سرطان الثدي 1
كل ما تحتاجين معرفتَه عن الكشف عنه..
أكتوبر الوردي هذا ما يطُلقه البعض على شهر تشرين الأول/أكتوبر؛ كونه الشهرَ الذي خُصِّص لنشر التوعية فيما يتعلق بسرطان الثدي، ولكن هل حقًّا يتطلب الموضوع كلَّ تلك الأهمية لدرجة أن يُخصصَ شهر كامل للتوعية بشأنه؟
طبعًا، فحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية WHO يعدّ سرطان الثدي السرطان الأشيع لدى النساء، وإذا تحدثنا بلُغة الأرقام ففي المملكة المتحدة تصاب امرأة واحدة من كل 8 نساء خلال فترة حياتهن، كما أن 15% من وفيات النساء المتعلقة بالسرطان سببها سرطان الثدي، ونظرًا لشيوعه وكون اكتشافه بمرحلة أبكرَ لها دور في تحسّن نتائج المراضة والوفيات المتعلقة به وجب التحرّي المبكر عنه. وهو موضوع مقالِنا…
بسم الله نبدأ..
بدايةً ماذا نعني بالكشف المبكر عن سرطان الثدي؟
هو إجراء فحصٍ للثديين للكشف عن وجود سرطان فيهما، لكن قبل أن تظهر عليهما علاماتُ أو أعراضُ سرطان الثدي.
لمَ يجب عليّ إجراؤه؟ وما أهمية ذلك؟
على الرغم من أن الكشف المبكّر عن سرطان الثدي لا يمنع حدوث السرطان، ولكنه يساعد على إيجاده في المراحل الباكرة والتي يكون علاجه فيها أسهل، كما يحسن الكشف المبكر من معدل البقيا -أي ينقص احتمال الموت من سرطان الثدي- ويمكن أن يقلّل احتمالية الحاجة لاستئصال الثدي أو العلاج الكيميائي (طبعًا يحدد الحاجة للسابق حسب مرحلة السرطان المكتشف).
ولكن متى أتحرّى عن سرطان الثدي؟ وكيف؟
أقرت العديد من المدارس الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وأصدرت توصياتِها السريرية المتعلقة بالموضوع، وسنورد هنا ما أوصَت به (الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد)، ثمّ سنفصّل في هذه الإجراءات ليفهم القارئ المقصود منها، حيث أوصت الجمعية المذكورة بما يلي:
– إجراء فحص سريري للثدي مرةً كل 1-3 سنوات في الأعمار من 29 إلى 39 عامًا، وسنويًا لمن تجاوزت 40 عامًا: وهو فحص تُجريه الطبيبة أو الأخصائية الصحية، حيث يفحصْن الثديين ومنطقة الإبط بحذرٍ بحثًا عن كتلٍ أو أي شيءٍ آخرَ يبدو غيرَ طبيعيّ.
– البدء بإجراء صور ماموغرافي عند سن الـ 40 ولكن بعد استشارة الطبيب وبناءً على رغبة المريضة.
– توصي الجمعية ببدء فحص ماموغرافي بموعد لا يتجاوز سنّ الـ 50 عام، وقد يكون الفحص سنويًا أو مرة كل سنتين (يعد مقبولًا مرة كل سنتين بعد سن الـ 55 عامًا)
– الاستمرار بإجراء الماموغرافي حتى سن 75 ثم تُناقِش المريضةُ الطبيبَ بشأن التوقُّف، لأن هذا الأمرَ يختلف حسب صحة المريضة والعمر المتوقّع.
هل توجد عوامل خطورة لزيادة حدوث سرطان الثدي؟
من العوامل التي تستدعي الانتباهَ والاستقصاءَ بوقت مبكر وتكرار فحص الكشف بوتيرةٍ أكثر:
– وجودُ قصة عائلية للإصابة بسرطان الثدي (أي إصابة قريبة من الدرجة الاولى كأمِّها أو أختِها أو ابنتِها).
– تعرضٌ سابقٌ لعلاجٍ شعاعي في منطقة الصدر (خصوصًا إن كان التعرضُ في عمرٍ صغير).
– وجود طفراتٍ جينيةٍ (شذوذات مورّثية) كالطفرات في المورثتين BRCA1 وBRCA2.
– بعض المتلازمات الجينية مثل متلازمة Li- Fraumeni أو Cowden.
وقد يطلب الطبيب في هذه الحالة صورةَ رنينٍ مغناطيسيّ MRI: ويتم فيها تسليط حقلٍ مغناطيسيٍّ وأمواجٍ راديويةٍ على الثدي (لاحظ أن المرأة في تصوير الرنين لا تتعرّضُ لأشعة ضارّة).
وأخيرًا نرجو أن يكون مقالُنا هذا دافعًا لكِ لتُجري التحرّي الدوري وتطمئنّي على سلامتكِ من سرطان الثدي؛ وننصحك باستشارة الطبيب فورًا في حال لاحظتي كتلةً أو عقدةً مجسوسة في منطقة الثديين والإبط أو إحدى التغيرات التي ذكرناها وعدم تأجيل الموضوع، فكلَّما كان اكتشاف المرض بمرحلةٍ أكبرَ كانت فرصُ النجاةِ أعلى.
وتذكّري غاليتنا دومًا أن صحّتكِ تهمّ أحباءكِ من حولك، فلا تحرميهم من الاهتمام بها.
عافى الله المريضات والمرضى وحفظ نساء المسلمين من كل سوء ?
إعداد: د. ميسم حمشو
تدقيق علمي: د. أمامة بالي
تدقيق لغوي: هيثم عكيلة