“يَنْبَغِي للعاقل أَن لَا يحكم بِمَا يَبْدُو لَهُ من استرحام الباكي المتظلم، وتشكيه وَشدَّة تلويه وتقلبه وبكائه، فقد وقفت من بعض من يفعل هَذَا على يَقِين أَنه الظَّالِم المعتدي المفرط الظُّلم، وَرَأَيْت بعض المظلومين سَاكن الْكَلَام مَعْدُوم التشكي، مظْهرا لقلَّة المبالاة، فَيَسْبق إِلَى نفس من لَا يُحَقّق النّظر أَنه ظَالِم، وَهَذَا مَكَان يَنْبَغِي التثبت فِيهِ ومغالبة ميل النَّفس جملَة، وَأَن لَا يمِيل الْمَرْء مَعَ الصّفة الَّتِي ذكرنَا، وَلَا عَلَيْهَا وَلَكِن يقْصد الْإِنْصَاف بِمَا يُوجِبهُ الْحق على السوَاء”