5 أمور مهمة لم تعرفها عن لَقاح فيروس كورونا الجديد
لا شكّ أن جميع الأشخاص في مختلف أنحاء العالم يترقّبون إصدارَ لقاح كورونا الذي قتل أكثر من مليون و 200 ألف شخص، وهو ما يتنافس عليه حاليًا أكبر شركات الأدوية في العالم ومن بينهم شركة فايزر التي أوشكت على طرحِ هذا اللَّقاح.
حيث أعلنت شركة فايزر و شركة بيونتك الألمانية منذ أيام عن نتائجَ مبدئيةٍ تشير إلى كفاءة لقاح فيروس كورونا المستجد بنسبةٍ تصل إلى 90%.
ويعلم الجميع أن القائمين على شركة صناعة اللقاح هما الزوجان المسلمان البروفيسور أوجور شاهين والحاصل على جائزة السرطان الألمانية لعام 2019 وزوجتُه العالمة الدكتورة Özlem Türeci.
وهنالك لقاح جديد أعلن عنه اليوم ١٦/١١ نوافيكم بأخباره قريباً بإذن الله.
أماعن هذا اللقاح: لا يعلم الكثيرون سوى ما ذكرْنا في هذين السطرين، فهل هنالك أمورٌ مهمة يجب معرفتُها؟
- كيف يعمل هذا اللقاح؟
لقاح فيروس كورونا المستجد ” BTN162b2 ” -والذي يُؤخذ على جرعتَين- يستخدم الحمضَ النووي الريبي المرسال mRNA بهدف إنتاج أجسام مضادّة.
حيث يتم إدخال الجين المسؤول عن إنتاج بروتين يسمى “Spike” أو شوكة فيروس كورونا، ثم بعد ذلك يصنع جهازُك المناعيُّ أجسامًا مضادة لبروتين Spike.
حيث بدأت تجربة سريريّة عالمية من المرحلة الثالثة لـ BTN162b2 في 27 يوليو بمشاركة 43,538 شخصًا حتى الآن و 42% من المشاركين من عرقيّات مختلفة، ولم يُصبْ منهم سوى 94 مشاركًا بفيروس كورونا المستجد حسب البيانات الأولية، مما يوضح فعَاليّة هذا اللقاح.
ووفقًا لبيان صحفي صادرٍ عن الشركتين أنه اعتبارًا من 8 نوفمبر تلقى 38,955 متطوعًا تجريبيًا جرعة ثانية من اللقاح الغفل -وهو مادة تبدو كدواء لكنّها لا تحتوي على موادَّ فعالةٍ لها تأثير على صحة متعاطيها-، وأظهر تحليلٌ مؤقّتُ لـ 94 فردًا أجْرَته لجنة مراقبة البيانات المستقلة (DMC) أنّ فعالية اللقاح أعلى من 90٪ بعد 7 أيام من الجرعة الثانية، وهذا يعني أن الحماية تحقّقت بعد 28 يومًا من جرعة اللقاح الأولى. - هل هذا يعني أننا سنشتري اللقاح غدًا من الأسواق؟
قال الرئيس التنفيذي لشركة ” Pfizer ” ألبرت بورلا في بيان صحفي منفصل “من المهم ملاحظةُ أنه لا يمكننا التقدمُ بطلبٍ للحصول على ترخيصِ استخدامٍ طارئٍ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بناءً على نتائجِ الفعالية وحدَها، هناك حاجة أيضًا إلى مزيد من البيانات حول السلامة، ونحن مستمرّون في تجميع بيانات الأمان هذه باعتبارها جزءًا من دراستنا السريرية المستمرة. - صعوبات يواجهُها اللقاح
حيث قال أوفيت أستاذ طب الأطفال في قسم الأمراض المعدية في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، بنسلفانيا أنه إذا تمّت الموافقة على BTN162b2، فستكون إدارتُه صعبةً، وقال “هذا اللقاح تحديدًا يجب أن يتم شحنُه وتخزينُه في -70 درجة مئوية أو -80 درجة مئوية، وهذا يعني الحفاظَ على المنتج على الجليد الجافّ، أعتقد أن هذا سيكون تحديًا للتوزيع”. - هل هذا يعني أن اللقاح بلا فائدة؟
لا أبدًا؛ بل هو الأقرب لاستخدامه قريبًا بإذن الله (باستثناء الذي صدر خبره اليوم ونبحث عنه) مواجهة صعوباتٍ أمرٌ عادي، وتجاوزُه هذه المراحل هي بِشارة خير. إنما يجب توضيح أنه ليس جاهزًا بعد. - هل هذا يعني أنه ليس علينا قريبًا الالتزام بإجراءات الوقاية
في الوقت نفسه، من المهم أيضًا أن نفهمَ أنّ المعركة ضدّ COVID-19 لم تنتهِ بعد، فحتى لو تم الانتهاء من التجارب وبدأ استخدام هذا اللقاح فلا زِلنا نحتاج لأشهرٍ لكي يتم توزيعه، فأخبار اليوم لا تغيّرُ هذا الواقعَ الطارئَ بل يجب الاعتمادُ على الله أولًا والدعاءُ ثم الأخذُ بالأسباب من حيث الاعتماد على الأقنعة والتباعد وغسل اليدين وغيرِها من الإجراءات للحفاظ على السلامة إن شاء الله.
ملاحظة مهمة
هنا يجب أن نضيفَ ملاحظةً مهمةً: كثيرٌ من فرق البحث التي عملت على اللقاحات والعلاج لكورونا فيها مسلمون إما قادةً في فرق البحث، أو ضمن فرق البحث. فقد كان المسلمون في عصرنا روّادًا للعلم. ولدينا قائمة قديمة بأكثر من 100 عالم مسلم مبدع في مجاله، وهنالك العشرات غيرُهم أيضًا. فنتعجب من قولِ البعضِ أنّ المسلمينَ ينتظرون الكفار لطرحِ العلاج، ومنشورات من نمط “اصنعوا لنا اللقاح أيّها الكفار لعنكم الله”. بينما تجد ذلك الكافرَ أو العَلمانيَّ هو بالفعل ما ينتقده، فهو لا يُجيد سوى انتقاد الصلاح. بينما ينشغل المسلمون عن تلك التوافهِ بإصلاح الدنيا (ككثير من العلماء) أو الآخرة (وهي خيرٌ وأبقى). فهم بين إصلاح السنين القليلة للناس في حياتهم، وبين إصلاح آخرتهم اللانهائية. فنسأل الله البركة لعلمائِنا ومشايخنا، وجزاهم الله عنّا كل خير.
دمتم سالمين
إعداد: منال محمد
مراجعة: منة الله عبد المنعم
تدقيق: هيثم عكيلة