سلسلة المعرفة الإقتصادية ( 2 )
#سلسلة_المعرفة_الاقتصادية | الحلقة الثانية: المعرفة الاقتصادية في العالم العربي الإسلامي.
(( الجزء الأول ))
ــــــــــــــــــــــــــ
بــــيـــــــــان مـــن “الــــبــــاحثــــــون المـــســــلــــمـــــــــ
رغم الجهود التي بذلها العلماء #المسلمون في تلك الفترة ما بين القرنين السابع والخامس عشر، فإن الفلسفة الاقتصادية الإسلامية أو الأفكار التي جاء بها المسلمون في الاقتصاد لم تعد معروفة، بل إنها أصبحت مَنسيَّة، والعديد من الدروس التي تعطى في الاقتصاد تنسى الأفكار التي جاء بها العالم الإسلامي في الاقتصاد.
كما أن الكاتب شومبيتير في كتابه “تاريخ التحليل الاقتصادي” كتب: (في موضوعنا، يمكننا أن نقوم بقفزة مُقدَّرة بـ 500 سنة حتى نصل إلى عهد سانت توماس). صفحة 115
بهاتيكم الكلمات قام هذا الكاتب بمسحٍ كلّيٍّ للأفكار الإسلامية في الاقتصاد. وللأسف، فإن العديد من الكُتَّاب لتاريخ الفكر الاقتصادي اتبعوا منهجه.
لكن، لماذا يتم طمس معالم الأفكار الإسلامية في الاقتصاد من طرف الكُتَّاب؟ هل لأنها غير علمية؟
ــــــــــــــــــــــــــ
أنتج المفكرون المسلمون بين القرنين السابع والخامس عشر العديد من الأفكار التي تُهِم بعض الظواهر الاقتصادية، وفي فرع الاقتصاد المالي نجد أن كلمة محتسب تُشَكِّل أولَ تفكيرٍ حضاريٍّ للتدبير والاقتصاد.
فالفارابي وابن سينا قدما أفكارًا على المستوى الأخلاقي، فالفلسفة الاقتصادية عند المفكرين المسلمين تشابه تقريبًا تلك التي رأيناها عند الاغريق، والتي تؤمن بضرورة أخذ الأخلاق بعين الاعتبار أولًا في أيِّ تعاملات #اقتصادية.
فالشخص في حياته اليومية عليه الحصول على الأشياء التي يحتاجها، ويجب ألا يستعمل طرقًا غير شرعية أو شريفة للحصول على الثروة كيفما كان نوعها، كما اعتبروا بعض الأنشطة غير أخلاقية؛ كالتجارة بالخمور والمنتجات ذات الأثمان الباهظة.
ــــــــــــــــــــــــــ
المالية العامة من وجهة نظر المسلمين: الكثير من الضرائب تقتل الضرائب.
تناول المفكرون المسلمون العديد من المشاكل الاقتصادية، ومن ضمنها: تأثير عائدات الضرائب، ودور كل من الإنفاق العام والعجز العام.
في القرن الثامن للميلاد أشار ابن المقفع إلى أن الفِلاحة لا يمكن أن تكون مصدرًا للثروة بالمقارنة مع التجارة البحرية، لكنها على الأقل تحتل مرتبة مُهمَّة في الاقتصاد آنذاك، كما أن أبا بكر الطرطوشي أكد على ضرورة فرض الدفع الضريبي حسب مقدرة الشخص.
وأضاف أبو يوسف أنه على وزارة المالية أن تتكفلَ بكافة الأشغال العامة، ولكنّ تفكيره ذهب إلى أبعد حد، إلى أي مدى يمكن تطوير هاته الأشغال التي تزيد في نهاية المطاف العائدات الضريبية؟ الجواب كان: حتى تقوم بتوليد عوامل سلبية خارجية.
الغزالي أضاف أنه يمكن أخذُ قرضٍ عموميٍّ تحت شرطين: أن تكون الحاجة ماسة إليه، وأن تسمح موارد الدولة بسدادها في #المستقبل.