هل فعلًا يزيد الطاقة أم أن الأمر مجرد شعور نفسي؟
يعمل هذا الهرمون على زيادة معدل ضربات القلب (لإيصال الدم للعضلات) ومعدل التنفّس (لتزويدها بالأوكسجين)، ويحوّل الدم للعضلات والدماغ (على حساب بعض الأعضاء الأخرى) ويمكن القول باختصار أنه يزيد من أهبة الجسم، فهو أيضًا يزيد من استهلاك موارد الطاقة في الجسم كالسكريات وغيرها ويسخّرها لزيادة قدرة الجسم على النجاة والتصرف السريع (قاتل أو اهرب fight or flight).
ولكن السؤال…. ماذا لو ازدادت كمية هذا الهرمون وازداد إفرازه أكثر من الطبيعي؟؟… هذا ما يعرف بورم القواتم (phaeochromocytoma).
بسم الله نبدأ….
لمحة عامة:
ورم القواتم عبارة عن ورم نادر يصيب غدّة الكظر وغالبًا ما يكون ورمًا حميدًا (متمركز في عضو معين ولا يشكل نقائل ولا يغزو أنسجة أخرى) ويمكن استئصاله جراحيًا.
وعند إصابة هذه الغدة بالورم يزداد إنتاجها للأدرينالين والنورأدرينالين (اللذين يزيدان قدرة الإنسان في حالة الخوف أو القتال) مما ينعكس سلبًا على الضغط الدموي ونُظُم القلب.
سؤال: أليس ذلك جيدًا؟ أليس من الجيد التمتع ببعض القدرات؟
في الحقيقة لا، فالجسم متوازن، وله وظائف عدة، وليس القتال والهرب فحسب، وهذه الحالة تستهلك الجسم، وإن استمرت تحصل الأعراض التالية:
الأعراض:
غالبًا لا يمكن التنبّؤ بأعراض ورم القواتم، ومعظمها تحدث كهجمات مفاجئة ويمكن أن تمتد من دقائق لساعات وإليكم أهمها:
1) ألم في الرأس وصداع.
2) تعرّق غزير.
3) تسارع في القلب وارتفاع ضغط الدم.
4) شحوب في الجلد وخاصةً الوجه.
5) الشعور بالتعب والإرهاق والتوتر والذعر وارتجاف اليدين.
لا يظهر على بعض الأشخاص المصابين أي أعراض، وتُكتشف إصابتهم فقط عبر الفحوصات المخبريّة والشعاعيّة، وبعض المرضى تظهر أعراضهم بعد عدة سنوات من الإصابة.
الأسباب:
يصاب العديد من المرضى بلا سبب وبدون حالات سابقة، ولكن واحدٌ من كل ثلاثة مرضى يملك هذه الجينات المرضية الموروثة:
* جين الورم الصمّاوي المتعدد (نمط ثاني) MEN.
* جين متلازمة فون هيبل-لينداو VHL.
* جين الورم الليفي العصبي (نمط أول) NF1.
هذه الجينات مسؤولة عن حدوث أكثر من ورم في أنسجتنا المختلفة، ولذلك يعتمد تشخيص هذه الأورام على الفحص الجيني.
العلاج :
غالبًا ما يعتمد العلاج على الاستئصال الجراحي للورم، وللتخفيف من الأعراض تعطى حاصرات ألفا وفي بعض الحالات حاصرات بيتا، قبل عدة أسابيع من العمل الجراحي، حيث يعتمد تأثير الأدرينالين والنورأدرينالين على ارتباطهما بمستقبلات خاصة وهي مستقبلات ألفا وبيتا، وتلك الأدوية تبطل مفعول الأدرينالين المفرز.
لدينا نوعان من الاستئصال الجراحي:
*الجراحة عبر المنظار: عبر أداة يتم إدخالها ضمن ثقب صغير إلى جوف البطن وإزالة الورم.
*الجراحة المفتوحة: عبر إحداث شق أكبر في الجلد والوصول للورم وإزالته.
إذا كان الورم خبيثًا فيضاف للعلاج الجراحي العلاج الكيميائي والشعاعي ودمتم سالمين.