شخصية الأسبوع – هتلر – الجزء الثاني
#شخصية_الأسبوع – هتلر -الجزء الثاني
وصلنا في الحلقة الماضية إلى تطوع هتلر في الفرقة السادسة عشرة بالجيش الألماني…
كان شعوراً لا يُوصف بالنسبة لهتلر عندما وصله نبأ إعلان الحرب . كتب في كتابه (#كفاحي ) يقول :«أنني عندما سمعتُ خبر إعلان الحرب العالمية الأولى جثوت على ركبتي وشكرت السماء من كل قلبي».
صار هتلرُ جنديًا شجاعًا مُطيعًا، وحصل على وسام (الصليب الحديدي ) من الدرجة الثانية سنة 1914م، ومن الدرجة الأولى سنة 1918م,أصيب خلال الحرب أصابات عديدة كادت إحداها أن تودي ببصره.
دارت الأيام حتى وصلنا ليوم 28 حزيران 1919م ؛هو من أقسى أيام ألمانيا, إنَّه يوم الذل, ففيه تم توقيع (معاهدة فرساي)؛ هذه المعاهدة التي حمَّلت ألمانيا مسؤولية الحرب، وأرغمتها على دفع تعويضات للمتضررين، وأعادت بولندا للوجود، فكان هذا بمثابة هزيمة ساحقة للشعب الألماني ,زلزلت كيان أدولف هتلر الذي كان يعتقد أنَّ الجيش الألماني لا يُهزم، فقد كان هتلر متحمسًا أشدَّ الحماس للدفاع عن ألمانيا، بالرغم من أنه لم يصبح مواطنًا ألمانيًا حتى سنة 1932م وألقى باللَّوم على الساسة، ومن هذا اليوم عزم على النزول لميدان الكفاح السياسي.
من المفكرين الذين تشبَّع #هتلر بفكرهم (نيتشه)؛ الذي ركز كلَّ اهتمامه وكتاباته في مقولة « لقد مات الله»، مع الإشادة بفكرة « الإنسان السوبرمان»، هذه الفلسفة – فلسفة السوبر مان – هي التي كانت تُغذي الوحشية والقسوة والعنف في النازية، كما تأثر هتلر بكتابات (داروين) وخرافاته عن (تطور الإنسان) حيث صرح داروين في كتابه (أصل الإنسان) بتفوق الجنس الأوروبي (الرجل الأبيض).
في يوم #فرساي المشين قرر هتلر الوصول لحكم ألمانيا، في ذلك اليوم بدأ رحلة الوصول لرأس الهرم الألماني.
في عام 1920م تم تسريح هتلر من #الجيش وتفرَّغ للعمل في الحزب، ومن مدينة ميونخ بدأت النازية أولى خطواتها، وتدرَّج في مناصب الحزب حتى صار رئيسًا له، وغيَّر اسمه إلى (حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني )، وتم اختصار الاسم في كلمة واحدة، وهي كلمة ( نازي )، وأتخذ الحزب الصليب المعكوف شعارًا له، وصارت التحية الرومانية بمدّ الذراع للأمام هي تحية رجال الحزب، وقامت الأجهزة الإعلانية في الحزب بالترويج لهتلر مبعوث العناية الإلهيَّة الذي سيُنقذ ألمانيا من الكساد الاقتصادي، ومن الحركات الشيوعية، ومن الخطر اليهودي، فاقتنع الألمان بهذا، ولا سميا أنَّ جهاز المخابرات السري (الجيستابو ) قد أشاع الرعب في قلوب الجميع، وسحر هتلر شعبه بفكرة#الرسالة، وأذاب إرادة الفرد في إرادة الجماعة، وأذاب إرادة الجماعة في إرادة التاريخ، فأظهر لشعبه أنَّهم الضحية البريئة للدول الأخرى، كم من مرة كان يصرخ في شعبه قائلاً «جئتُ لأنقذ الأمة الألمانية».
وأجاد هتلر فنّ الخطابة أمام الحشود الكبيرة، ففي فبراير سنة 1921م خطب في #ميونخ أمام حشد يضم ستة آلاف فرد، وجاءت خُطبُه دائمًا مناهضة للماركسيين ولليهود.
في عام 1923م حاول الحزب النازي الانقلاب على الحكومة الألمانية في عملية عرفت باسم (بيرهول) لكنَّ المحاولة باءت بالفشل, وقُبض على رئيس الحزب – هتلر – وأودع في السجن حيث ألفَّ فيه كتابه الشهير: ( كفاحي).ليبدأ فصلٌ جديدٌ من حياته الشخصية وحياة ألمانيا….
المصادر: أدولف هتلر – كتاب كفاحي
عبد الله صالح جمعة – كتاب عظماء بلا مدارس
الزركلي – كتاب الأعلام
مايكل هارت – كتاب العظماء المائة