بيري ريَّس الجزء الرابع و الأخير
بيري ريَّس الجزء الرابع و الأخير ..
شمال إفريقيا في أعين الأدمرال الحاج احمد محي الدين بري
شرح عن شاطئ شمال إفريقيا:
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
حظيت السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط باهتمام كبير في كتابة ريس، حيث كان جنوب البحر المتوسط أحد القواعد العثمانية في ذلك الوقت بقيادة عمه كمال ريس، وأعطى اهتمامًا كبيرًا للساحل التونسي على وجه الخصوص، والذي كان محط اهتمام لدى كل من mantran , soucek وقد ذكر هؤلاء مصطلح تونس، لكنهم كانوا يقتطعون المنطقة الممتدة من طرابلس وحتى الجزائر. المكان الذي كان تحت حكم الحفصيين حينها. وكان مسلمو شمال إفريقيا في ذلك الوقت يعتبرون العثمانيين حلفاء لا أجانب. وكان سكان شمال إفريقيا يتعرضون لهجمات من القراصنة الأوربيين. كما كان البحارة الأوربيون يستخدمون تلك الشواطئ للراحة في حملاتهم نحو الغرب والشمال، وغالبًا ما جعلوها موانئ وجزر لقضاء الشتاء. وعلى هذا المنوال أصبح بيري على دراية كبيرة في تلك الأماكن.
وقد وصف “بجايا” على أنها حصن وسيم بين أشجار الصنوبر على منحدر شاطئ، وتطل بجهة واحدة على الشاطئ. وقد وصف تونس، ودعا حاكمها عبد الرحمن سليل عمر بن الخطاب بأنه سلطان تونس، وذكر بأنه لا نظير لها من بقية مدن المغرب. ومن المفترض أن يكون بيري قد زار مدينة حماديت Hammadite لأنه قد أعجب بجمالها وذلك قبل أن يدمرها الإسبان عام ١٥١٠، وقاموا بتهجير أهلها إلى الجبال.
وتحرك بيرس إلى منطقة جيجل والمنطقة المحيطة بها، مشيرًا أنها كانت تحت حكم بجايا، وذلك قبل تراجع الإسبان وحماية بربروس لها. وإلى الشرق فقد لفت انتباهه “ستورا” والتي هي الآن جزء من سكيكدا، وقد وصف قلعتها المهدمة والمياه المتدفقة للنهر الكبير بالقرب من مينائها، وذكر أن طعمه يشبه طعم النيل. وقبل أن ينتقل لتونس ذكر أن منطقة عنابة تحوي العديد من الأسود وأن الناس يقعون أحيانًا فريسة لجوعهم.
لقد بدأ بيري رييس رحلته الاستكشافية من طبرقة في تونس وحتى ميناء آمن كان في الجهة الغربية، حيث كانت الملاحة مريحة والمياه عميقة بما فيه الكفاية. كما ذكر أن جنوب جزيرة قلطة galite كانت منطقة ذات خطر كبير في حال هبت رياح جنوبية، وذكر أن مياه الجزيرة ذات طعم جيد للغاية، كما أنها تحتوي عددًا لا يحصى من الماعز البري. كما ذكر بنزرت بمينائها الجيد ووفرة أسماكها وقلعتها المنيعة. كما وصف تونس بتوازن مناخها، وذكر أيضًا تجارها وحاكمها وخصوماتهم، كما وضح أنها تحوي خمسين ألف منزل إضافة إلى ”قصر السلطان“ كما عبر عنه، إضافة إلى عدد من الحدائق والبساتين حول المدينة، في كل من هذه الحدائق كان بها عدد من الفيلات والأكشاك والحمامات والنوافير، كما كانت رائحة الياسمين تفوح منها. كما أنها تحوي ناعورات مياه وعددًا كبيرًا من الفواكه لا يعيره الناس أي اهتمام. وذكر أن تجار جنوى والبندقية كانوا يأتون ليملؤوا بضاعتهم في السفن التي كانت ترسي في ميناء أمام المدينة بتسعة أميال، ويشير بير إلى أن ميناء تونس كان في خليج مفتوح على الشمال، وأن مرساه كان ذو قوائم عميقة جداً وتمسك الأرض بقوة.
كما يحرس الميناء بعدد كبير من الحراس وبرج مزود بمدفع حرصًا على سلامة الميناء من سفن الأعداء. والمنطقة حتى رأس قرطاج آمنة قطعًا ويمكن للسفن قضاء الشتاء داخل موانئها. أما الخطر فيكمن بالقرب من جزيرة “زمبرا” حيث الرياح الجنوبية تهب بشكل أساسي والتي تحمل معها غالبًا حجارة صغيرة تغطي المياه وهو أمر من الممكن أن يكون غادرًا.
على طول ساحل الحمامات يكون البحر ضحلًا والقاع يكون مليئًا بالرمل الأبيض، وعلى بعد ميل عن الشاطئ يكون البحر على عمق ٤-٥ قامات. ويكمل الى سوسة حيث يشير إلى قلعة كبيرة بناها ”الكفار“ في منطقة الشمال الشرقي ترتطم بها الأمواج كما هو الحال في ميناء خيوس. ومع ذلك فالمياه ضحلة في تلك المنطقة ولا تناسب السفن الكبيرة. تقدم جزيرة قرقنة الظروف المثالية للمرسى الممتاز بغض النظر عن العواصف البحرية فيمكنك تمضية فصل الشتاء فيها. الشيء نفسه ينطبق على صفاقس ولكن يجدر الذكر بأن المنطقة تحت تهديد القراصنة الأوروبيين حيث المياه عميقة بما فيه الكفاية لدخول سفنهم الكبيرة.
جزيرة جربة من بين جميع الأماكن تجذب الاهتمام، لقد ذهب بيريس ريس إلى تفاصيل شعبها وتاريخها واقتصادها وجماركها، وبطبيعة الأحوال شروط الإبحار حول الجزيرة بما في ذلك مرساها و تياراتها وحركة المد والجزر ومخاطرها. وقد ركز عليها نتيجة عمله السابق برفقة عمه في إنقاذ اللاجئين المسلمين واليهود بعد دخول القوات الإسبانية إليها.
أما وصفه لليبيا فيركز بيري بشرحه على طرابلس، تاريخها وتجارها ومينائها المزدهر. ويذكر طريقة الابحار من هناك باستخدام الجبال كحجر علام. ويذكر أن مرسى ميناء المدينة جيد ورياحه منخفضة، كما يلاحظ ثلاث جزر في شمال ميناء المدينة، وخلال وصفه لطرابلس ذكر أن القوات الإسبانية كانت قد دخلتها وهو الأمر الذي أحزنه كثيرًا. ومما زاد حزنه أنهم دمروا قلعة المدينة ويذكر أن في كل مدن المغرب العربي لم يكن هنالك قلعة مثل التي في طرابلس، حيث ذكر أن كل ما فيها من أبراج وجدران كانت مطلية بشمع العسل والليمون الطازج . وكان الحال أن القلعة قد سقطت في ٢٥ تموز ١٥١٠.
و إلى هنا تكون قد انتهت رحلتنا مع أحد أهم العباقرة العثمانيين المسلمين في القرن السادس عشر بيري ريَّس ” الأدمرال الحاج احمد محي الدين بري ” المُسّتَكشف التُّركي أرجوا ان نكون بذلك قد عرفنا متابعين الكرام على الشخصيات المشرقة في تاريخ سماء عالمنا الإسلامي وألقينا الضوء بشكل جيد عن منجزاته الرجل ونرجوا أن لا نكون بذلك قد أطلنا عليكم و إلى لقاء قريب مع شخصية جديدة من العباقرة المسلمين الذين أضاؤوا سماء العلوم و خطوا أسماءهم في صفحات التاريخ و ضرب بهم المثل شرقا و غربا و أسماؤهم لا تكاد تذكر في إعلامنا العربي ..
?إعداد 😕 أحمد راتب مطر? تدقيق : ?أسامة الدبس ?مراجعة : ?ابداوا خالد