اكتشاف نوع جديد من دب الماء
تمّ اكتشاف نوع جديد من دببة الماء أو “التارديغرادا” في اليابان مؤخرًا ليرفع هذا الاكتشاف عدد الأنواع إلى 168 نوع من الــ1200 المعروفة، وقد عُثر على النوع الجديد في تَكَتّل للطحالب على خرسانة موقف للسيارات في مدينة تسوروكا اليابانية وأطلق على النوع الجديد تسمية “ماكروبيوتُس شونايكس Macrobiotus shonaicus نسبة إلى الجهة التي تمّ اكتشافه فيها.
تمتاز بيوض هذا النوع بسطوح صلبة، لذا يتم إدراجها ضمن “مجموعة هوفلاندي Hufelandi group -أحد أبرز مجموعات التراديغرادا المكتشفة عبر العالم – تمتاز هذه البيوض أيضًا بوجود خيوط مرنة مرتبطة بأجزائها العلوية، وهي مماثلة لبيوض نوعين آخرين اُكتشِفا حديثًا، يحوي النوع الجديد على مزيج من خصائص الأنواع الأخرى فإن تمّ تعريضه للغليان أو التجمد أو السحق أو التجفيف أو حتى إطلاقه إلى الفضاء الخارجي فسوف يبقى حيًّا!
بل أيضًا بإمكان هذه المخلوقات العجيبة أن تعيش في أي مكان، فقد أظهرت البعثة الفضائية TARDIS (دب الماء في الفضاء) والتي أجريت في 2007؛ أنّ بإمكان دببة الماء أن تبقى على قيد الحياة حتى في الفراغ الخاوي للفضاء الخارجي، وتُشير أبحاث أخرى إلى أنّ دببة الماء تعود لعصور غابرة إذ تمّ تأريخ أحافيرها لفترة تعود إلى ما قبل 500 مليون سنة.
وبإمكان دببة الماء الصمود في درجات الحرارة القصوى المختلفة، إذ بإمكانها البقاء على قيد الحياة في بيئات فائقة البرودة، وفي درجات حرارة تصل إلى (-459 °F) C°- 272.8 والصمود في درجات حرارة أعلى من C (300 °F) °148
تعتبر الحياة من دون ماء مستحيلة تمامًا لمعظم الحيوانات، لكن لا ينطبق ذلك على دببة الماء التي تستطيع الصمود أيضًا في حالات الجفاف الشديدة، وقد وجد الباحثون أنّ دببة الماء تتجعد إلى قشرة جافة في حالات الجفاف، تعرف هذه الحالة عادةً بـ “السبات “Tun وهي تشبه الموت إلى حد بعيد، تستطيع هذه المخلوقات المدهشة البقاء في حالة السبات لعدة عقود.
حيث ينخفض النشاط الأيضي لدببة الماء إلى مستوىً متدنٍ جدًا يصل إلى 0.01% من المستوى الطبيعي.
تمتاز دببة الماء ببروتينات فريدة مقاومة للجفاف توجد هذه البروتينات بشكل هُلاَمِيّ (لزج) عند وجود الماء، لكنها تتحول إلى بنية شبه زجاجية في حالات الجفاف الشديدة فتحمي بذلك جميع المواد الحساسة للجفاف في داخل الخلية من التعرض للأذى.
في عام 1995م، تمت استعادة حياة دب مائي مُتَيَبّس منذ 8 أعوام. وبإمكان دببة الماء أن تتحمل تكوّن الجليد في داخل خلاياها في حالات البرد القارِس إذ تنتج مواد كيميائية تدعى “عوامل نووية للثلج ice nucleating agents” حيث تساعد هذه المواد على تشكيل بلورات الثلج خارج خلايا دببة الماء بدلًا من داخلها فتؤدي بالنهاية إلى حماية جزيئاتها الحيوية من التلف بسبب البرد الشديد.
بإمكان دببة الماء تحمّل حالات الضغط الشديد والتي قد تؤدي إلى هلاك معظم الحيوانات على الفور، إذ تستطيع البقاء على قيد الحياة (في حالة السبات) تحت ضغط 600 ميغا باسكال، وبإمكانها أيضا تحمل كميات ضخمة من الطاقة الإشعاعية فهي تحتوي على بروتين يدعى بالبروتين المرتبط بالـDNA (DNA-associating protein)”Dsup” والذي يحميها من أخطار أشعة X، وقد تَمكّن الباحثون من نقل هذه المرونة للخلايا البشرية ولُوحِظ أنّ الخلايا البشرية “المُخَضّبة – بالتارديغرادا” كبحت الأضرار المستحدثة من أشعة X بنسبة 40% مما يُمكّن هذه النتائج لأن تكون مفيدة للخاضعين إلى العلاج الإشعاعي. ويعتبر جينوم دببة الماء كنزًا جينيًا حقيقيًّا، ولا نزال على عتبة طريق استكشافه.