عندما كانت اللغة العربية هي لغة المثقفين والمتعلمين !
عندما ساد الإسلام بنور العلم : كانت اللغة العربية هي لغة المثقفين والمتعلمين !!
المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه Sigrid Hunke ولدت عام 1913م وتوفيت عام 1999م – وقد حصلت على درجة الدكتوراه 1941م من جامعة فريدريش فيلهالم ببرلين – وقد تخصصت في الدراسات الدينية حيث كانت تتبع طائفة توحيدية (رافضة للتثليث النصراني ولكن دون اتباع دين محدد) – اختلطت بالمسلمين والعرب وأحبتهم (وخصوصا بلاد المغرب) وقيل أنها أسلمت في آخر عام أو عامين من حياتها – من أشهر كتبها التي أنصفت الإسلام وأظهرت حقيقة تأثيره على أوروبا والغرب في بناء نهضتهم الحقيقية هما كتاب (شمس الله تشرق على الغرب) بالألمانية : Allahs Sonne über dem Abendland وكتاب (الله ليس كذلك) Allah ist ganz anders – والذي ننقل لكم منه النقل التالي من ص 42- 43 وهي تتحدث عن أسقف قرطبة (الفارو) وقوله :
” إن كثيرين من أبناء ديني يقرؤون أساطير العرب (!) ويتدارسون كتابات المسلمين من الفلاسفة وعلماء الدين ، ليس ليدحضوها ، وإنما ليتقنوا اللغة العربية ويحسنوا التوسل بها حسب التعبير القويم والذوق السليم ، وأين نجد اليوم نصراني –من غير المتخصصين- يقرأ التفاسير اللاتينية للإنجيل ، بل من ذا الذي يدرس الأناجيل الأربعة ، والأنبياء ورسائل الرسل ؟!
واحسرتاه ! إن الشباب النصارى جميعهم اليوم ، الذين لمعوا وفاقوا أقرانهم بمواهبهم لا يعرفون سوى لغة العرب والأدب العربي ! إنهم يتعمقون في دراسة المراجع العربية باذلين في قراءتها ودراستها كل ما وسعهم من طاقة ، منفقين المبالغ الطائلة في اقتناء الكتب العربية (!) وإنشاء مكتبات خاصة ، ويذيعون جهرا في كل مكان أن ذلك الأدب العربي جدير بالإكبار والإعجاب ! ولئن حاول أحد إقناعهم بالإحتجاج بكتب النصارى فإنهم يردون عليه ياستخفاف ، ذاكرين أن تلك الكتب لا تحظى باهتمامهم ! وامصيبتاه ! إن النصارى قد نسوا حتى لغتهم الأم ، فلا تكاد تجد اليوم واحدا في الألف يستطيع أن يصوغ رسالة بسيطة باللاتينية السليمة ، بينما العكس من ذلك : لا تستطيع إحصاء عدد من يحسن منهم العربية ، حتى لقد فاقوا في ذلك العرب أنفسهم” !
إن سحر أسلوب المعيشة العربي قد اجتذب إلى فلكه الصليبيين إبان وقت قصير ، كما تؤكد شهادة الفارس الفرنسي (فولشير الشارتي) :
“ها نحن الذين كنا أبناء الغرب قد صرنا شرقيين ” !
ثم راح يصور أحاسيسه وقد تملكه الإعجاب بالسحر الغريب لذلك العالم العجيب بما يعبق به من عطر وألوان ، تبعث النشوة في الوجدان ، ثم يتساءل بعد ذلك مستنكرا :
” أفبعد كل هذا ننقلب إلى الغرب الكئيب ؟! ، بعد ما أفاء الله علينا وبدل الغرب إلى الشرق” ؟!
رابط المنشور على صفحتنا
.