اختلال الآنية 2
2 اختلال الآنية
حالة كالخيال (هل يمكن علاجها؟)
تحدثنا في المقال السابق عن اختلال الآنية، وهو أن يشعر المرء بأنه خارج جسده، وبأعراض أخرى غريبة (راجع مقالنا الأول).
ونتابع معكم اليوم بمعلومات هامة عن متى يجب زيارة الطبيب؟ وما العوامل المؤهبة لذلك، وهل يمكن علاج هذه الحالة؟ تابعوا معنا، بسم الله:
متى يجب زيارة الطبيب؟
تعدُّ مشاعر “اختلال الآنية” العابرة (تبدد الشخصية والغربة عن الواقع) أمرًا شائعًا وليس بالضرورة مدعاةً للقلق، ولكن المشاعر المستمرة أو الشديدة من الانفصال عن الواقع أو تشوُّهه يمكن أن تكون علامةً على هذا الاضطراب أو علامةً على مرض جسدي آخر أو اضطراب في الصحة العقلية. يجب عليك مراجعة الطبيب عندما تلاحظ أن المشاعر:
– تؤذيك أو تزعجك عاطفيًا.
– تستمر في التكرار أو لا تتلاشى.
– تتداخل مع العمل أو العلاقات أو الأنشطة اليومية.
ما هو سبب هذا الاضطراب؟ وما هي عوامل الخطورة؟
السبب الدقيق للاضطراب غير مفهوم جيدًا، قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، ربما تقوم بعض العوامل الوراثية والبيئية بدورٍ في هذا. كما أن حالات التوتر والخوف الشديدة قد تحفِّز حدوث هذه النوبات أيضا.
عوامل الخطورة المؤهبة:
– سمات شخصيّة محددة تجعلك ترغب في تجنُّب أو إنكار المواقف الصعبة أو تجعل التكيف معها أمرًا صعبا.
– الصدمة الشديدة خلال مرحلة الطفولة أو البلوغ مثل شهود حادث صادم أو اعتداء، أو التعرض له.
– الاكتئاب أو القلق (خصوصًا الاكتئاب الشديد أو المستمر، أو القلق مع نوبات هلع)
– استخدام المخدِّرات الترفيهية (كالمهلوسات، أو المحفزات أو المثبطات) التي يمكن أن تسبب نوبات من تبدُّد الشخصية أو الواقع.
كيف نشخِّص المرض؟
قد يحدِّد الطبيب التشخيص أو يستبعده اعتمادًا على:
– الاختبار الجسدي: في بعض الحالات، قد تكون الأعراض مرتبطةً بمشكلة صحيّة جسديّة كامنة.
– فحوصات مخبرية: قد تساعد بعض الفحوصات المخبرية في تحديد ما إذا كانت الأعراض مرتبطة بمشاكل طبية أو أدوية أو كحول ومخدرات أو غيرها.
– التقييم النفسي: يسألك أخصائي الصحة النفسية عن الأعراض وعن أفكارك ومشاعرك وأنماط سلوكك التي يمكن أن تساعد في تحديد الاضطراب أو تحديد أمراض أخرى.
– قد يستخدم الطبيب النفسي معايير “اختلال الآنية” المُدرَجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي DSM 5.
كيف نعالج المرض؟
العلاج في المقام الأول هو علاج نفسي. في بعض الأحيان يمكن إضافة الأدوية إلى خطة العلاج الخاصة بك.
العلاج النفسي: يطلق عليه العلاج بالكلام أو العلاج الإرشادي وهو العلاج الرئيسي، الهدف منه السيطرة على الأعراض بحيث تختفي أو تقلّ. أنماط أخرى شبيهة من العلاج تدعى العلاج المعرفي السلوكي، أو العلاج النفسي الديناميكي.
يمكن للعلاج النفسي أن يساعد في:
– فهم سبب حدوث الاضطراب.
– تعلُّم الأساليب التي تصرف الانتباه عن الأعراض وتجعلك تشعر بمزيد من الارتباط بالعالم والمشاعر.
– تعلُّم أساليب التأقلم للتعامل مع المواقف العصيبة وأوقات التوتر الشديد.
– معالجة العواطف المتعلقة بالصدمة الماضية التي مررت بها.
– التعامل مع حالات الصحة العقلية الأخرى مثل القلق والاكتئاب.
الأدوية: لا توجد أدوية معتمدة خصيصًا لمعالجة “اختلال الآنية” ومع ذلك يمكن استخدام الأدوية لعلاج أعراض محددة أو لعلاج الاكتئاب والقلق التي ترتبط في كثير من الأحيان مع المرض.
هل يمكن الشفاء من المرض؟
الشفاء التام ممكن عند كثير من المرضى.
غالبًا ما تختفي الأعراض المرتبطة بالمرض من تلقاء نفسها أو بعد العلاج الذي يساعد الشخص على التعامل مع العوامل المسببة (كالتوتر أو الصدمة) للمرض. ولكن دون علاج يمكن أن تحدث مضاعفات أخرى للمرض.
هل يمكن منع حدوث المرض؟
قد لا يمكن الوقاية من المرض إلا أنه قد يكون من المفيد بدء العلاج لدى الأشخاص فور ظهور الأعراض، علاوة على ذلك قد يساعد التدخل السريع في أعقاب حدوث صدمة معينة في تقليل الإصابة باضطرابات الانفصال. (٢)
في الختام نتمنى لكم دوام الصحة والسلامة!
المصدر :
https://www.webmd.com/mental-health/depersonalization-disorder-mental-health