هل هناك أدلة على أزلية الكون أو المادة ؟ اقرأوا معنا الرد الكاشف لتزويرات الملاحدة العلمية ..
أولا وحتى لا نضيع الوقت : سنبدأ بالحديث عن افتراض أن الكون أزلي (أي بلا بداية ولكن مستمر في الماضي بلا حد) فنقول :
————–
1-
لو كان الكون أزليا لم نكن لنرى أي نجم أو شيء في السماء !!
والسبب : أنه إذا صح تباعد المجرات والأفلاك عن بعضها البعض بسرعة كبيرة كما بدأ إثباته منذ ملاحظات إدوارد هابل Edwin Hubble عام 1929 وإلى اليوم : فلو كان الزمن لا نهائي في الماضي لكان من المفترض ألا نرى أي نجم أو شيء في السماء لأنها ستكون ابتعدت تماما بمسافة لا نهائية لا تترك معها أثر !!
وهذا لم ولا يحدث
إذن للكون بداية
2-
لو كان الكون أزليا لكان مات واستقر ببرودة الصفر المطلق !!
معلوم وفقا لقوانين الديناميكا الحرارية أن الأشياء تفقد طاقتها (حرارتها) إلى أن تستقر وتتوزع عشوائيا في تساوي لكل الأجزاء (أنتروبي عالية) – بمعنى : إذا تركت كوبا ساخنا في الحجرة فإنه سيفقد طاقته في الحجرة إلى أن تتساوى درجته مع درجة حرارة الغرفة – وهكذا الكون أيضا – إذا كان أزليا فإنه من المفترض أن تكون كل النجوم قد فقدت طاقتها تماما وحرارتها واستقرت في حالة موت حراري يعم الكون في الصفر المطلق !!
وهذا لم ولا يحدث
إذن للكون بداية
3-
لو كان الكون أزليا لم يكن هناك عناصر مشعة !!
معلوم أنه من بين عناصر المواد المعروفة هناك عناصر مشعة (أي تشع باستمرار إلى أن تصل إلى الاتزان فتتحول لعناصر أخرى مستقرة) – ومعلوم أننا إلى اليوم نرى هذه العناصر المشعة في الأرض والكون – في حين لو كان الكون أزليا : لكانت تحللت كلها أو تحولت إلى عناصر مستقرة ولم يبق منها شيء مشع
وهذا لم ولا يحدث
إذن للكون بداية
4-
إذا نظرنا لأي تغيير في المادة / الطاقة (والمادة والطاقة على المستوى الكمّي يعاملان معاملة واحدة) : ورأينا كيف يتم التأثير عليهما ليتم تحويلهما من صورة إلى أخرى : لوجدنا أن ذلك لا يتم إلا ببذل شغل خارجي – والسؤال : ما / مَن الذي يبذل شغلا خارجيا ليجمع المجرات والنجوم معاً ويصنع منها هذه المصانع النووية العملاقة ؟ سواء كنت تؤمن بحدوث الانفجار الكبير Big Bang وبداية الكون معه : أو لا تؤمن ؟ ما الذي جمع مادة النجوم وضغطها بهذا الشكل والفرن النووي الذي بداخله يتم صناعة عناصر المواد المعروفة في الكون ثم إطلاقها بانفجار السوبرنوفا أو المستعرات العظمى ؟!!
لو كان الكون أزليا لكان كل شيء في طريقه إلى الاستقرار (أي أن أي مصدر للشغل هو كذلك سيؤول إلى الاستقرار والاتزان وبالتالي عدم التأثير مع الوقت)
وهذا لم ولا يحدث
إذن للكون بداية
5-
لن نتحدث عن نظرية الانفجار الكبير لأنها قصمت ظهور الملاحدة بالفعل وأرجعتهم بمشاهدات ورصد تباعد المجرات إلى النقطة الأولى (المتفردة Singularity) التي عندها لا يوجد تمييز لمكان ولا زمان (أي أن الأبعاد الأربعة كانوا واحد : الطول والعرض والرتفاع والزمن) وكذلك القوى الأربعة (النووية القوية والنووية الضعيفة والكهرومغناطيسية والجاذبية) كله كان شيئا واحدا !!
تماما كما ترى الآن شخصا ينفخ بالونة كبيرة حجمها في حجم إطار سيارة – فتستنتج أنها كانت بالونة صغيرة منذ قليل ..
فهذه النظرية (الانفجار الكبير) كانت القشة التي قصمت ظهر البعير في القضاء على فكرة الحالة المستقرة للكون أو الأزلية للكون – وقد فاز 3 علماء بجائزة نوبل لتأكيدهم ذلك التوسع العجيب عكس اتجاه الجاذبية عام 2011م وتأكيدهم على ضرورة تأثير (الطاقة المظلمة) لتفسير جذب المجرات بعيدا بهذا التسارع[1] وهم :
العالم Saul Perlmutter والعالم Brian Schmidt والعالم Adam Reiss
ولو كان الكون أزليا :
لم يكن هناك وجود لهذه النقطة المتفردة
إذن للكون بداية
6-
كل السيناريوهات الخيالية للملاحدة عن وجود أشياء / أسباب قبل نقطة المتفردة ليفسروا بها ظهور الكون : تجد أنهم لا يقدمون تفسيرا لوجود هذه الأشياء / الأسباب ولا ماهي أو ما الذي أتى بها أو كيف ظهرت – فيقعون في تسلسل المؤثرات وهو ما نفيناه من قبل بمثال الجندي والرصاصة
7-
المالانهاية Infiniti هي (مفهوم) عقلي وليست (قيمة) رياضية أو فيزيائية
بمعنى : أنه لا يمكنك أن تقحم مفهوم أزلية الكون أو لانهائية الكون (أو المادة أو الطاقة) في حديثك عن العالم المادي أو الفيزيائي !! لماذا ؟
لأن المالانهاية هي (مفهوم) عقلي وليست (قيمة) !!
وبالطبع يقفز في ذاكرتنا الآن بعض مناوشات الملاحدة ومَن يقلدونهم كالببغاوات في (اختراع) قيمة للمالانهاية ببعض الحيل الرياضية الخاطئة (مثل الذين يقولون أن المالانهاية تساوي سالب 1 على 12)
فكل مَن درس الرياضيات يعرف أن المالانهاية حتى في المعادلات لها صيغ لا يمكن وضعها أو تمثيلها في معادلة لأنها ساعتها ستكون غير معرفة
وبعيدا عن كل ذلك
تعالوا نثبت بمثال ظريف جدا أن المالانهاية (مفهوم) وليس (قيمة)
لقد وضع المثال عالم الرياضيات الألماني الشهير ديفيد هيلبرت وأسماه : مفارقة هيلبرت في الفندق الكبير[2] Hilbert’s paradox of the Grand Hotel
حيث افترض أنه لدينا أحد الفنادق عدد غرفه = لا نهاية
ثم جاءنا زائر جديد يريد غرفة
فطلبنا من كل مقيم في الفندق أن ينتقل إلى الغرفة التي بعده
يعني نزيل الغرفة 1 ينتقل إلى 2 – و 2 إلى 3 وهكذا
وبالفعل تم المراد وأفرغنا الغرفة رقم 1 !!
فما حدث هنا لم يخدش (مفهوم) المالانهاية
لكنه قضى بالموت على (قيمة) المالانهاية عند الذين يسفسطون أن لها قيمة ليقحمونها في معادلاتهم وإثباتاتهم الفيزيائية !!
بل الحقيقة :
أن أي عالم محترم تخرج معه المالانهاية في معادلاته فإنه يعرف أنه عليه أن يراجعها إلى أن يصل إلى قيم محددة !!
وبالعودة إلى فندق هيلبرت مرة أخرى
دعونا نتخيل أنه أتانا أتوبيس به عدد لانهائي من الزوار يريدون أن ينزلون في غرف الفندق اللانهائية !! العجيب أن هذا أيضا ممكن !!
ولذلك نعرف أن : مالانهاية + مالانهاية = مالانهاية !!
ومالانهاية ضرب مالانهاية = مالانهاية !!
وهكذا …
إذن : المالانهاية Actual infinities لا يمكن وضعها في عالمنا الرياضي والفيزيائي كـ (قيمة) لأنها (مفهوم) عقلي !!
8-
موضوع إثبات الأزلية للمادة / الطاقة في حد ذاته : لا يساوي أزلية الخالق عند المؤمنين !! وذلك لأن الأزلية للخالق عند المؤمنين هي (صفة واحدة) فقط من صفاته – ولكن باقي الصفات هي الغنى عما سواه – القدرة المطلقة والحكمة المطلقة والإرادة المطلقة والمشيئة المطلقة إلخ
وهذا ما لا نجده في المادة ولا الطاقة !!
فالمادة والطاقة نحن نخضعهما في معاملنا للقوانين التي تحكمهما !!
فهما محكومتان بقوانين لا تحيد عنها وتتكرر نفس ردود أفعال الذرات في نفس التجارب إذا تكررت في نفس الظروف ولو لمليارات مليارات مليارات المرات !! وذلك يفتقد لأدنى معنى من معاني الإرادة الحرة أو المشيئة الخاصة أو الذاتية !! والسؤال : إذا كانت المادة والطاقة فاقدة للإرادة الحرة : فمن أين جئنا بها نحن ؟! فإن فاقد الشيء لا يعطيه !! وكيف ظهرت لدينا نحن بأي مفهوم فيزيائي أو مادي ؟
والإجابة :
لن تجد أي إجابة
ولذلك يلجأ أشهر الملاحدة لنفي أن يكون هناك حرية اختيار أصلا عند الإنسان : فقط ليهربوا من هذه الورطة التي لا حل لها – وهنا تسمع وتقرأ وتشاهد أسخف الأقوال والافتراضات والأكاذيب والتدليسات منهم كل يوم !!
فهل عرفتم الآن لماذا يستميت الملاحدة في نفي الإرادة الحرة ؟!
وبالطبع هناك تجليات لصفات الله تعالى في الكون ومخلوقاته مثل العناية والرعاية واللطف والرزق والحكمة والتدبير والتقدير في كل جزئية يعجز الملاحدة والتطوريون في تفسيرها ماديا أو بالصدفة والعشوائية
—————————-
نكتفي بهذا القدر الآن …
وغدا نتعرض لنقد بحث أحمد فرج علي وزملائه في إثبات أزلية الكون
فانتظرونا
المراجع :
[1] The Nobel Prize in Physics 2011https://www.nobelprize.org/nobel_prizes/physics/laureates/2011/
[2] رابط فيديو للشرح :https://www.youtube.com/watch?v=-gWnOz2x-PY