رائحة الفم السيئة ٣ الحل المؤقت والعلاج الصحيح
رائحة الفم السيئة ٣
الحل المؤقت والعلاج الصحيح
وهو أهم مقال من هذه السلسلة طبعًا.
في المقالين السابقين من هذه السلسلة تحدثنا عن أسباب رائحة الفم السيئة، وكيف صنّف العلماء من يعانون هذه المشكلة وكيف يقومون بقياس تلك الرائحة ويعرفون مكوناتها، وبقي الجزء الأهم من هذه السلسلة: “ما العلاج؟” وهذا ما سنناقشه بإذن الله في المقال الثالث من السلسلة. لكن قبل أن تبدؤوا به أرجو أن تقرؤوا المقالين السابقين أولًا.
قرأتموهما؟ تابعوا معنا، بسم الله:
يستخدم عادةً من يعانون رائحة الفم السيئة، طرقًا للعناية الشخصية، تشمل:
١- مضغ العلكة الذي يزيد من إفراز اللعاب ومن ثم يساهم في تنظيف الفم.
٢- غسول الفم الذي يحتوي على ثنائي أكسيد الكلور، وأملاح الزنك التي لها تأثير كبير في تغطية رائحة الفم الكريهة إذ لا تسمح بتطاير المواد ذات الرائحة السيئة الناتجة عن بعض الأطعمة كالبصل، والثوم، وكذلك السجائر.
٣- استخدام النعناع، وبخاخ الفم بحيث تقلل من الرائحة السيئة بمحاولة إخفائها بالعطور اللطيفة.
إلا أن جميع تلك الطرق تعد حلًا مؤقتًا فقط، حتى إذا كانت ترضي المريض، فإنها لا تعالج المشكلة وحدها، بل قد تخفي المشكلة الحقيقية، والتي قد تتفاقم.
لذا فمن الأفضل اللجوء إلى العلاج المتخصص عند الطبيب، إذ يجب أن نعرفَ أسباب المشكلة، وتبعًا لتلك الأسباب يكون العلاج كالآتي:
أولًا: أسباب من الفم:
١- علاج أمراض اللثة: حيث تعد الخطوة الأولى للسيطرة على البكتريا، بتَقْليح الأسنان (نزعُ القَلَح والرواسب من سطوح الأسنان)، وأيضًا كشط الجذور، إضافةً إلى استخدام غسول الفم العلاجي المحتوي على المضادات الحيوية (حسب إرشادات الطبيب) وذلك لتقليل عمق الجيوب اللثوية، وتقليل التهاب اللثة ومن ثم تقليل البكتريا.
٢- إرشادات المحافظة على نظافة الفم: وهي خطوة أخرى مهمة، وتشمل كيفية استخدام فرشاة الأسنان المناسبة، وخيوط الأسنان، والفرشاة بين السنية، وكذلك طرق تنظيف اللسان، فأحيانًا يكون هو مصدر الرائحة السيئة، إذ يمثل ملجأ للبكتريا، وعندها يجب تنظيف اللسان وذلك باستخدام التفريش، أو مكشطة اللسان.
٣- تقييم صحة الأسنان، والحشوات، والأطقم التعويضية غير المستقرة، ذلك أنها تكوِّن أماكنَ لتجمع الطعام يصعب الوصول إليها وتنظيفها، وتصبح مكانًا مناسبًا للبكتريا، عندها يجب علاج التسوس وتبديل الحشوات بأخرى جديدة، وكذلك علاج العصب للأسنان ذات اللب المكشوف أو الميت الذي يتسبب في ظهور ناسور (fistula)، وكذلك إصلاح الأطقم التعويضية.
ثانيًا: أسباب من غير الفم: (كيف من غير الفم؟)
١- جفاف الفم الناتج عن سبب خارجي: فقد يكون ناتجًا عن استخدام العلاج الإشعاعي للرأس والرقبة، أو بسبب الأدوية، أو بعض الأمراض الأخرى كأمراض الغدد اللعابية، عندها ستشمل خيارات العلاج استخدام اللعاب الاصطناعي، إضافةً إلى تجنب معاجين الأسنان المُهيِّجة، ومضغ العلكة الخالية من السكر، وبعض الأدوية المدِرّة للُّعاب، أو المنشطة له.
٢- أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي وغيرها، حيث يجب أن يُحال إلى طبيب مختص بأمراض تلك الأجهزة لعلاجها.
ثالثًا: وهم رائحة الفم السيئة:
وكما ذكرنا في المقال السابق، فإن بعض الأشخاص قد يعانون من وهم الشعور بأنّ لفمهم رائحة سيئة، وهنا سيكون العلاج أكثر تعقيدًا من علاج رائحة الفم السيئة الحقيقية، لذا بدايةً يجب أن نؤكد لهم أن لا وجود لرائحة فم سيئة محسوسة، باستخدام أجهزة القياس، ثم إن لم ينجح الأمر، نتواصل مع أخصائي نفسي لحل المشكلة.
ختامًا، فإن من الجدير بالذكر، أن بعض الأشخاص قد يتعودون الرائحة السيئة أو يكون لديهم مشكلة في الشم أصلًا، فلا ينتبهون لوجودها، فيخبره أحد أفراد عائلته، أو أصدقاؤه بأسلوب المشمئز لا الناصح المحب، مما قد يسبب له شعورًا محزنًا، لذا وجب أن ننبهَ إلى اتباع الأسلوب الحسن في التنبيه والنصيحة، فمن منا يضمن أن لا يكون يومًا مكانه؟!
دمتم بعافية.
المصادر:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3633265/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4278738/