1771- هل يمكن فعلًا زرع رأس إنسان؟
بعد أن أطلّ مؤخرًا جَرّاح الأعصاب الإيطالي “سيرجيو كانفيرو”
مُعلنًا عن نيّته إجراء أول عملية زرع رأس لإنسان عام 2017 م، تعالوا معنا للتعرف على أبعاد أكثر للموضوع من خلال مقابلة مع البروفيسور آرثر كابلان الأُستاذ المتخصص في الأخلاقيات الحيوية.
————————————–
إن فكرة عمليات زرع الرءوس جراحيًّا ليست جديدة، حيث أُجريت سابقًا على الحيوانات، ففي أمثلة سريعة نذكر ما حدث عام 1959 م عندما قام الجراح الروسي (فلادمير دميخوف) بنقل رأس كلب إلى جسد كلب آخر، لكن لم يُحالفه الحظ، إذ إن الكلب مات بسبب رفض الجهاز المناعيّ للرأس.
وفي عام 1970 م قام العلماء بعملية زراعة رأس قرد في أوهايو، ونجحت هذه العملية نوعًا ما، حيث كانت هذه الحيوانات قادرة على الشم والتّذوق والسمع والرؤية، لكنها عاشت لفترة قصيرة بعد العملية!
وفي عام 2002 م قام أطباء في اليابان بنقل رأس جُرذ إلى جسد جُرذ آخرَ، إلّا أنّ رأس الجُرذ المُستلِم لم تتم إزالته، لذلك انتهت العملية بجُرذ ذي رأسين!
حتى أطلّ مؤخرًا جَرّاح الأعصاب الإيطالي “سيرجيو كانفيرو” مُعلنًا عن نيّته في إجراء أول عملية نقل رأس لإنسان عام 2017 م رغم توجّس الكثيرين.
————————————–
ففي مقابلة أجراها موقع “ميد سكيب” الطبي مع الدكتور “آرثر كابلن” -وهو بروفيسور في مجال #الأخلاق الحيوية، ويعمل أُستاذًا في كلية طب جامعة نيويورك حاليًّا، وحائز على العديد من الجوائز في مجال تخصُّصه- حول احتمالية إجراء عمليات نقل رأس الإنسان، وهل هذا الإجراء قابل للتطبيق، قال الدكتور كابلن:
“دكتور سيرجيو كانفيرو أعلن عن خبر يقول فيه أنّ الوقت قد حان لإجراء جراحة نقل الرأس، هذه العملية تجري حرفيًّا على النحو الآتي:
سيقوم بأخذ رأس شخص على وشك الموت ويقوم بوضعه على جسد شخص يُعاني من موت الدماغ، وبعد هذا يقوم بدمجهما معًا، وبذلك يعطي الشخص المحتاج جسمًا جديدًا، لكن من هم المرضى الذين سيكونون أهلًا لإجراء هذه العملية، نحن لا نتكلم عن رجال السياسة قطعًا!
هؤلاء الأشخاص هم الذين يعانون من مرض الضمور، وعضلاتهم ذابلة، أو لا يستطيعون المشي أو التجوال. كما اقترح البعض أن تكون هذه العملية خيارًا للأشخاص المُتحوِّلين جنسيًّا.
أنا أعتقد أن هذا كله لا قيمة له، وغير علمي بالكامل، وتعجيزي، ويُثير السخرية!
هو يقول -أي د. سيرجيو- أنه يستطيع أن يفعلها، وأنّ لديه طريقة لدمج الحبل الشوكي؛ لأن هذا هو العائق الرئيسي لعمل مثل هكذا إجراء؛ دمج #الرأس مع الجسد خلال الحبل الشوكي الذي يُعد الناقل العصبي الرئيسي.
إن كان الدكتور سيرجيو يعرف كيف يفعل هذا فعليه بالأحرى عدم إجراء عملية نقل الرأس، بل مساعدة الأشخاص الذين يُعانون من إصابات مأساوية في الحبل الشوكي، وهم الآن مشلولون ولا يستطيعون الحركة.
وهؤلاء يوجد منهم المئات حول العالم، ولا نعرف كيف نحل مشكلتهم، ولا نعرف كيف نساعدهم، فإن كان الدكتور سيرجيو طوّر طريقة لإعادة نمو الأنسجة العصبية، فواجب عليه أن يحوّل مَجهوده لذلك المكان.
هو يقول أنّ هذه #العملية أُجريت سابقًا في الحيوانات، حيث كانت هناك محاولات من قِبل علماء روس عام 1910 م لإجراء نقل رءوس في الكلاب، وأيضًا في القرود عام 1970 م في كليفلاند، لكنّ هذه العمليات لا معنى لها، حيث أننا لا نعلم إن كانت تلك العمليات قد أدّت المطلوب منها أم لا! كما أنّ هذه الحيوانات عاشت لأيام قليلة ثم ماتت!
إضافة إلى ذلك فإننا نحتاج إلى كمّية هائلة من مثبطات الجهاز المناعي لمنع الجسم من رفض الرأس الجديد، مما سيؤدي غالبًا إلى أن يُصاب الشخص بعجز الكِلى أو السرطان على أية حال!
فبالإضافة إلى عقبة إعادة دمج الحبل الشوكي، فلا نعلم إن كان الجسم سوف يتحمّل كمية العلاج التي سوف تُعطى لإجراء هذه العملية.
كما أن هناك مشكلة أُخرى لم يتكلّم عنها #الطبيب_الإيطالي بالرغم من أهمّيتها؛ وهي أنّ هذا الإجراء -ربط رأس على جسد- ليس بهذه البساطة، فالجهاز العصبيّ يُرسل إشارات الى الدماغ، والدماغ يبدأ باستخدام هذه الإشارات وتحليلها، فهو يسبح في إشارات كيميائية من الجسد الأصلي.
فإذا وُضع رأس جديد على الجسد فإننا سوف نُخرج إنسان مختل عقليًّا، لأن الإشارات العصبية (الكيميائية) ستكون مُختلفة بشكل كامل، والدماغ سوف يكون مُضطرِبًا تمامًا أو فوضويًّا.
فهذا الإجراء ليس غير أخلاقيٍّ لأننا لا نملك المعرفة الكافية أصلًا فقط، بل هو غير أخلاقي حتى في التفكير بمثل هكذا إجراء أيضًا؛ بسبب الخطر الجِدّيّ في جعل الشخص مختلًّاعقليًّا أو فاقدًا للذاكرة أو مُعذَّبًا!
فنحن في مجال زراعة #الأعضاء بالكاد نعرف كيف نزرع وجهًا فقط! ومازلنا نعاني من مشاكل في إنجاح عمليات زراعة الكبد أو الكِلى أو القلب أو حتى الرئة دون إضعاف صحة المريض جدًّا ليتقبل جسمه العملية.
لكن هذه العملية المزعومة لزراعة الرأس هي ليست ضمن أولوياتنا في المستقبل القريب كما أرى.
إنّ هذا الإجراء مُرتبط بالمجتمع ويُثير الرعب فيه، وقد يتساءل الناس لماذا نثق بالعلماء عندما يقومون بأشياء مجنونة كهذه بدون ضوابط؟! فأنا لست قلقًا حين أرى رأس شخص على جسد شخص آخر، لكنني قلق عند عدم التكلّم بصوت عالٍ عندما يدَّعي العلماء أو الأطباء إجراءً غير مسئول مثل هذا!”
————————————–
المصدر
#الباحثون_المسلمون
#MRA1771