دليل الكتابة العلمية – الحلقة الرابعة – كتابة المقدمة Introduction
تعتبر المقدمة المدخل الأساسي لأقناع المحكمين في المجلات العلمية والقارئين للبحث بأهمية البحث الذي قمت به، وبشكل عام فإن المقدمة تتكون من 2-5 فقرات تتناول الظاهرة محل الدراسة، وما الجديد الذي يضيفه البحث للعلوم بشكل سلسٍ ومبسط، وتبدأ بالكلام بصورة عامة، ثم تتخصص أكثر فأكثر حتى تصل للنقطة التي سيتناولها البحث.
وبشكل استرشادي يمكنك تقسيم المقدمة كما يلى:
الفقرة الأولى:
إعطاء معلومات تمثل خلفية البحث (Background)، ويقصد بها أهم المعلومات المتاحة عن موضوع الدراسة (Known Information)، والتي توصلت لها الدراسات والأبحاث السابقة.
الفقرة الثانية:
تقوم فيها بتوضيح نقطة أو جزئية من النقاط غير المعروفة في الدراسات السابقة، والتي لم يتوصل العلم بعد لإيضاحها، وهي النقطة التي سيتناولها البحث بالدراسة.
الفقرة الثالثة:
تركز فيها على المعلومات المتاحة عن الظاهرة محل الدراسة أو السؤال الذي ستجيب عنه الدراسة أو الغرض الأساسي من البحث.
الفقرة الرابعة:
ستتحدث فيه عن الطريقة التى ستستخدمها للإجابة على السؤال الذي تعالجه الدراسة أو تعرض الحل للمشكلة التي يتعامل معها البحث.
الفقرة الخامسة:
لماذا هذه الدراسة مختلفة عن الدراسات السابقة؟ ما الجديد الذي ستقدمه؟ كيف يمكن الأستفادة من نتائج الدراسة في المستقبل؟
والتقسيم السابق يعتبر استرشادي، وقد يختلف بِاختلاف تخصص البحث، وكذلك قد تنضم بعض الموضوعات لتصبح في فقرة واحدة خاصة الفقرة الثالثة، والرابعة، والخامسة.
كما قد يتم معالجة موضوعٍ واحد في أكثر من فقرة كما هو الحال في الفكرة الخاصة بالفقرة الأولى، والتي قد تحتاج إلى فقرتين لإيضاحها في بعض الأبحاث.
ومن السابق نجد أن المقدمة ينبغى أن تجيب على أربعة أسئلة أساسية:
- ما الذي كنت أدرسه أو أبحث فيه؟
What was I studying? - ما أهمية هذا الموضوع لأبحث فيه؟
Why was this topic important to investigate? - ما الذي نعرفه عن هذا الموضوع قبل القيام بهذه الدراسة؟
What did we know about this topic before I did this study? - كيف ستقدم هذه الدراسة معارف ومعلومات جديدة أو طرقاً جديدة للفهم؟
How will this study advance new knowledge or new ways of understanding?
و #السؤال الآن: كيف يمكن كتابة الفقرات بطريقة سليمة ومنتظمة؟
تتكون كل فقرة من ثلاث أجزاء رئيسية
= جملة توضح الفكرة الرئيسية للفقرة أو عنوان الفقرة.
= يلي ذلك عدة أفكار أو عناصر فرعية لدعم الفكرة الرئيسية.
= وفى نهاية الفقرة ينبغى أن تنهى الفقرة بتلخيص لما سبق ذكره أو نتيجة تُبنى على ما سبق ذكره، ثم تقوم بعمل ربط بين فكرة الفقرة الحالية وفكرة الفقرة التالية.
#مثال:
عندما يعالج البحث تأثير الملوحة على النبات، ينبغى أن نبدأ بفقرة عن تأثير الملوحة على النبات مع مراعاة أن توضح الجملة الأولى من الفقرة فكرة الفقرة الرئيسية:
Salinity stress is abiotic stress that causes drastic disorders to plant growth and development
= بعد ذلك نقوم بذكر عدة أفكار فرعية عن تأثير الملوحة تدعم الجملة الأولى من الفقرة:
فيمكنك – مثلاً – ذكر عدة آثار للملوحة على النبات مثل تأثيرها على صفات النبات الظاهرية ثم تأثيرها على بعض العمليات الفيزيولوجية بالنبات، وفي النهاية تأثيرها على المحصول ..
بذلك تكون قد ذكرت ثلاث أفكار فرعية لدعم الفكرة الرئيسية التي ذكرتها في البداية مع الإستشهاد بالمراجع المناسبة.
= بعد ذلك ستلخص ما ذكرته باختصار مع عمل ربط بين فكرة الفقرة الحالية وفكرة الفقرة التالية للحفاظ على التسلسل المنطقي للأفكار.
= تأكد من أن كل الفقرات بالترتيب السابق وأن فكرة الفقرة واضحة تماماً فى بداية ونهاية كل فقرة، وراعي أن الأفكار الفرعية تكون مرتبة من الأقدم للأحدث ومن الأبسط للأعقد بإختلاف تخصصك.
وهنا بعض #النصائح التي ينبغي الإشارة لها:
أولاً: قم بكتابة فقرات قصيرة نوعاً ما بقدر الإمكان، وقُم باستخدام تعابير وكلمات مبسطة بحيث تكون فكرة البحث مفهومة، وَواضحة للقارىء غير المتخصص.
ثانياً: تأكد أن كل فقرة في البحث تعالج فكرة واحدة فقط وليس عدة أفكار.
ثالثاً: قم باستخدامِ الأفعال في الأزمنة التالية:
الماضي: وذلك عند الحديث عن الأبحاث والتحاليل والقياسات السابقة.
المضارع: عند الحديث عن فكرة البحث وما الجديدة الذي ستقدمه.
في الحلقة القادمة سنتحدث بإذن الله عن الجزء التالي وهو: (كيفية كتابة المقدمة Introduction)
في حال وجود أي استفسار فضلاً ضعه في التعليقات وسيتم الرد عليه بإذن الله، وفي حال الرغبة بالتواصل معي يمكنكم زيارة صفحتي الشخصية هنا
أو من خلال الإيميل
د. محمد مصطفى فرج
باحث بأكاديمية جواندونج للعلوم الزراعية – الصين
باحث بمعهد بحوث البساتين – مصر
حاصلٌ على الدكتوراه في مجال Vegetable Crops Biotechnology من Zhejiang University بالصين