الغجر ، والاضطهاد الغربي
الغجر، الشعب المضطهد غربياً في القرن الواحد و العشرين .
حقوق الإنسان، الديمقراطية، المساواة عبارات اعتدنا سماعها من الدول الاوروبية و الغربية بشكل عام، ولكن اليس الاولى ان يعطوا لشعوب تعيش بينهم، وتتكلم لغتهم ويتكاثرون على ارضهم حقوق “الحيوانات الاليفة” التي تعيش في تلك البلاد ؟
من هم الغجر؟
يُعتقد ان اصلهم من شعوب الهند و ايران و مناطق وسط و جنوب آسيا، هاجروا من اراضيهم حوالي القرن الرابع عشر ميلادي الى اوروبا، بداية بالمجر وصربيا ودول البلقان، من ثم انتشروا في جميع انحاء اوروبا والولايات المتحدة والمكسيك، تعداد الغجر الكلّي يصل الى 12 مليون نسمة تقريباً .
لغة الغجر متفرّقة وتتأثر باماكن اقامتهم، وهم في الغالب يتكلمون لغة البلد المقيمين فيه، والمنشورات الغجرية المكتوبة جديدة، فقد ظهرت لأول مرة ايام الاتحاد السوفييتي .
الاضطهاد والاستعباد على مر الزمان:
حيث ان الاتحاد السوفييتي كان يصنّفهم على اساس “مرتبة متدنية في الترتيب العرقي” على حسب قوانين “داروين و البقاء للاصلح” فتم وضعهم في زرائب ذات سياج كما توضع البهائم، وتم ترحيلهم الى عدة مخيّمات كي تتم تصفيتهم وقتلهم و تعذيبهم، و لكن الامر لم يتوقف فقط عند الاتحاد السوفييتي .
الآن و في القرن الواحد و العشرين يعيشون في خيم وفي بيوت حجرية او صفيح على اطراف المدن، بدون ماء و مرحاض، و الاغلبية الساحقة منهم بدون ادنى ورقة حكومية واحدة، لا شهادات ميلاد ولا جواز سفر، فهم اصلاً غير موجودين بنظر الحكومة، ولا يحصلون ايضاً على المساعدات من برامج الرعاية الإجتماعية، و علت بعض التصريحات من الوزراء في اوروبا الشرقية، بأن الغجرات عبارة عن حيوانات و يجب ايجاد حل لهم .
اطفالهم دون تعليم، والآباء تراهم يبحثون عن طعامهم بين القمامة، وفي احسن الاحوال يعملون كخدم او في الزراعة او في بيع بعض الاعمال اليدوية وتجارة بعض الحيوانات .
حسناً، وماذا عن اوروبا الغربية؟
هم غير مرحّب بهم، تصريحات اغلب الوزراء في اوروبا، و اكملوا انه يجب ترحيلهم على بلدانهم الاصليّة .
و الى حين ترحيلهم بالقوّة الى اوروبا الشرقيّة، تراهم يفترشون الطرقات للمنامة .
و ماذا عن الغجر المستقرّين اساساً في اوروبا الغربيّة؟
نختصره بهذا القول لـ استاذ العلوم السياسية ماركوس ايند في برلين إن الغجر كثيرًا ما يتعرضون للشتائم والاهانات والاعتداء، وليست لديهم فرص متساوية في سوق العمل. أضاف ايند: “التمييز ضد الغجر ممارسة يومية في المانيا”.
فقد تعرض الغجر في المانيا لاقتحام بيوتهم وتهديد اطفالهم واهانة نسائهم وشتم رجالهم. وهناك دول اوروبية غنية أخرى تضمر عداءً اشد للغجر. ففي ايطاليا، تحاول الحكومة إعادة إسكان الغجر في مخيمات منفصلة، بيوتها من الحاويات، مثل مخيم سالوني على اطراف الطريق الدائري الذي يلتف حول العاصمة روما.
فهم بكل بساطة يهمّشوهم ويعتدون عليهم باقذر التصرّفات العنصرية، من ثم يتهمونهم بانهم غير متعلّمين ومحتالين ونصّابين وغير قابلين للإندماج!
سبب الاضطهاد:
هنا الكارثة الكبرى، فهل لك ان تتخيل ان سبب الاضطهاد هو خرافة نُسبت الى جد الغجر على حد قول بعض المؤرخين؟
هذا الجد يسمّى ( كين ) وقد قتل شقيقه وعوقب من الله بأن جعله هائما في الأرض هو وذريته من بعده،فيجب ان يبقوا هكذا فلا اعتراض على عقوبة الله لهم. وهناك رواية أخرى تقول إن سبب الشتات في الأرض والتنقل هو أن الجد الغجري قد أسرف في الخمر وثمل ولم يستطع الدفاع عن المسيح، ورواية أخرى تقول إن الجد الغجري قد صنع المسمار في الصليب الذي أراد أعداء المسيح صلبه عليه.
اذاً كل الخرافات تتعلق بان جد الغجر لم يحبّه المسيح او اله النصارى، مع ان اغلبهم يدينون بالنصرانية، فعاقبتهم ان يعاملوا ادنى من “الحيوانات الاليفة” و نحن في القرن الواحد والعشرين من الدول الداعية للحضارة والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان .
المراجع:
https://elaph.com/Web/news/2014/1/865809.html
https://www.theguardian.com/books/2013/aug/16/no-place-call-home-travellers
https://www.errc.org/article/being-a-gypsy-the-worst-social-stigma-in-romania/1385