الحُمَّاض الكيتوني السُّكَّريّ “Diabetic Ketoacidosis” ونقص الأنسولين في الدم
الحُمَّاض الكيتوني السُّكَّريّ “Diabetic Ketoacidosis”
ونقص الأنسولين في الدم
جميعنا يعرف أهمية الأنسولين في الجسم لمرضى السكري، لكن ما هي تلك الأهمية؟ سنحدثكم اليوم لنثقفكم عن إحدى مشاكل نقص الأنسولين في الدم، مشكلة تجعل دم المريض حمضي.
بسم الله نبدأ:
1) تعريفه:
يُعد الحماض الكيتوني السكري (DKA) أحد مضاعفات داء السكري الرئيسية والحادة المهددة للحياة لذا هو هام للغاية، يتميز بارتفاع سكر الدم وحماض كيتوني وبيلة كيتونية. مهلًا، ألم تقل نقص الأنسولين يسببه! كيف يرتفع السكر بالدم إذًا؟! على مهلك، ستعرف.
يحدث الحُمَّاض السُّكَّري أساسًا عند مرضى السُّكَّريِّ النمط الأول، ويكون غير شائع لدى مرضى السُّكَّريِّ النمط الثاني.
2) كيف يحدث؟ وما علاقة السكر بالأمر؟
يقوم الأنسولين عادةً بإدخال الغلوكوز (سكر الدم) للخلايا. فعند نقص الأنسولين النسبي أو الكلي لا يستطيع الغلوكوز الدخول للخلايا، وبالتالي تفقد الخلايا مصدر الطاقة الذي تستخدمه كوقود. فيبحث الجسم عن مصدرٍ آخر ليمد الخلايا بالوقود، تزداد الدهون في الدم، فيقوم الكبد باستقلابها وتفكيكها للحصول على الطاقة، وينتج عن ذلك مركبات تدعى الكيتونات. يستطيع الجسم التعامل مع مستويات معينة من الكيتونات في الدم. لكن عند فرطها لا يعود باستطاعته ذلك. وبما أن الكيتونات حموض، يتحمضن الدم.
فيكون لدينا في الدم مستويات عالية من السكر (لم تستطع الدخول للخلايا) ومستويات عالية من الحموض (الكيتونات الناتجة من دهون الكبد).
فيؤدي ذلك لفرط التبول (نتيجة فرط السكر) ولاختلال الشوارد في الدم.
3) العوامل المحرضة :
قد لا يوجد عامل محرض واضح لحدوث الحُمَّاض السُّكَّريِّ ولكن من العوامل المحتملة:
• خمج (إنتان).
• توقُّف العلاج بالأنسولين أو عدم كفايته.
• احتشاء العضلة القلبية (تَمَوُّتٌ في العضلة)، أو جلطةٌ دماغيَّةٌ.
• تناول بعض الأدوية: كالستيروئيدات والثيازيدات.
• أي ضغطٍ نفسيٍّ أو فيزيولوجيٍّ كالحَمْلِ أو إجراء جراحي أو حتى حدوث الدَّورة الشَّهرية عند بعض الفتيات.
4) ما هي الأعراض؟
في العادة يتطور الحُمَّاض السُّكَّري خلال 24 ساعةٍ، وتكون أعراضه كالتالي:
• بوال وسهاف (أي كثرة التبول وكثرة شرب الماء).
• غثيان وإقياء (قد يترافق مع ألم بطني).
• تغيّر بالوعي (تخليط قد يصل للسبات ولكن السبات الصريح غير شائع).
• يكون التَّنفس سريعاً وضحلاً ثم بازدياد الحماض يصبح بطيئاً وعميقاً، وتكون رائحة أنفاس المريض مميزة تشبه رائحة طلاء الأظافر (توصف بأنها رائحة فاكهة عفنة “fruity/musty odour”).
• يعاني المريض من تَسرُّع ضربات القلب، وانخفاض الضغط، وجفاف عام.
5) العلاج:
يُعتبر الحُمَّاض السُّكَّريُّ من الحالات الطارئةِ التي يجب التعامل معها في المستشفى في العناية المُركَّزة.
باختصار العلاج يتمحور حول المحاور التالية:
• تعويض السوائل: هو أهم تداخل بدئي ويهدف إلى استعادة حجم الدوران الدموي، وإزالة الكيتونات، وتصحيح الخلل الشاردي، ويجرى عبر المحاليل الوريديَّة.
• المعالجة بالأنسولين: يجرى بعد تعويض السوائل.
• تصحيح الاضطراب الاستقلابي: التوازن الحمضي القلوي.
• تركيز غلوكوز المحلول الوريدي: يهدف لخفض غلوكوز الدم للمجال الطبيعي وإزالة الكيتونات.
• الانتباه لاحتياج بعض المرضى لتداخل طبي بأقرب وقت وهم: كبار السن، والحوامل، والشباب الصغار، ومرضى قصور الكلية أو القلب، والمرضى المصابين بأمراض مزمنة خطيرة.
• يجب معالجة الإنتان في حال وجوده.
6) الوقاية:
• تثقيف المرضى حول هذه الحالة، وكيفية مراقبة مستوياتهم من الغلوكوز والكيتون (وتدريبهم على قياسها).
• تدريب المريض على طريقة أخذ العلاج والالتزامِ به (خصوصا في حال كان حقن أنسولين) والالتزام بالجرعة المحددة (دون زيادة أو نقصان).
• علاج الأمراض الأخرى المرافقة بصورةٍ صحيحةٍ.
• دعم المريض معنوياً ونفسياً، إذ أنَّ هذا المرض سيبقى معه طول حياته.
• يجب استخدام الأدوية، مثل: مثبطات SGLT2 بحذر في الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بـ DKA.
في الختام، فإن على مرافقي مرضى السُّكَّريِّ الالتزام بالعلاج الموصوف للمريض والتَدَرُّب على التَّعامل مع انخفاض مستوى السُّكَّر، واكتشاف أعراض الحُمَّاض السُّكَّري مبكراً. فذلك يساعد الطبيب على العلاج بإذن الله.
عافاكم الله ورعاكم.
المصادر:
المصدر (1) :
https://patient.info/doctor/diabetic-ketoacidosis
المصدر (2) :
https://emedicine.medscape.com/article/118361-overview