يقول الباحثون: إن نظامًا جديدًا من الذكاء الاصطناعي يمكنه تشخيص سرطان الجلد بدقة عالية مثل الأطباء البشرين، والخطوة القادمة هي إتاحة هذه التكنولوجيا على الهواتف الذكية، بحيث يمكن لأي شخص تشغيل التشخيص الذاتي.
وعندما يتم تطوير النظام وتصغيره ويصبح سهل الحمل، سيشكل فرصة للحصول على فحص بأقل تكلفة ممكنة لعدد كبير من الناس، ودون الحاجة إلى الانتظار للحصول على موعد مع الطبيب لتأكيد الأعراض.
وضع الباحثون الجهاز الجديد أمام (21) مرضًا من الأمراض الجلدية والتناسلية، فقام بعرض (376) صورة من آفات الجلد، وطلب إحالة المرضى لمزيد من التحاليل للتوضيح، وبعد ذلك للتحكيم…
ووصلت كل الحالات إلى نسبة النجاح المهنية من خلال هذه الجلسة.
مثل العديد من الأمراض الأخرى، فإن التشخيص المبكر لسرطان الجلد قد يكون حاسمًا: إذا رصد في وقت مبكر، ومعدلات البقاء على قيد الحياة لمدة (10) سنوات حوالي (95%)، ولكن تقل هذه النسبة إلى (10-15) في المئة إذا كان السرطان قد بلغ مراحله الأخيرة قبل تلقي العلاج.
وقالت مستشارة الأمراض الجلدية (Anjali Mahto) المتحدثة باسم المؤسسة البريطانية للأمراض الجلدية لصحيفة (The Guardian): “إن هذا الاكتشاف مشجع جدًا”.
فهذه التكنولوجيا الجديدة مثيرة، وتعدُّ قدرة جديدة تضاف إلى قسم الجلدية في الوقت الذي يقل فيه الدعم القومي لهذا التخصص وخاصة مع تزايد نسب الإصابة بسرطان الجلد.
يقول الباحثون في جامعة ستانفورد: إنّ مفتاح نجاحها هو خوارزمية الجهاز التي تمكنه من تطبيق ما هو موجود في قاعدة بيانات مليئة بعينات سرطان الجلد من صور، والتي لم تشاهد من قبل.
وتقول إحدى أعضاء الفريق (Andre Esteva): “إننا قمنا باختراع آلة فعالة جدًا بإمكانها تطبيق الخوارزمية من البيانات المعطاة”، ويمكن للخوارزمية إيجاد ما تبحث عنه بالضبط.
ولمنح النظام هذا الذكاء الصناعي، استخدم الباحثون (129450) صورة مقربة عن الآفات الجلدية المسببة لأكثر من (2000) من الأمراض المختلفة، وتوفير قاعدة بيانات واسعة من الأمثلة لتتعلم منها.
بعد ذلك، اقترض الفريق الخوارزمية التي استخدمها جوجل لاكتشاف الفرق بين القطط والكلاب في الصور، وتكييفها لمعرفة الفرق بين علامات الجلد .
يؤكد الباحثون أن هذه التكنولوجيا ليست مصممة لتحل محل الأطباء بل مصممة لإعطاء الناس سهولة الوصول إلى أول مرحلتين من الفحص قبل الحصول على مساعدة الخبير.
وما يجعل هذا النظام مذهلًا، أن نقطة الاختلاف بين الآفات المميتة وغير المميتة ليست مهمة سهلة. ويحذر الباحثون من إطلاق هذه الأداة إلى العامة قبل التأكد من أنها لن تقوم بتقديم أي تقييم خاطئ. وينبغي أن تساعد الاختبارات في العيادات الحقيقية على تطويرها أكثر فأكثر.
وأخيرًا، يرغب الباحثون في تحويل هذا الجهاز إلى تطبيق على الهواتف الذكية حتى يتمكن أي شخص من استخدامه، وتقول (إستيفا estyve): “عندها أدركت أن الهواتف الذكية سيصبح لها دور في كل شيء. كل شخص سيحمل في جيبه حاسوبًا خارقًا يحتوي عددًا من أجهزة الاستشعار بالإضافة إلى كاميرا يمكن استخدامها لتشخيص سرطان الجلد أو بعض الأمراض الأخرى”.
نشاهد الآن العديد من البرامج والتطبيقات، والمدعومة من المنطق البديهي (الذكاء الاصطناعي) الموجودة على الهواتف، وتعطينا طرقًا رخيصة وسهلة لتقييم صحتنا في المنزل، وهذا أفضل من مجرد كتابة أعراض قليلة في جوجل.
تعريف (الخوارزمية): هي مجموعة من الخطوات الرياضية والمنطقية والمتسلسلة اللازمة لحل مشكلة ما. وسميت الخوارزمية بهذا الاسم؛ نسبة إلى العالم أبي جعفر محمد بن موسى الخوارزمي، الذي ابتكرها في القرن التاسع الميلادي. الكلمة المنتشرة في اللغات اللاتينية والأوروبية هي «algorithme» وفي الأصل كان معناها يقتصر على خوارزمية لتراكيب ثلاثة فقط وهي: التسلسل، والاختيار (selection)، والتكرار.
التسلسل: تكون الخوارزمية عبارة عن مجموعة من التعليمات المتسلسلة، هذه التعليمات قد تكون إما بسيطة أو من النوعين التاليين.
الاختيار: بعض المشاكل لا يمكن حلها بتسلسل بسيط للتعليمات، وقد تحتاج إلى اختبار بعض الشروط وتنظر إلى نتيجة الاختبار، إذا كانت النتيجة صحيحة تتبع مسارًا يحوي تعليمات متسلسلة، وإذا كانت خاطئة تتبع مسارًا آخر مختلفًا من التعليمات؛ هذه الطريقة هي ما تسمى اتخاذ القرار أو الاختيار.
التكرار: عند حل بعض المشاكل لا بد من إعادة نفس تسلسل الخطوات لعدد من المرات؛ وهذا ما يطلق عليه التكرار.