“هيكل أتاكاما .. الحقيقة كاملة!”
عندما وُجِد شبيه الإنسان المحنط ذو الست بوصات (15 سم) في كنيسة بقرية نائية في الشيلي قبل (15) عامًا، تعددت التكهنات حول أصله وحتى أُنتِج فيلم وثائقي عنه ورُجّح كونه دليلًا محتملًا على وجود الفضائيين، لكن قام العلماء مؤخرًا باستخلاص حمضه النووي وفك شيفرته ليكتشفوا أنّ الهيكل يعود لأنثى حديثة الولادة تعرضت لطفرات مهولة غيرت شكلها بالكامل.
الهيكل قبل سنوات لفت نظر بروفيسور الميكروبيولوجي (Gary Nolan) من جامعة كاليفورنيا، والذي عكف على دراستها ليصرّح أنها إنسان (سميت آتا Ata) وأن سبب التشوهات غير معروف.
https://www.sciencemag.org/news/2013/05/bizarre-6-inch-skeleton-shown-be-human
الآن، نشر فريق من العلماء بحثًا شاملًا عن الحمض النووي للهيكل الغريب، حيث تبين أنّ الطفلة أصيبت بطفرات في سبعة جينات على الأقل، وهذه الجينات من المعروف أنها مسؤولة عن التشوهات العظمية في الضلوع والجمجمة والمفاصل؛ وهذا يفسر التشوّه الحاصل للطفلة وشكلها الغريب، وقد نشرت الدراسة في مجلة (Genome Research) وفصّلت في الجينات التي أصابتها الطفرات:
(Here, we present the detailed whole-genome analysis showing that Ata is a female of human origin, likely of Chilean descent, and its genome harbors mutations in genes(COL1A1,COL2A1, KMT2D, FLNB, ATR, TRIP11, PCNT) previously linked with diseases of small stature, rib anomalies, cranial malformations, premature joint fusion, and osteochondrodysplasia (also known as skeletal dysplasia). Together, these findings provide a molecular characterization of Ata’s peculiar phenotype, which likely results from multiple known and novel putative gene mutations affecting bone development and ossification)
الرابط :
https://m.genome.cshlp.org/content/early/2018/03/21/gr.223693.117
تسببت الطفرات في تغيير (2.7) مليون نيكليوتيدة (النيكليوتيدات: هي حروف الحمض النووي)
يؤمن (Nolan) أنّ آتا حديثة الولادة وقد ماتت مباشرة بعد الولادة، ربما (40) سنة قبل اكتشاف بقاياها، ويقول:
“لقد كانت مشوّهة بشكل كبير وغير قادرة على الرضاعة، كان سينتهي بها الأمر في وحدة خاصة لرعاية حديثي الولادة (Neonatal ICU) لكن نظرًا لكونها في قرية نائية فذلك كان غير ممكن، وبينما بدا الأمر على أنها كائن فضائي، فالواقع أنها قصة مؤلمة لإنسان. امرأة أنجبت بنتًا مشوهة، فحُفظت ثم بيعت لشخص مجهول على أنها تحفة، ثم اتضح أنها إنسان. قد نتعلم منها شيئًا مهمًا لمساعدة الآخرين؛ لترتح في سلام”.
(She was so badly malformed as to be unable to feed. In her condition, she would have ended up in the neonatal ICU, but given where the specimen was found, such things were simply not available,” he said. While this started as a story about aliens, and went international, it’s really a story of a human tragedy. A woman had a malformed baby, it was preserved in a manner and then ‘hocked’ or sold as a strange artefact. It turns out to be human, with a fascinating genetic story from which we might learn something important to help others. May she rest in peace)
الرابط :
https://www.theguardian.com/science/2018/mar/22/genetic-tests-reveal-tragic-reality-of-atacama-alien-skeleton
هذه القضية المؤسفة ترسخ لدينا من جهة علمية حقيقة المخاطر الكبيرة للطفرات على صحة الإنسان، وتضعف مرة أخرى الادعاء الذي يتمسك به التطوريون أنّ الطفرات مصدر التنوع والكائنات على الأرض، الطفرات ضارة وهدامة للجينوم فكيف ستنتج ملايين الأنواع المتقنة والفريدة؟!