بدأت وكالة ناسا باختيار أفكار تكنولوجية لتسريع الرحلات إلى المريخ
بدأت وكالة ناسا باختيار أفكار تكنولوجية لتسريع الرحلات إلى المريخ واكتشاف المحيطات في العوالم البعيدة
قد تظهر أفكار لتقنيات ثورية لتسريع الرحلات إلى المريخ واكتشاف المحيطات في العوالم البعيدة، وذلك من خلال معهد وكالة ناسا للأفكار المتقدمة (NIAC)، الذي يستثمر في أفكار تكنولوجية ما زالت في مراحلها الأولى، حيث اختار ثلاثًا وعشرين فكرة بقيمة إجمالية بلغت سبعة ملايين دولار أمريكي، ومن بين هذه الأفكار اعتُبرَت ست عشرة منها أفكارًا مجدِّدة بالإضافة لسبع دراسات حصلت كل واحدة منها على الأقل على جائزة معهد (NIAC).
وقال والت إنجلوند (نائب المدير المساعد للبرامج في مديرية مهمة تكنولوجيا الفضاء في وكالة ناسا): «إن معهد {NIAC} هو برنامج ابتكار لتشجيع الباحثين والوكالات على التفكير خارج الصندوق للوصول إلى حلول للتحديات التي تواجه مستقبل العلوم وبعثات الاكتشاف المستقبلية». وأضاف قائلًا: «نحن متحمسون جدًّا للأفكار الجديدة، ولْنرَ ما الذي سيقدمه الوقت الإضافي والموارد المتقدمة لها من أجل متابعة البحوث المختارة في مرحلتيها الثانية والثالثة».
لقد اختِيرَت فكرةُ تصوير كواكب شبيهة بالأرض خارج المجموعة الشمسية، حيث سيحصل سلافا توريشيف (وهو باحث في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا) على منحة قدرها مليونا دولار لتطوير الفكرة والتقنيات ذات الصلة به، فخلال المرحلتين الأولى والثانية حدد توريشيف جدوى استخدام عدسات الجاذبية الشمسية لتحسين مشاهدتنا لكواكب تدور حول نجوم أخرى، ويُطلَق على هذه الكواكب اسم «الكواكب الخارجية»، كما طوَّر تصميم مهمة تستخدم عدة سفن فضاء صغيرة وتقنية الأشرعة الشمسية لدفعها إلى هدفها، والذي يبعد خمسين مليار كم عن الأرض.
وقال جيسون ديرليث (المدير التنفيذي لبرنامج {NIAC}): «نحن متحمسون لإمكانية تحقيق هذه الدراسة التقاطَ صورة مفصلة لكوكب خارج المجموعة الشمسية، بدقة تشبه صورة «شروق الأرض» الملتقطة من قبل بعثة أبوللو 8».
ستستكشف الدراسات في المرحلتين الأولى والثانية جدوى الأفكار التكنولوجية الجديدة، إذ سيدرس الباحثون إمكانية رسم خرائط للكويكبات والأجسام الصغيرة الأخرى في المجموعة الشمسية باستخدام مسابر قافزة، كما سيدرسون إمكانية تصنيع الأدوية حسب الطلب في الفضاء، بالإضافة إلى استخراج الماء من القمر، يمكن لهذه الأفكار أن تكون ذات صلة وثيقة برنامج «Artemis» التابع لوكالة ناسا والذي ستقوم من خلاله الوكالة في عام 2024 بإرسال بعثة إلى سطح القمر تضم أول امرأة تهبط على سطحه، مؤسسة بذلك لوجودٍ دائم عليه بحلول عام 2028.
لقد اختارت وكالة ناسا هذه الأفكار من خلال عملية تدعى بمقارنة النظراء، والتي تقيم الابتكار والجدوى التقنية، إذ ما تزال هذه الأفكار كلَها في مراحل التطوير الأولى، ويحتاج أغلبها إلى عقد أو أكثر من التطور التكنولوجي.
يدعم برنامج (NIAC) الأفكار الملهمة عبر سلسلة متعددة من الدراسات، حيث تتلقى الدراسات في المرحلة الأولى 125 ألف دولار، والتي تستغرق 9 أشهر، ويمكن للمستفيدين المؤهلين لجوائز المرحلة الأولى تقديم مقترحاتهم لاستكمال المرحلة الثانية، حيث يحصل الباحثون الذين اختيروا للمرحلة الثانية على منحة تبلغ 500 ألف دولار لاستكمال تطوير مقترحاتهم خلال عامين، وقد صُمّمَت المرحلة الثالثة لنقل مفاهيم برنامج (NIAC) والتي سيكون لها أكبر تأثير على وكالة ناسا أو على وكالات حكومية أخرى أو حتى شركاء تجاريين، حيث سيتلقى الباحثون في المرحلة الثالثة مليوني دولار منحةً لتطوير أفكار بعثاتهم وإنضاجها على مدى عامين.
يُموَّل برنامج (NIAC) من قبل إدارة تقنيات البعثات الفضائية، وهي مسؤولة عن تطوير التقنيات والقدرات الجديدة المطلوبة من وكالة ناسا لإنجاز بعثاتها المستقبلية.
أعدّه: عامر سبيعي.
راجعه علميًّا: د.سلمى البقلوطي.
دقّقه لغويًّا: الطّاهر الحاجّ زين.
https://phys.org/news/2020-04-nasa-early-stage-technology-concepts.html