وجد نتيجة لعمليات عمياء، ظلت تدور في ((المادة)) لبلايين السنين” حتى وصلت إلى ما نحن عليه الآن!!
يقول وحيد الدين خان بعد نقله لهذه الفقرة من كلام (هكسلي) [صاحب #نظرية الصدفة]:
“إنَّ أيّ كلام من هذا القبيل لغو مثير بكل ما تحويه هذه الكلمة من معان، فإنّ جميع علومنا تجهل – إلى يوم الناس هذا – أية مصادفة أنتجت واقعاً عظيماً ذا روح عجيبة، في روعة الكون”. وينقل عن عالم آخر إنكاره لهذه المقالة قوله: “إنّ القول إن الحياة وجدت نتيجة حادث اتفاقي شبيه في مغزاه بأن نتوقع إعداد معجم ضخم نتيجة انفجار صُدفي يقع في مطبعة”. ويقرر وحيد الدين خان: “أنّ الرياضيات التي تعطينا نكتة المصادفة، هي نفسها التي تنفي أيّ إمكان رياضي في وجود الكون الحالي بفعل قانون المصادفة”.
وخذ هذا المثال الذي نقله وحيد الدين خان عن العالم الأمريكي (كريستي موريسون) يبين فيه استحالة القول بوجود الكون مصادفة، قال: “لو تناولت عشرة دراهم، وكتبت عليها الأعداد من واحد إلى عشرة، ثم رميتها في جيبك، وخلطتها جيداً، ثم حاولت أن تخرج من الواحد إلى العاشر بالترتيب العددي بحيث تلقي كلّ درهم في جيبك بعد تناوله مرة أخرى، فإمكان أن نتناول الدرهم المكتوب عليه واحد في المحاولة الأولى هو واحد في العشرة، وإمكان أن نخرج الدراهم من (1-10) بالترتيب واحد في عشرة بلايين”.
ثم استطرد قائلا:
(إن الهدف من إثارة مسألة بسيطة كهذه ، ليس إلا أن نوضح كيف تتعقد (الوقائع) بنسبة كبيرة جداً في مقابل (الصدفة) .
يقول البروفيسور أيدوين كون كلين من كتاب The Evidence of GOD: “إن القول بأن الحياة وجدت نتيجة “حادث اتفاقي” شبيه في مغزاه بأن نتوقع إعداد معجم ضخم، نتيجة انفجار حدث صدفة في مطبعة!”، “إن قانون (نظرية) الصدفة أو الاحتمال ليست افتراضًا، وإنما هي نظرية رياضية عليا، وهي تطلق على الأمور التي لا تتوافر في بحثها معلومات قطعية، وهي تتضمن قوانين صارمة للتمييز بين الحق والباطل وللتدقيق في إمكانية حدوث حادث عن طريق الصدفة”.
وعلى ذلك فكم يستغرق بناء هذا #الكون لو نشأ بالمصادفة والاتفاق؟
إنَّ حساب ذلك بالطريقة نفسها يجعل هذا الاحتمال خيالياً يصعب حسابه فضلاً عن تصوره. إنَّ كلَّ ما في الكون يحكي أنَّه إيجاد موجد حكيم عليم خبير، ولكنَّ الإنسان ظلوم جهول (قتل الإنسان ما أكفره – من أي شيء خلقه – من نطفةٍ خلقه فقدره – ثم السبيل يسره – ثم أماته فأقبره – ثم إذا شاء أنشره – كلا لمّا يقض ما أمره – فلينظر الإنسان إلى طعامه – أنا صببنا الماء صباً – ثم شققنا الأرض شقاً – فأنبتنا فيها حباً – وعنباً وقضباً – وزيتوناً ونخلاً) [عبس: 17-29] . كيف يمكن أن تتأتى المصادفة في خلق الإنسان وتكوينه، وفي صنع طعامه على هذا النحو المقدّر الذي تشارك فيه الأرض والسماء، وصدق الله في وصفه للإنسان (إنَّه كان ظلوماً جهولاً) [الأحزاب: 72]” ا.هـ.
يقول عالم #الطبيعة الأمريكي جورج إيرل ديفيس: “لو كان يمكن للكون أن يخلق نفسه، فإن معى ذلك أنه يتمتع بأوصاف الخالق، وفي هذه الحالة سنضطر أن نؤمن بأن الكون هو الإله، وهكذا ننتهي إلى التسليم بوجود الإله لكن إلهنا هذا سوف يكون عجيبًا، إلها غيبيًا وماديًا في آن واحد! إنني أفضل أن أؤمن بذلك الإله الذي خلق العالم المادي وهو ليس بجزء من هذا الكون، بل هو حاكمه ومدبره ومديره، بدلاً من أن أتبنى مثل هذه الخزعبلات.”
يقول الله تعالى في محكم تنزيله :
“مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا”
المصدر
– كتاب: (العقيدة في الله) للشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر رحمه الله تعالى .الصفحات : 77 – 78 – 79 .
.