ابحث وانشر عن عظمة الطبيعة والصدفة العمياء وقدراتها الإبداعية واطرح فرضيات سخيفة لا دليل عليها لتفسير نشأة الحياة من الجماد تكن عالماً محترماً ونعطيك جوائز وأوسمة ومناصب أكاديمية .. ولكن في اللحظة التي تعود فيها لرشدك وتشكك في التطور سيزول كل ذلك وستندم، (ديدييه راولت) Didier Raoult عالم ميكروبيولوجيا فرنسي معروف له أبحاث كثيرة واكتشافات وكتب وأوراق علمية منشورة في كبرى الدوريات والأمور كانت بكل خير، لكن يوم أن نشر كتابا ينتقد فيه الداروينية (اسم الكتاب: Dépasser Darwin) تم حظره من النشر في أغلب المجلات العلمية!!
في عمر 59 عاماً، “ديدييه راولت” هو أخصائي الميكروبيولوجيا الأكثر إنتاجية وتأثيرا في فرنسا، حيث كان يقود فريقا من 200 من العلماء والطلاب في جامعة “أيكس مارسيليا”. وقد اكتشف أو شارك في اكتشاف عشرات البكتيريا الجديدة، وفي عام 2003، أذهل زملائه بفيروس ذي حجم قياسي، أطلق عليه اسم Mimivirus، وهو أول عضو في عائلة فيروسات تسلط ضوءًا جديدًا مثيرًا على تطور الفيروسات وشجرة الحياة. وقد نشر راولت كتاباً مثيراً للجدل، وهو كتاب علمي يقول إن نظرية داروين في التطور خاطئة. وقد تم منعه بسبب معارضته للتطور من النشر في عشرات الدوريات الرائدة في علم الأحياء المجهرية.
يقول (ديفيد موريرا) أستاذ البيولوجي في جامعة (باريس الجنوبية) تعقيباً على آراء راولت المعارضة للتطور: “من الخطير أن نقول تلك الأشياء. الذي يقلق في الأمر أن راولت ربما يوفّر ذخيرة للخلقيين لمعارضة التطور”
ويقول (يوجين كونين) وهو عالم أحياء تطوري في المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية في بيثيسدا: “لقد ذهب بعيدًا بعض الشيء، نظرية داروين ذات صلة ولكنها غير كاملة، ولا تنطبق على تطور الكائنات الحية الدقيقة”
وهذه هي حرية الرأي في بلاد الحرية، إنشر كيف شئت في تأييد النظرية المقدسة لكن وقت أن تعرب عن معارضتك بالأدلة العلمية، حتى ولو كنت عالماً من كبار علماء بلدك فسوف يتم حظرك من النشر العلمي فوراً .. ثم يتسآل أحدهم في بلاهة: لماذا لا تنشرون أوراقا علمية في معارضة التطور وتحصلون على جائزة نوبل؟!