حقيقة إشاعة ولادة امرأة بطفلة حامل!
حقيقة إشاعة ولادة امرأة بطفلة حامل!
انتشر مؤخرًا في الأوساط الإعلامية إشاعة عن ولادة امرأة بطفلة حامل بجنين! وتداول الناس ذلك كثيرًا! فكيف هذا؟! وهل من الممكن حصوله؟ إليكم معنا التفصيل العلمي وإزالة الالتباس عن الناس:
والخبر المحايد (دون الإضافات والشطحات): واقعة نادرة وفريدة من نوعها في محافظة أسيوط بمصر اكتشفت في أسابيع الحمل الأخيرة لامرأة ثلاثينية قبل أن تضع مولودتها، تأكد الأطباء منها عند ملاحظة انتفاخ كبير في البطن، وبعد الفحوصات والأشعة تبين وجود جنين آخر من النوع أنثى أيضًا وبنفس عمر الطفلة المولودة.
ويسعى الأطباء بمستشفى أسيوط الجامعي لاستكمال الفحوصات اللازمة وإجراء العملية للوليدة لاستخراج الجنين. [1]
ولتفصيل الموضوع ننقل لكم التقرير الذي نشره الدكتور (رامي بركات) حيث وصف الحالة الطبية المعروفة بإسم Fetus in-fetu أو (جنين داخل الجنين)، وفي الحقيقة هي حالة حقيقيةٌ فعلًا، لكن ليس كما يتخيلها الناس، فهي حالة نادرة يُقدَّر حدوثها بنسبة واحد في كل نصف مليون مولود حي، تُشخّص بملاحظة كتلة من الخلايا تشبه جنينًا بداخل الجنين في بطن الأم.
إحدى النظريات المفسرة لآلية حدوثها هي نظرية (التوأم الطفيلي) حيث يلتف أحد التوأمين من البويضة الواحدة حول الآخر في المراحل الأولى من الحمل ويبتلعه فيصبح الجنين المُبتلَع كما الطُفيلي يتغذى على دم الجنين المُضِيف وتعتمد نجاته كليًا عليه، وغالبًا ما يكون التوأم الطُفيلي غير مكتمل الأعضاء كما هي الحالة المعروضة؛ حيت لم تكتمل الأطراف والدماغ مع ظهور تشوه في الجذع، ويُتنبأ بموت التوأم الطُفيلي غالبًا قبل الولادة وتتم إزالته بالتدخل الجراحي بينما ينجو المولود المضيف. [2]
تعقيبنا نحن الباحثون المسلمون:
كما يتضح لكم أن الطفلة المولودة ليست حامل حقًا، بل هما توأم لكن غرست إحداهما في الأخرى أثناء تكونهما، بدل أن تتكون كل واحدةٍ منفصلةً عن الأخرى (أي هما أختان).
وثّقت تلك الحالة لأول مرة في أوائل القرن التاسع عشر، وبالرغم من انتشارها بين الرضع والأطفال وتشخيصها المبكر إلا أنها في بعض الحالات تحدث بدون علامات واضحة فتبقى كامنة حتى أعمار متقدمة، فقد سُجّلت حالة ونُشرت عام 2001 لرجل في السابع والعشرين من عمره يحمل بقايا جنين شكلت ورمًا بالجزء السفلي من المريء، تَعرف عليه عندما ذهب بشكوى صعوبة في البلع .
وفي ذلك يظهر أن مضيف الجنين ليس بالضرورة أن تكون أنثى، فهو ليس حملًا داخل الرحم وإنما غالبًا في التجويف خلف الغشاء البريتوني أو مناطق أخرى بنسب أقل مثل المنطقة الموازية للفقرات العجزية العصعصية.
إعداد: إسراء لطفي
مراجعة: بدرالدين جلب
تدقيق: عبدالرحمن القادري