رأيت أناسا ينتحرون رغم أنهم
حكمة اليوم – رأيت أناسا ينتحرون رغم أنهم ……. لا ينقصهم شيء من الدنيا !! لا مال ولا نساء ولا جاه ولا صحة !!
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله – وسنتعرف على الفرق بينه وبين ابن الجوزي في آخر هذا المقال – :
” إن في القلب شعث (أي تفرق وتبعثر في الحياة) لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وعليه وَحشة (أي شعور بالوحدة والخوف) لا يزيلُها إلا الأنس بهِ في خلوته ، وفيه حزن لا يُذهبه إلا السرورُ بمعرفتهِ وصدق مُعاملته ، وفيه قلق لا يُسكنه إلا الاجتماع عليه والفرارُ منه إليه ، وفيه نيرانُ حسرات ٍ(أي حسرة على أشياء فاتتك أو لم تحققها أو لم تقع لك) لا يُطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومُعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلبٌ شديدٌ (أي شعور بنقص دائم في القلب مهما كان لديه من أشياء) لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب (أي طلب الله عز وجل هو الوحيد الذي يسد هذا النقص) ، وفيه فاقة (أي فقر دائم) لا يَسُدُهَا الا مَحبتهُ ودوامُ ذكرهِ والاخلاصِ لهُ، ولو أُعطيَ (أي الإنسان) الدنيا وما فيها لم تُسَد تلك الفاقة أبدا ”
من كتاب مدارج السالكين (2/ 333) لابن قيم الجوزية أو ابن القيم رحمه الله – وكان أبوه قيم (أي مسؤول والقائم على) المدرسة الجوزية بدمشق – ولذلك عُرف واشتهر بـ : ابن القيم أو : ابن قيم الجوزية – واسمه :
محمد بن أبي بكر بن أيوب الزُّرَعي – توفي عام 751 هـ
وأما ابن الجوزي رحمه الله – فاشتهر بذلك إما لنسبته إلى (فرضة الجوز) وهو مرفأ نهر البصرة – وإما لأنه وكما قيل كانت في داره بـ (واسط) جوزة : لم يكن بـ (واسط) جوزة سواها – واسمه :
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله الجوزي – توفي عام 597 هـ