(Intelligent organizations (IO المنظمات الذكية
ينبغي على المنظمات أن تكون قادرة على تطوير نفسها باستمرار وقادرة أيضاً على إحداث التغير الدائم مع الحفاظ على غاياتها واتجاهاتها، حيث وُصفت المنظمات التي تسعى إلى عملية التجديد والتكيف مع التغيرات البيئية بأوصاف عبّرت عن هذه الحالة من التجديد والتكيف والسعي للبقاء، كان آخرها: (المنظمة الذكية).
يدل هذا المصطلح على المنظمة التي تتخذ القرارات الاستراتيجية التي تنتج أفضل الفرص لخلق القيمة وبشكل جيد، ويكون النشاط التنفيذي الفعال لهذه القرارات هو: التصرف بذكاء؛ لتبقى عالية الأداء وقادرة على النمو والاستمرار في النجاح والهيمنة على السوق.
لقد قامت شركة (Skandia) بالتعبير عن المنظمة الذكية بصيغة معادلة، إذ اعتبرت أن المنظمة الذكية عبارة عن:
رأس المال الفكري + تكنولوجيا المعلومات + القيم
إذ تهتم المنظمات الذكية بشكل خاص في استثمار العقول الموجودة لديها، وتكنولوجيا المعلومات المتوافرة لها، من خلال نظام قيم يعتمد على الشفافية والإفصاح عن المعلومات وينبذ الهياكل التنظيمية الهرمية والمراكز الوظيفية كمبادئ أساسية له؛ وبذلك فإن كل ما يوجد في المنظمات الذكية هو تحديد مسؤوليات ومهمات وتنوع خبرات وتعدد مهارات الشخص الواحد.
بشكل أساسي تم تحديد ثلاثة مبادئ رئيسة للمنظمة الذكية، وهي:
1- تحقيق الغرض: تقوم المنظمة بالمواءمة بين الأهداف المختلفة وتحديد أيها أكثر قيمة، ومن ثم محاولة تغطيتها وإنجازها المهام التي يمكن للمنظمة من خلالها تحقيق غرضها.
2- فهم البيئة: تعمل المنظمة على تشخيص وتحليل البيئة التي تعد من المكونات الرئيسة والمهمة للإدارة الاستراتيجية، وكلما زاد الإلمام بحسن تحليل البيئة ومعرفة مؤثراتها.. أدى ذلك إلى الاستجابة لتحقيق أهداف المنظمة بفاعلية.
3- تعبئة الموارد: تهدف المنظمة إلى تخصيص وتوظيف وتقييم الموارد المختلفة في المنظمة.
قام فريق البحث في IBM (institute for business value) بدراسة عميقة، وحدد من خلال تقرير تنفيذي السمات الفاعلة كخصائص رئيسة للمنظمات الذكية وهي:
– المنظمة الذكية تجمع وتستخدم المعلومات المنظمة وغير المنظمة عن كل حالة ضمن البيئة التي تعيش فيها.
– تقوم المنظمة الذكية بربط الوظائف الداخلية والخارجية وعلى جميع المستويات -وكذلك على الصعيد الجغرافي- بطريقة تؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة من الأعمال.
– تستخدم المنظمة الذكية المعلومات الدقيقة فقط؛ لدعم قرارتها في الوقت المناسب، وتستخدم الإجراءات الأقرب إلى نقطة التأثير والنتيجة.
– تواجه المنظمة الذكية تحديات الوضع الراهن، فتحتفظ لنفسها بالحق في الحصول على أكثر من محاولة في خلق الفرص الجديدة.
– تمكن المنظمة الذكية صورة واضحة عن بصيرة ورؤية وذاكرة المنظمة للعاملين، وكذلك تمكينهم من الوصول إلى المعلومات فضلاً عن السلطة في اتخاذ القرار.
– تتوقع المنظمة الذكية وتستعد للمستقبل، وبدلاً من أن تكون لديها مجرد ردة فعل أو تصحيح الإجراءات فهي ترسم وتقيّم البدائل.
أخيراً: نشير إلى أن تطوير المنظمات الذكية يستلزم بالدرجة الأساس: توافر العقول المتميزة بذكائها، وقدرتها على استثمار بقية الموارد وتسخيرها لصالح توسيع مساحة التميز ضمن المنظمة؛ لأن تلك العقول لها قابلية التكيف مع الظروف المتغيرة، كما أن الأهمية الكبيرة لهذا النوع من المنظمات جاء نتيجة لسد الاحتياجات الأساسية التي تواجه المنظمات، ونظراً للفروق الكبيرة بين المنظمات التي استمرت بالعمل والاجتهاد للبقاء على قيد الحياة وبين المنظمات التي فشلت في عملها.