كل ما تريد معرفته عن الحجامة Cupping
1- مقدمة
أكثر الناس للأسف عندما يتم ذكر الحجامة أمامهم لا يتخيلون إلا مشرط يجرح الجسم أو الرأس – ولذلك كان من السهل على الصفحات العربية العلمية التي تروج للإلحاد والطعن في الإسلام أن تتلاعب بقرائها يمينا ويسارا تحت ستار العلم لتنفي أو تثبت ما تريد في موضوع الحجامة بما يصب في النهاية لتشكيك الناس في الإسلام وأحاديث النبي الصحيحة في التداوي وتحويل أذهانهم بعيدا عن مفهوم الحجامة الحقيقي الذي سنشرحه بعد لحظات
وكانت من أواخر محاولاتهم بعد أن بدأ الناس يتناقلون فوائد الحجامة وصورها وفيديوهاتها وفيديوهات المشاهير (رياضيين أو فنانين) عالميين وعلى أجسادهم آثارها (الدوائر الوردية المعروفة) : فقد زعموا أن كل اولئك المشاهير لا يقومون بالحجامة الرطبة (أي التي يخرج فيها الدم) وإنما الجافة !! وسبحان الله العظيم !! أصلا الحجامة الرطبة (التي يخرج فيها الدم) أفضل من الجافة !! ولكنهم ما قالوا ذلك إلا ليخالفوا كعادتهم أي شيء له صلة من قريب او بعيد بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أو الإسلام !! وهنا نتركهم مع هذا الفيديو من جريدة وموقع الإندبندنت البريطانية الشهيرة وفيها فيديوهات تظهر بوضوح الحجامة الرطبة (وهي تترك نفس أثر الحجامة الجافة) : هنا
بل ولتعرفوا فارق السماء والأرض بين الصفحات العربية العلمية المروجة للإلحاد : وبين الصفحات العلمية الأجنبية (المحترمة) – فشاهدوا هذا الفيديو التالي لصفحة علمية (وهي صفحة تيك إنسايدر Tech insider) حيث لم يمنعها ما يقال عن الحجامة من إمكانية وقوع أعراض جانبية سيئة (وذلك وارد بالفعل إذا كان الشخص لديه ما يمنع الحجامة أو حساسية ونحوه) : إلا أنها في النهاية ذكرت ما انتشر عن فوائدها على لسان فاعليها ومؤيديها : وقالت في النهاية أن الأبحاث العلمية هي التي ستؤكد أو تنفي (وهذا هو القول العلمي الصحيح المحترم الذي نتمناه) – رابط الفيديو من صفحتهم : هنا
العجيب هنا أن الحجامة Cupping هي أبرز علاج في منظومة الطب التقليدي أو الشعبي Traditional Medicine (أو التكميلي أو البديل Complementary Medicine) والذي أعلنت منظمة الصحة العالمية نفسها (الهاو WHO) الاعتراف به والسعي إلى دمجه وتقنينه ضمن الطب العلاجي الحديث – وذكرت ذلك في استراتيجيتين أصدرت إحداهما لعامي 2002/ 2005م وأصدرت الاستراتيجية الأخرى لعامي 2014/ 2023م !! وقد أفسحنا لهما مجالا في منشور كامل على الرابط التالي للتعريف بهما وعرض أهم ما ورد فيهما من اعتراف منظمة الصحة العالمية بظلم الإعلام وتشويهه للطب التقليدي أو الشعبي : هنا
ولذلك فلا تعلم هذه الصفحات العربية العلمية المروجة للإلحاد والطعن في كل ما له صلة بالإسلام (كالخجامة) : أن هناك كليات ومراكز تعليمية كاملة في الخارج وفي أمريكا بالذات مخصصة منذ سنوات للطب التقليدي أو الشعبي (وخاصة الصيني القديم وعلى رأسها الحجامة) – وانظروا فرحة أحد هذه الكليات الأمريكية وهي كلية المحيط الهاديء للطب الشرقي بنيويورك Pacific College of Oriental Medicine بأخبار وصور وفيديوهات ظهور أشهر اللاعبين الأمريكيين بعلامات الحجامة في أولمبياد ريودي جانيرو – هذا رابط الكلية على الفيسبوك : هنا
ولمن لا يعرف سر الجنون الذي أصاب الصفحات العربية العلمية المروجة للإلحاد تحت اسم الباحثون وأنهم يصدقون العلم :
فلقد بدأ الأمر كله عندما اشتعلت أولمبياد ريودي جانيرو الحالية (أغسطس 2016م) بظهور الكثير من اللاعبين الرياضيين وخاصة من الفرق الأمريكية المختلفة كالسباحة والجمباز بعلامات الحجامة على أجسامهم بعير خجل ولا استحياء (فقط الملاحدة يحصرون الخجل والاستحياء في المسلمين إذا فعلوها) !! وبذلك طارت أخبارهم العالم مع هذا الموسم الرياضي الضخم ليتساءل ملايين الناس عن سر تلك الدوائر الوردية على أجسامهم رجالا ونساء ؟؟ وكان من أبرز التصريحات التي عرفت الناس على فوائد الحجامة هي تصريحات لاعب الجمباز الأمريكي ألكس نادور Alex Naddour حيث اعترف بكل وضوح لا لبس فيه أنها تخفف الألم عن جسده الذيي يرهقه اللعب المكثف في أيام البطولة والتدريب (ونفس الشيء مع لاعب السباحة الأمريكي العالمي مايكل فيليبس Michael Phelps) – حيث جمعنا كل ما قيل على لسانهم وفي الأخبار العالمية عنهم مع 4 أمثلة لأبحاث علمية موثقة عن فوائد الحجامة المختلفة ونشرناها في هذا المنشور السابق رقم 2574 : هنا
فما كان من الصفحات العربية العلمية التي تروج للإلحاد إلا أن تستميت في الطعن في الحجامة وفي هذا الفعل (والذي يعيد إلى أذهان متابعيها وصية النبي بالحجامة في أحاديث صحيحة كثيرة والذي طالما وصفوه بالتخلف والرجعية !!) – فذهبت إحدى الصفحات تصف الأمر أنه مجرد (وهم) !! وذهب الآخرون في عزف سيمفوني رائع يفضحهم جميعا ويفضح مصدر اوامرهم الواحدة إلى وصف الحجامة بأنها (علم زائف) Pseudo-science بل ووصف الأولمبياد كلها بأولمبياد العلم الزائف !!
ولكن لم يدم الأمر طويلا !! حيث ما لبث متابعوهم إلا أن لاحظوا مدى (اللاعلمية) التي تتحدث بها هذه الصفحات !! إذ : هل من المعقول أن دولة كبرى مثل أمريكا تعتبر القمة في التقدم العلمي والطبي اليوم : ثم تسمح لفرقها الرسمية الرياضية بهذا الظهور على شاشات العالم بـ (العلم الزائف) ؟!! في أي منطق هذا وأي عقل ؟!!
هل يمكن أن يكون مايكل فيليبس Michael Phelps واقع في خرافات العلم الزائف وهو أشهر سباح عالمي والذي إذا تم جمع ميدالياته الذهبية في السباحة وحده لزادت عن ميداليات 189 دولة في السباحة : ولا يتخطاه إلا 39 دولة فقط كما في الرابط التالي : هنا
هذا فعلا غريب .. جدا غريب !!
ولاحظوا أن كل تلك الانتفاضة الإلحادية الشرسة على الصفحات العربية العلمية كانت في وجه فرق رياضية (يعني هم أكثر الناس اهتماما بعدم خداع أنفسهم لأن الرياضة اليوم تخضع لمحددات علمية ودكاترة عالميين مختصين للفوز بالميداليات) !! فإذا كان ذلك في وجه فرق رياضية : فماذا كانوا فعلوا في الناس إذن إذا كانوا ذكروا عشرات المشاهير العالميين من رياضيين في الملاكمة وغيره أو حتى فنانين ومغنيين وممثلين رجالاً ونساء (مثل ليدي غاغا – غوينيث بالترو – كيلي أوزبورن – نيكول ريتشي – لينا دينهام – جوني بيرمان – جينيفر أنيستون – فيكتوريا بيكهام – جاستون بيبر) ؟!!
ودعونا لا نطيل عليكم بعد هذه المقدمة : لندخل في صلب الموضوع ….
2- ما هو الدم Blood ؟؟
الدم بكل اختصار وتبسيط هو شبكة المواصلات الحيوية التي تحمل الأوامر والرسائل (الهرمونات) والغذاء والأكسوجين للطاقة في الجسم – ولذلك فإن الدم المثالي هو الذي يحتوي على خلايا دم جديدة نشيطة خفيفة غير مثقلة بالهرم وطول العمر أو غير مثقلة بالأمراض وإفرازات الأمراض المختلفة التي عندما تتكاثر في الدم فإنها تفقده الكثير من قدرته الحيوية على حمل الغذاء اللازم والأكسوجين أو الطاقة لكل عضو من أعضاء الجسم
ولذلك عندما قمنا بتشبيه الدم بشبكة المواصلات فهذا لم يكن اعتباطا – بل لتقريب الفكرة بالفعل لديكم – ولكم أن تتخيلوا مشاكل شبكة المواصلات إذا ازدحمت مثلا ؟؟ أو إذا زادت القمامة في الطرق الخاصة بها ؟؟ زادت الحفر أو الشقوق أو الهبوط أو المطبات ؟؟ زاد الزحام بصورة كبيرة تعيق المهمات التي من المفترض القيام بها في وقتها الصحيح أو المناسب ؟؟
فكل هذه الأشياء يوجد مقابل لها في الدم تماماً بتمام – لذلك فمجرد تجديد الدم (وذلك بالتخلص من بعض الدم) فهو يفيد في توليد خلايا دم جديدة لتحل محل القديمة والتي هرمت – كما أنه يساعد في التخلص من بعض بقايا معارك المناعة مع الأمراض وكذلك التخلص من الأخلاط الضارة التي قد تكون في الدم – وخاصة إذا كان فقدان الدم له علاقة بمنطقة عضو معين من الجسم مريض مثلا – ولهذا كله : فربما سمع أحدكم من قبل أن (التبرع بالدم) اليوم : مفيد من هذه الناحية – وهذا كلام صحيح
وفي المقابل :
ربما سمعتم أيضا عن انتقال بعض الأمراض عن طريق الدم (مثل الإيدز مثلا) – وذلك لأن الدم يحمل الكثير من حالة الجسم الداخلية ومناعته وصحة أو مرض أعضائه ونسب معروفة من العناصر والأملاح التي يعد الخلل فيها علامة على المرض (ومن هنا تعرفون لماذا يطلب أكثر الأطباء تحاليل الدم)
3- ما هي طرق التعامل من الدم الفاسد أو الأخلاط الضارة قديما ؟؟
لقد ثبت في آثار العديد من الحضارات القديمة أنها مارست طرق علاج متعددة للتعامل مع الدم الفاسد أو الأخلاط الضارة (أو حتى مجرد التخلص من بعض كميات الدم للوقاية) – مثل :
-الفصد Bloodletting : وهو شق أحد عروق الجسم لإخراج الدم عن طريق احداث جرح في وريد رئيسي من الجسم – وهذه الطريقة ليس لها فوائد أخرى غير إخراج الدم فقط (أي قليلا ما يتم توجيهها لمكان معين أو محدد من الجسم)
-الحجامة Cupping : وهي التعامل مع الدم في الجسم إما عن طريق مصه Sucking إلى أعلى طبقات الجلد من الأعضاء الداخلية لتنشيط الدورة الدموية والتخفيف عن الأعضاء الداخلية وإعادة الحيوية لمنطقة الظهر خصوصا (لأنه أكثر منطقة يتباطأ فيها الدم في دورته)
4- ما هي الحجامة Cupping وأنواعها ؟
الحجامة في اللغة من الحجم (أي المص) وفيها معنى التحكم عكس الحرية والتقدم (ولذلك نقول : أحجم فلان عن المعركة مثلا) – ولذلك يقال لمن يقوم بالحجامة : الحجام .. ويقال له أيضا : المصاص – وذلك لأنه يمص الدم من المحجم – فالمحجم هو آلة مص الدم نفسها سواء كأس معدني أو زجاجي أو قرن حيوان أو فرع الشجر (مثل شجر البامبو) – ويقال كذلك محجم على مشرط الحجام
والآن .. ما هي أنواع الحجامة ؟؟
-الحجامة الجافة Dry Cupping : وهي الطريقة التقليدية التي يتم فيها مص الدم إلى أماكن معينة من إلى ما تحت جلد الجسم (وسميت بالجافة لأنها لا يخرج فيها دم من الجسم) – وتعتمد أدواتها على أي شيء شبه مغلق يوضع على الجلد ثم بتفريغ الهواء منه تبدأ عملية شفط الجلد بداخله بقوة مما يسحب معه الدم من باطن الجسم أو العضو إلى ظهر الجسم أو ما تحت الجلد – ثم يترك على هذه الحالة مدة من 5 دقائق إلى 10 دقائق (ولذلك تبقى آثار الحجامة على ظاهر الجسم ولكنها تزول بعد فترة) ويمكن تكرار العملية في نفس المكان أو أماكن أخرى حسب الألم أو الحاجة – وهذا الانتقال للدم من الباطن إلى الظاهر أو من منطقة عضو إلى أخرى : له فوائد كبيرة على الأعضاء الداخلية والعضلات والأوتار وشبكتها الدموية التي تغذيها فتنشط
-الحجامة الرطبة Wet Cupping : وهي نفس الطريقة السابقة مع اختلاف أنه بعد سحب الجلد إلى الأعلى والدم تحته بالطبع : فيتم إزالة أداة المص (الكأس مثلا) ثم عمل تجريح خفيف جدا لطبقة الجلد عن طريق شرطها شرطات سطحية خفيفة جداً وصغيرة موازية لطول الجسم وليست بالعرض – أو وخزها وخزات بإبرة – ثم يتم وضع أداة المص أو الحجامة من جديد وتفريغ الهواء منها ببطء حتى يخرج الدم (ويفضل عدم عمل ذلك بسرعة حتى لا يسبب بعض الألم وإنما بالتدريج) – وهنا تعتمد خبرة الحجام على لون وقوام الدم الخارج في الحجامة (قد يكون داكن وقد يكون سميكا أشبه بالمتخثر وهكذا) – وعليه يقوم الحجام بتكرار الحجامة إلى أن يبدأ الدم الطبيعي في الظهور بلونه وقوامه المعروف – وساعتها يتوقف الحجام (ويمكنه التوقف قبل ذلك بالطبع إذا شعر أن هناك أي خطر على الشخص – ولذلك سميت هذه الطريقة بالحجامة الرطبة لخروج الدم فيها – وبالطبع كل ادوات الحجامة تكون معقمة في العصر الحديث ولا يتم استخدامها مرة أخرى مع شخص آخر – وكذلك المكان نظيف والمعالج معقم ويرتدي القفازات مع كل حالة – جدير بالذكر أن الحجامة الرطبة هي انفع وأجدى من الحجامة الجافة في الكثير من الأمور – لدرجة أنه يُنصح بعملها لغير المرضى كوقاية ولو مرة واحدة في العام (وبالفعل كل مَن جربها يشعر بفارق كبير في تجديد النشاط وكأن حملا قد انزاح من على ظهره)
-حجامة العلق أو دودة العلق Blood sucking leech : وتعتمد في فكرتها على نفس فكرة الحجامة الرطبة (أي مص الدم وسحبه) ولكن بدلا من استخدام كاسات أو قرون أو فروع شجر وتفريغها من الهواء أو بإشعال النار : فإنها تعتمد على وضع دود العلق على أماكن الحجامة لتمتص الدم منها بشراهة بسبب تجويعها قبلها بيومين مثلا – وهي طريقة قديمة ومعروفة ولا زالت إلى الآن في مناطق بسيطة من العالم
-الحجامة المنزلقة (أو المساجية نسبة إلى المساج massage) : وهي مثل الحجامة الجافة (بدون إخراج دم) ولكن يتم فيها دهن حواف أداة الحجامة بالزيت لكي يسهل انزلاقها على الجسم أو الجلد في الأماكن المعينة التي يقررها المعالج (مثل اماكن خطوط العضلات مثلا أو الأعصاب الهامة) – ولذلك لا يتم تفريغ الهواء إلى آخره وإنما يترك قليلا حتى يتمكن المعالج من أداء هذا المساج الأقرب إلى التدليك مع مص الجلد – وهو يساعد كثيرا في تنشيط الدم وتنشيط العصلات والأعصاب في تلك الأماكن التي يتنقل بينها المعالج بيديه الممسكة باداة الحجامة
وبالطبع بدأت تظهر طرق خليطة للحجامة مثل استخدامها مع الكهرباء – ومع المغناطيسية – ومع الإبر الصينية أو فوق نقاطها – ومع بعض الأعشاب المفيدة – وكذلك الحجامة بالحركات الدائرية – وغير ذلك من تطوير وتنوع الأساليب حسب الحاجة
5- ما هو تاريخ الحجامة وكيف كانت أدواتها في الماضي ؟؟
كما ذكرنا منذ قليل : فإن الحجامة كانت معروفة في مختلف الأمم والحضارات القديمة – ولا يعرف أحد كيف ظهرت أول مرة تحديدا ولا أين – ولكن يرجح أنها جاءت عن طريق اكتشاف فائدة التخلص من الدم عند فض الدمامل والتقرحات الجلدية ثم توسعت وتخصصت بعد ذلك
-عند الصينيين سنة قبل الميلاد :
تم اكتشاف كتاب طبي من الحرير عام 1973م في مقبرة الأسرة الملكية (هان) ورد فيه أن الحجامة كانت توصف لمرض الدرن الرئوي – وكذلك جاء ذكر الحجامة في كتاب قديم وهو (الإمبراطور الأصفر للأمراض الداخلية وعمره) وفيه تفاصيل فض الدمامل والتقرحات الجلدية – وكانوا يسمون طريقة مص الدم والحجامة ساعتها بـ (طريقة القرن) وذلك لأنهم كانوا يستخدمون قرون الحيوانات من خلال ثقبها وتفريغ الهواء منها بالمص لإخراج الدم – ويعتبر أول مَن وضع أصول للحجامة بشكلها المعروف هو الطبيب الصيني (رو هو فانج) وذلك في كتابه (أنواع الكاسات العلاجية) – ثم أضيف إلى الكتاب تفاصيل أخرى عن الأماكن ومواضع الحجامة على الجسم حسب الألم بواسطة الطبيب (زهاو سيمن) من عهد أسرة (كوينج الحاكم) وهو أول من استخدم (كاسات النار الزجاجية)
-عند الفراعنة سنة قبل الميلاد :
حيث ظهرت الحجامة في رسومات مقبرة (توت عنخ آمون) الشهيرة – وكذلك بعض النقوش في معبد (كوم أمبو) – وتم العثور في سراديب الفراعنة على كؤوس معدنية وأخرى مصنوعة من أشجار البامبو (وهي ادوات مص الدم في الحجامة قديما) إضافة إلى قرون الحيوانات التي حفر في الطرف المدبب منها ثقب لمص الدم من خلاله بوساطة الفم – كما عثر في آثار الفراعنة كذلك على الكؤوس الزجاجية التي كان يفرغ الهواء منها بحرق قطعة من القطن بداخلها (بدلا من المص بالفم) وكذلك وصفوا استخدام دودة العلق في العلاج – ويعتقد أن الحجامة انتقلت من الفراعنة إلى (المنونين) سكان جزيرة كريت – وكذلك إلى (السومريين) الذين أجروها وفق طقوس خاصة في حماماتهم ومعابدهم
-عند الهنود قبل الميلاد :
حيث جاء ذكرها وطرقها المختلفة في كتاب (الأيوربدا) ,الذي كتب باللغة السنسيكريتية القديمة – ويعد هذا المرجع من أقدم الكتب في تاريخ الطب الهندي – ويعد الطبيب (ساشرتا) أحد أكبر علماء الهند (100 سنة قبل الميلاد) من أشهر من عملوا بالحجامة في العلاج
-وهكذا نرى أن مختلف الامم في الماضي استخدموا الحجامة وعرفوها – ومنهم الإغريق أنفسهم وإن كان برع أبوقراط في الفصد أكثر من الحجامة) – ولكن الشاهد أنها موروث إنساني حضاري قديم وله مكانته – وهكذا انتقل أيضا إلى العرب قبل الإسلام – وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم عليه وأوصى به كما جاء في الأحاديث الصحيحة مثل قوله :
” خير ما تداويتم به الحجامة والفصد ”
وقوله كذلك :
” إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم أو الكوية بنار، وما أحب أن أكتوي ”
وقوله أيضا :
” الشفاء في ثلاث : شربة عسل وشرطة محجم (أي مشرط)، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي ”
وقد أمرنا بالإفطار من الصوم إذا احتجمنا لأنه فيه فقدان للدم في وقتها مما يضعف الصائم
ولكن … ما هي أشهر ادوات الحجامة حتى نكون قد انتهينا من هذه الجولة البسيطة السريعة ؟؟
-الكاسات – سواء المعدنية أو الزجاجية (ومنها جاءت التسمية Cupping ولكنها اعم في المعنى كما سنرى الآن) – وكان يتم شفط الجلد وبالتالي الدم داخلها عن طريق إما فتحات للمص أو التسخين باللهب – وحديثا اليوم هناك كاسات زجاجية أو بلاستيكية مجهزة مباشرة بخراطيم سحب هواء (يتم بيعها من مواقع البيع الشهيرة مثل الأمازون)
-قرون الحيوانات – ويمكن البحث في جوجل عن صور لها بكل سهولة لأنها لا زالت محفوظة بل ويستخدمها بعض البسطاء إلى الآن – حيث يتم عمل ثقب طويل يمر بالقرون وينتهي في الطرف المدبب للشفط من خلاله للدم
-بعض فروع الأشجار مثل البامبو – ويتم فيه نفس الثقب للشف
[su_youtube url=”https://www.youtube.com/watch?v=6nML5srD6eM&feature=youtu.be”]