الدفء مع نقص الوزن! أم البرودة مع زيادة الوزن! ما هما هذان المرضان المتعاكسان؟
كثيرٌ من الأمور في جسمنا تعمل بانتظامٍ وتناسقٍ لتحفظ حرارة جسمنا ومعدل الاستقلاب (تحطيم المواد الغذائية) فيه ونشاطه؛ وتتداخل كثيرٌ من الأمور في ذلك، إحداها ولعله أهمها هو ما تقوم به الغدة الدرقية… تابعوا معنا:
تقوم الغدة الدرقية بدورٍ هامٍ في تنظيم الاستقلاب، حيث ترسل أوامرها (على شكل ما يسمى بـ T3 وT4) عبر الدم للجسم ليقوم بذلك (بعد أن تتلقى هي أوامرها من الغدة الرئيسة على الغدد على شكل هرموناتٍ تسمى TSH والتي بدورها تأتيها أوامرٌ من الوطاء على شكل TRH راجع مقالنا عن الغدد الصماء المهم لندخل في صلب المقال
كثيرًا ما نصادف أشخاصًا يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية، ومن الأمراض المتعلقة بهذه الغدّة وهرموناتها، التهاب درق هاشيموتو، وداء غريفز.
#ما الفرق بين هذين المرضين؟
-التهاب درق هاشيموتو (Hashimoto’s thyroiditis) هو #قصور نشاط الغدة الدرقية، يُسبب نقصًا بإفراز هرمونات الدرق.
-داء غريفز (Graves’ disease) هو #فرط نشاط الدرق، يُسبب زيادةً بإفراز هرمونات الدرق.
سنتحدث في هذا المقال عن التهاب درق هاشيموتو:
” Hashimoto’s thyroiditis”
#هو مرضٌ مناعيّ، يحدث فيه اضطرابٌ في جهاز المناعة يجعله يهاجم الغدّة الدّرقية، فيخرّبها.
يقود هذا إلى نقصٍ بإفراز هرمونات الغدّة الدّرقية بحيث لا تلبي حاجة الجسم من هرموناتها.
#والسبب الرّئيسي لمهاجمة جهاز المناعة الغدّة غير معروفٍ، لكن عدة عوامل تُسبب حدوثه، تتضمن:
-الجينات: غالبًا ما يكون لدى الأشخاص المصابين فردٌ من العائلة مصابٌ بمرضٍ درقيّ أو لديه مرضٌ مناعيّ عمومًا.
-الهرمونات: تصاب النّساء بهاشيموتو أكثر بسبع مراتٍ من الرّجال، هذا يشير إلى أن الهرمونات الجنسية لها علاقةٌ بحدوث المرض.
وكذلك تصاب بعض النّساء بمشاكل في الدّرق خلال سنةٍ بعد الولادة، بالرّغم من شفاء معظمهنّ، إلّا أنّ 20% منهنّ تتطور لديهن الحالة إلى هاشيموتو لسنواتٍ.
-اليود المفرط.
-التعرّض للأشعّة: سُجّلَت كثيرٌ من حالات مرض الدّرق عند الأشخاص الذين تعرّضوا لموادٍ مشعّة، كالانفجار النّوويّ الذي حصل في اليابان، وحادث المفعّل النّوويّ في مدينة تشيرنوبل في أوكرانيا، وبالإضافة للمعالجة بالأشعّة، كما في مرض سرطان الدّم والذي يدعى “Hodgkin’s disease”.
#الأعراض:
في البداية تكون الأعراض متوسّطةً وتأخذ سنواتٍ لتتطوّر، الإشارة الأولى للمرض هي تضخُّم الغدّة الدّرقية، والذي قد يُسبب صعوبةً في البلع (تتضخم تضخماً ملحوظاً).
وبما أن وظيفة الغدة الدرقية تنظيم الاستقلاب العام في الجسم واستهلاك الطاقة، وهذا يتضمن معدّل ضربات القلب وسرعة استهلاك الحريرات من الطّعام الذي نتناوله فعليه تكون الأعراض الأخرى المُسبَّبَة بنقص عمل الدرق هي:
-زيادة الوزن.
-تعبٌ.
-شحوبٌ أو انتفاخٌ في الوجه.
-ألمٌ في العضلات والمفاصل.
-إمساكٌ.
-عدم الشّعور بالدّفء (الشّعور بالبرودة).
-صعوبةٌ في الإنجاب.
-جفاف الشّعر وتساقطه.
-اضطراباتٌ في الطمث.
-اكتئابٌ.
-بطء معدّل ضربات القلب.
(أعراض هاشيموتو من الممكن أن تكون مشابهةً لأعراض أمراضٍ أخرى، لذا من الضروري رؤية الطبيب لمعرفة التّشخيص الصحيح).
#العلاج:
لا يوجد علاجٌ شافٍ؛ بمعنى أنه لا يوجد علاجٌ يجعل الغدة تعمل من جديدٍ وتفرز بذاتها الهرمونات إفرازًا طبيعيًا، إنّما يهدف العلاج أساسًا إلى تعويض الهرمون داخليّ المنشأ المفقود بإعطاء هرمونٍ صنعيّ يُقدَّم بانتظامٍ للمريض، يصنع كيميائيًا بحيث تكون بنيته مشابهةً لبنية هرمون الدّرق داخليّ المنشأ.
الحبوب متاحةٌ بعدة مستوياتٍ، يُحدّد الطّبيب الجرعة المناسبة للمريض بناءً على عدّة عوامل، منها: العمر، والوزن، وشدة نقص عمل الغدة، مشاكل صحيّة أخرى، أدوية أخرى يتناولها المريض قد تتداخل مع أدوية الدرق.
تعمل هرمونات الدرق ببطءٍ في الجسم، فمن الممكن أن تحتاج لأشهرٍ حتى تزول الأعراض ويتقلص حجم الغدة، وفي حال عدم تقلص حجم الغدة الدّرقيّة، من الضروري إزالتها.