عجائب الدماغ البشري (الجزء الثالث) – الوطاء 1
ما هو الوِطاء أو ما يُسمّى بـ (تحت المِهاد Hypothalamus)؟!
يَشغلُ الوِطاء منطقةً صغيرةً في مركز المخّ، ويؤدّي عديداً من الوظائف، حيث أنّه يلعب دورًا هامًا في إنتاج الهرمونات، وتحفيز العديد من العمليّات الحيويّة المُهمة في الجّسم.
ولذلك عندما يضطرب عمل الوِطاء، أو يُصيبه خللٌ من نوعٍ ما، تحدث مشاكل عديدة واضطرابات في الجّسم.
ولكن بالرّغم من نُدرة إصابته بمرضٍ ما، إلا أنّه من المُهم توخّي الحذر والإبقاء عليه سليمًا لكي نُبقي مستوى الخطر أقل.
وفي هذا المقال سنتعرف على ثلاث نقاطٍ:
[1] ما هو الوطاء، وما وظائفه؟!
[2] الاضطرابات الخاصة بمنطقة تحت المهاد.
[3] أغذيةٌ مهمةٌ للحفاظ على صحّة منطقة تحت المِهاد.
أولًا: معنى كلمة تحت المِهاد (Hypothalamus)؟!
كلمة (Hypothalamus): هي كلمة يونانيّة والتي تعني (Under thalamus) بمعنى كلمة (تحت المِهاد)، وهو بالضّبط موقع الوطاء في المخّ، تحت منطقة المهاد (Thalamus)، وفوق الُغدّة الُّنخاميّة (The Pituitary gland).
وعلى الرغم من أنَّه صغيرٌ جدًا، إلّا أنّ له دورًا هامًا جدًا في التأثير على كلٍ من الغدد الصمّاء وعلى الجهاز العصبيّ.
وظائف منطقة تحت المهاد؟!
من المعروف أنَّ الحالة الطبيعيّة المُستقرّة لعمليّات الجسم الحيويّة الداخليّة تُسمّى بحالة التوازن الدّاخليّ (homeostasis)، والجسم يحاول باستمرارٍ تحقيق هذه الحالة من التّوازن، وهذه تندرج تحت مهام الوِطاء.
حيث يعمل كحلقة وصلٍ بين الغدد الصماء (Endocrine System) والجّهاز العصبيّ (Nervous System). فبذلك يَتحكّم في عديدٍ من الوظائف الهامّة للجّسم، ألا وهي:
[1] درجة حرارة الجّسم.
[2] الشّعور بالعطش.
[3] الشّعور بالجّوع، والتحكّم في الوزن.
[4] العواطف.
[5] دورة النّوم والاستيقاظ.
[6] له دورٌ في الرغبة الجنسيّة.
[7] له دورٌ في عمليّة ولادة الطّفل.
[8] له دورٌ في التحكّم بضغط الدّم، وضربات القلب.
[9] له دورٌ في توازن السّوائل في الجّسم.
فعندما تُرسَل الإشارات من الجّسم إلى المخّ بوقوع خللٍ في توازن البيئة الدّاخليّة للجّسم، يقوم الوِطاء بإفراز العديد من الهرمونات المناسبة في الدّم لإعادة الاتزان.
وعلى سبيل المثال؛ لكي نفهم ما يَحدُث:
درجة حرارة الجّسم في الحالة الطبيعيّة [°37c]، فإن ارتفعت درجة حرارة الجّسم عن هذه الدّرجة ولو لنصف درجةٍ مثلًا، ستُخبِر الجّسم بزيادة إفراز العَرَق للتخلّص من الحرارة الزائدة، وعلى العكس من ذلك؛ لو استقبَل الوِطاء إشاراتٍ بأنَّ درجة حرارة الجّسم منخفضةٌ، سيقوم بتحفيز الجّسم لإنتاج حرارةٍ خاصةٍ به عن طريق الارتجاف أو الارتعاش.
علاقةُ الوِطاء بالهرمونات؟!
لكي يحافظ الوطاء على التوازن والاستقرار الدّاخليّ للجّسم، لابدَّ أن يمتلك القُدرة على صنع العديد من الهرمونات أو التّحكم في إفراز العديد من الهرمونات، فما الذي يفعله الوِطاء؟
يعمل الوطاء والغدّة النخاميّة معًا للتحكّم في أغلب الغدد الصمّاء في الجّسم، منها الغدّة الكظريّة وكذلك الغدّة الدرقيّة.
لكن كيف يحدث هذا التحكّم؟ حتى لا نُطيل عليكم، تابعوا معنا في المقال القادم
المصدر