معضلة تطورية .. شاركونا الرأي
يؤجل فيديو السؤال الأخير لحلقة الدكتور نضال قسوم 57 إلى الغد إن شاء الله
وأما المعضلة التطورية فهي كالآتي :
معلوم أن الاحتمالية الرياضية لتكون بروتين أو إنزيم بالصدفة أو العشوائية هي مهولة جدا لدرجة أحرجت الملاحدة (حتى المشاهير منهم مثل الملحد الرياضي والفلكي فريد هويل)
ولقد حاولوا بشتى الطرق التغلب عليها دون جدوى
وقد نشرنا لكم من قبل كيف وصل بهم الأمر لإعادة إحياء خرافة التولد التلقائي ولكن هذه المرة بصورة كيميائية تلقائية ذات صبغة علمية تزعم أن المستحيل ممكنا !!
وعليه أعلن الملحد جورج والد بقبوله لفكرة أن ترتفع المنضدة التي يكتب عليها في الهواء لأعلى فجأة : لأن هناك احتمالية أن تتحرك ذراتها كلها في اتجاه واحد إلى أعلى !! إذ رغم أنها فرضية مستحيلة : إلا أنه يعلن قبولها لكي لا يكون غريبا بعد ذلك إعلانه قبول فرضية تكون البروتينات أو الإنزيمات صدفة ..
إلى هنا والكلام مألوف .. فأي سلسلة بروتين أو إنزيم تتكون من أحماض أمينية – ولكن نسبة ترتيب هذه الأحماض الامينية مهولة جدا كما قلنا لتظهر بالصدفة والعشوائية في الكون منذ ولادته (13.7 مليار سنة بتقديراتهم الحالية)
ومن هنا :
حاول بعض التطوريين القول بأنهم وجدوا (الحل) أخيرا .. ألا وهو :
أن (محاولات) العشوائية أو الصدفة لن تكون في مكان واحد في الكون ولكن في أكثر من مكان !! وهذا ينهي تماما معضلة الاحتمالات المهولة التي تستغرق أوقاتا ضعف عمر الكون : فتتقلص بذلك تلك الأوقات لكثرة المحاولات العشوائية في الكون !!
والآن نأتي لآخر جزء في منشورنا حتى لا نطيل عليكم وهو :
مثال بسيط يوضح لنا هذه الفرضية الأخيرة للتطوريين .. وسنترك لكم الرد ومشاركتنا بآرائكم …
1)
معلوم أن ورق الكوتشينة الواحدة يتكون من 52 ورقة مختلفة – سنفترض أننا رتبناهم ترتيبا معينا – ثم أحضرنا حوض سباحة كبير مليء بأوراق الكوتشينة – ثم أحضرنا شخصا .. وأعطيناه 52 مجموعة ورقة كوتشينة (كل كوتشينة فيها 52 ورقة عشوائيين) – وطلبنا منه أن يسحب في كل مرة ورقة من مجموعة كوتشينة ويضعها على الأرض امامه – ثم يسحب أخرى ويضعها بعدها – وهكذا في شكل صف من الأوراق امامه – بشرط : أن يكون نفس ترتيبهم هو الترتيب الذي اتفقنا عليه للـ 52 ورقة
2)
فإذا أردنا أن نحاكي الطبيعة هنا : فسنطلب منه أنه إذا خرجت ورقة واحدة ليست في مكانها فإن عليه أن يعيد المحاولة من أول الصف !! وذلك لان الطبيعة (لا عقل لها ولا رؤية مسبقة للترتيب المطلوب حتى تقف عند ورقة معينة وهي تعلم أنها خطأ أو صواب)
3)
لكننا سنتنزل مع التطوريين ونقول أنه في كل مرة (أي في كل مكان في الصف) فإنه يحاول ويحاول بالاحتمالات حتى يصل إلى الورقة المطلوبة في ترتيبها ومكانها الصحيح
4)
حسنا .. هذا يجعل لنا من وجهة نظر احتمالية رياضية بحتة (نظريا وليس طبيعيا) عدد احتمالات يساوي 52 مضروبة في نفسها 52 مرة لكي نحصل على الترتيب الكامل الصحيح لأوراق الكوتشينة الـ 52 في مرة واحدة – وهذا يعني عدد احتمالات يساوي 52 أس 52 وهو ما يساوي رقما مهولا يصل قرابة 1 وأمامه 90 صفرا !!! ولكن دعونا نتنزل أكثر وأكثر (لتبسيط المثال والسؤال والتخيل) وننظر إلى أول احتمالين فقط لأن تأتي أول ورقتين في الترتيب الصحيح من بين الـ 52 ورقة (وهو احتمال = 52 في 52 = 2704)
حيث السؤال هو :
هل إذا أحضرنا بدلا من هذا (الشخص الواحد) مثلا (5 مليار شخص) – وكل منهم طلبنا منه نفس الطلب بالنسبة لأول ورقتين فقط – هل كثرتهم ستغير من احتمالات الحدوث أي شيء ؟ هل ستتقلص النسبة من 2704 مثلا إلى رقم آخر ؟ هل سيصل أحدهم إلى الاحتمالية المطلوبة لأول ورقتين فقط قبل الآخرين ؟
ننتظر مشاركاتكم