كيف ندمن الأشياء؟
أولًا علينا أن نعرف ما هو الإدمان!
– يُعرَف الإدمان بأنه اضطرابٌ سلوكيٌ، يتضمن استمرار الرغبة في فعل معين قهريًا؛ مما يستحوذ على الإنسان، فينهمِك فيه بغض النظر عن العواقب الضّارة بصحة الفرد أو بحالته العقلية والنفسية.
– ولا يقتصر الإدمان على العقاقير فقط؛ بل هناك أيضا إدمان سلوكي، حيث يدمن الشخص عادةً ما أو سلوكًا معينًا؛ ومع تعدد أشكال الإدمان واختلافها في صورها؛ إلا أنها تتشابه من حيث آلية عملها في الدماغ، فجميعها تعمل عن طريق إثارة دوائر المكافأة والتعزيز والتي تشتمل على الوسيط العصبي الدوبامين. Dopamine
– يعمل الدوبامين وسيطًا عصبيًا، ينقل السيّالات العصبية بين بعض الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، والتي بدورها تربط مناطق مختلفة في الدماغ لتُكوّن ما يعرف في الطب باسم “نظام المكافأةreward pathways ” ، وهو أجزاء من الدماغ تساهم في جعل المرء يشعر بالسعادة (مكافأةً) للقيام بأمر معين.
– وبالقيام بالشيء المُدمَن عليه سواء أكان سلوكيًا أو ماديًا؛ يُفرز الدوبامين، فتتفعّل بالتالي سلسلة من النشاطات العصبية للربط بين هذه المناطق المختلفة وإعطاء المُدمن إحساسًا بالنشوة والمكافأة، ما يجعله يتلهف للرجوع للسلوك المُدمن عليه؛ أي أنّ هذه المناطق تتحكم وتنظّم مقدرتنا على الشعور بالسعادة ويحفزنا الشعور بالسعادة على تكرار السلوك مرة بعد أخرى.
– وبتكرار العمل المُدمن عليه تتطور بمرور الوقت ظاهرة تسمّى ظاهرة “التحمُّل” tolerance وهي توقّف -أو ضعف- قدرة المادة أو السلوك المُسبب للإدمان عن إعطاء النشوة والمكافأة بالدرجة السابقة نفسها؛ وذلك إما بسبب إفراز الدماغ كميات أقل من الدوبامين بالقيام بنفس الفعل المدمن عليه نتيجة استنزاف الدوبامين، أو بسبب زوال جزء من مستقبلات الدوبامين، أو بسبب نقص حساسية تلك المستقبلات للدوبامين، مما يعني الحاجة لكميات أكبر من الدوبامين في الدماغ لإحداث نفس شعور النشوة السابق، ولذلك يحتاج المريض إلى زيادة جرعة المادة المُدمن عليها أو تكرار تعاطيها، ولهذا السبب تتدهور حالة المُدمن وتصبح أشد سوءًا مع الزمن ويغدو أسيرًا لذلك السلوك.
عافانا الله وإياكم أعزائي.
المصادر :
إعداد: حسين محمد.
مراجعة علمية: ألمى تمّور.
تدقيق لغوي: زياد رزق.