بعض البشر سهّارين بينما البعض الآخر مبكرين.
فما السبب، وهل يمكن تغير الوضع الحالي؟
تعيش جيري سولومونJeri Solomon -بائعة الزّهور والتي عمرها [46] عامًا- في مدينة (ميلروز) بولاية (ماساتشوستس).
بطبيعة حالها هي شخصيّةٌ تنام باكرًا.
جيم Jim -زوجها منذ [11] عامًا- ليس شخصًا ينام باكرًا، لذلك حصلت بينهما بعض المشاكل في بداية علاقتهما.
تقول جيري: <<عندما كنا نخطط لحفل زفافنا، أردت أن نتناقش في بعض الأمور المهمّة في السّاعة [8] صباحًا، عندما نهضت قبل ساعتين وكنت مُستعدّة، كان جيم لتوّه قد خرج من فراشه. وفي نهاية المطاف، دخلنا في الكثير من المحاججات لأنّي أخذت هزّات كتفه باللامبالاة، فقد كان لا يزال نصف نائمٍ>>.
ثم على مر السنين تعلم الزوجان كيفيّة التغلّب على خلافاتهما، ووضعهما يُعتبر ليس استثنائيًا.
تقول كاثرين شاركيKatherine Sharkey ،طبيبةٌ نفسيّةٌ، وحاصلةٌ على الدكتوراه في علم النّفس، وأستاذةٌ مساعدةٌ في الطّب الباطنيّ والطب النفسيّ والسلوك البشريّ في جامعة (براونو)، ومديرةٌ مساعدةٌ في مختبر (سليب) للأبحاث العلميّة: <<تميل أكثر النّساء إلى النّوم باكرًا، بينما يميل الرّجال إلى إطالة السّهر>>.
ما الذي يُسبب أنماط النّوم؟
تكمن الإجابة على هذا السّؤال في السّاعة الدّاخليّة البيولوجيّة لكلّ فردٍ أو الإيقاع اليوميّ، كما يسميه العلماء.
توضح شاركي: <<على الرغم من أن ساعة الإنسان اليوميّة نحو [24] ساعةً، وذلك بفضل دورة الليل والنهار لمدة [24] ساعةً، إلا أنّ بعض النّاس لديهم دورةٌ طبيعيّةٌ أطول قليلًا، والبعض الآخر أقصر قليلًا>>، لذا إذا كان إيقاعك اليوميّ ينتمي للجّانب الطّويل؛ فعلى الأرجح ستكون ممن يطيلون السّهر، أما إذا كان إيقاعك اليوميّ ينتمي للجّانب القصير؛ فعلى الأرجح ستكون ممن يستيقظون باكرًا.
ولكنّ الإيقاع اليوميّ يمكن أن يتغيّر بمرور العُمر.
حيث أضافت شاركي:
<<إن هناك فترة مرتبطة بالنمو تُفسّر هذا اللغز، فالأطفال في سنّ المدرسة ينامون باكرًا، في حين يميل المراهقون إلى إطالة السّهر، ومع تقدمهم في العمر يعود البالغون تدريجيًا إلى الاستيقاظ باكرًا>>.
إِضَافَةً إلى ذَلِك، تظهر مشاكل السهّارين خصوصًا إذا كان لديهم وظيفةً خلال اليوم، بالرّغم من أنّ السهّارين يميلون إلى كونهم أكثر اكتئابًا (لاعتمادهم الكبير على المنبهات بشكلٍ عامٍ)، إلا أن شاركي توضح: <<إن الأخبار ليست كلها سيئةً. فقد وُجِدَت دراسةٌ حديثةٌ في بلجيكا تُبيّن أنّ السهّارين قادرون على البقاء أكثر تركيزًا طوال اليوم مقارنةً بالمستيقظين باكرًا. مع ذلك، يتمتع الذين ينامون باكرًا بعدّة ميّزاتٍ أيضًا، فهم ينامون بشكلٍ أفضل عمومًا، وأنماط نومهم أكثر انتظامًا، وشخصيّاتهم أكثر مرونةً>>. كما أضافت شاركي أيضًا: <<إنهم أكثر سعادةً ويتمتّعون بصحةٍ أفضل من السّاهرين، وذلك وفقًا لدراسةٍ حديثةٍ من جامعة (تورونتو)>>.
سؤال: يسأل كيم أولين Kim Olen، والذي عمره [45] عامًا، مديرُ تسويقٍ وعلاقاتٍ عامّةٍ، من مدينة (نوكسفي) بولاية (تنيسي).
كانت ابنتي طوال حياتها تستيقظ باكرًا، ولكن أصبحت تُطيل السّهر منذ فترة المدرسة الثانويّة، ولا تذهب إلى الفراش حتى السّاعة [1] أو [2] بعد منتصف الليل كل ليلةٍ، هل هناك سببٌ لهذا التّغيّر؟
الجواب: تُجيب كاثرين شاركيKatherine Sharkey على هذا السؤال:
<<نعم، هذا التغيّر يتم جزئيًّا بشكلٍ بيولوجيٍّ. حيث تؤثّر التغيّرات الهرمونيّة خلال فترة البلوغ على السّاعة الداخليّة للجّسم، وهذا يعني أنّ أكثر طلاب هذه المرحلة- حتى هؤلاء الذين اعتادوا النّوم باكرًا – يميلون إلى السّهر بعد حلول الظلام والنّوم حتى الظهيرة، ولكن -لحسن الحظّ- يمكن تعديل ساعاتهم>>.
بعض النّصائح لفعل ذلك: عليهم أن يُلزِموا أنفسهم بجدولٍ زمنيّ للنّوم، وإطفاء الأضواء السّاطعة (مثل الهواتف الذكيّة) قبل النّوم.