داء أَدِيسون
عندما تبدأ باستخدام دواء مُدِر بولي وأنت لا تعلم!
لعلّ أول ما يخطُر على بالنا عند سماعنا اسم «أَدِيسون» هو العالم الشهير الذي ساهمَت اكتشافاته في تقدّم البشرية، لكن في الحقيقة إنَّ هذا المرض لا يجعل صاحبه كأدِيسون! بل الأمر مختلف. وسنكشف لك في هذا المقال كيف أنّك كنت تأخذ الكورتيزول دون أن تدري! وكيف يُسبب هذا المرض تأثير بعض الأدوية المُدرّة؟
مرَض أديسون: هو قصور (نقص نشاط) يُصيب غدّة الكُظر والجزء المصاب منها على وجه التحديد هو قشر الكُظر.
وربما تتسائل أين تقع هذه الغدة؟ إليك الجواب: لدينا غدتا كُظر صغيرتان، كل واحدة موجودة أعلى الكِلْية تمامًا. والذي لا تعلمه أنَّ قشر الكظر هذا يصنع عدة مواد: منها أنه يصنع لك الكورتيزول في جسدك (بدل شرائه من الصيدليات وتصنيعه في المعامل)، ويُدعى عمومًا «هرمون التوتر»؛ لما له من فوائد في حالات التوتر، كما أنه يصنع مادة سنرى أثرها.. تُدعى «الألدوستيرون Aldosterone».
وهذا الألدوستيرون يُعد مضادًا لإدرار البول؛ عن طريق حبس السوائل والأملاح في الجسم. حتى أن بعض الأدوية المُدرّة للبول تقوم بعملها فقط من خلال تثبيط فعل الألدوستيرون.
فماذا لو حصل خلل في إنتاج هذين الهرمونين؟!
تظهر الأعراض بالطبع نتيجة نقص إفراز هرمونات قشر الكظر الرئيسية.
الأعراض:
تكون في بداية المرض غير مُشخّصة. ومنها: الإرهاق، والتعب، والنعاس المتواصل، وفقدان الوزن، وأيضًا التجفاف (نقصان سوائل الجسم؛ بسبب نقصان الألدوستيرون الحابس للسوائل والأملاح).
أما الأعراض التي تظهر لاحقًا على نحوٍ متأخر فهي: التوتر، وانخفاض ضغط الدم (لذهاب السوائل)، والدوار، والإرهاق الشديد، والغثيان، والإسهال، والتشنّج العضلي، والاكتئاب.
ومن الأعراض المميِّزة لهذا الداء: ظهور بقع غامقة اللون على الجلد وخاصةً منطقة الوَرك، وراحة اليد، وعند المفاصل الكبيرة والمعرَّضة للضغط كالرّكبة. وعند النساء قد تحدث اضطرابات في الدورة الشهرية.
الأسباب:
غالبًا يكون السبب مناعي ذاتي؛ حيث يفشل جهازنا المناعي في تمييز خلايا الجسم، ويهاجم خلايا قشر الكظر، ويدمّرها، وتصبح عاجزة عن إفراز هرموناتها طبيعيًا.
ومن الأسباب الشائعة أيضًا لهذا المرض: بعض الجينات الوراثية؛ فقد أثبتت بعض الإحصائية أنه شائع في بعض العائلات مما يدل على تورط العامل الوراثي. وقد لوحظ أنه يترافق مع بعض الأمراض كداء السكّري من النمط الأول، وقصور الدرق.
العلاج:
يعتمد العلاج أساسًا على المعاوضة الهرمونية للهرمونات المفقودة نتيجة الإصابة، ألا وهي الكورتيزول والألدوستيرون.
وفي النهاية دمتم سالمين من كل مرضٍ وابتلاء!