هل عانيتَ يومًا من ألمٍ في الصدر أو عانى أحد ممن حولك؟ ما الأسباب؟ وما مدى الخطورة؟ وهل له سبب واحد كما تعتقد؟ ومتى يتوجب علينا التدبير الطبي السريع؟؟؟
غالبًا لا يُعدُّ ألم الصدر علامة خطيرة، ولكن هناك بعض الحالات التي تستوجب التدخل والرعاية الصحية، وخاصة تلك المتعلّقة بالقلب ونوباته.
أولًا: أشْيَع أسباب ألم الصدر:
هناك عددة مسببات لألم الصّدر، وكما ذكرنا فمنها طارئ ومنها مطمئن، ولكن اطمئنوا فإنّ أغلبها لا يدلنا على مشاكل قلبية، والأشيع منها:
1- أسباب هضميّة: كالقلس المعدي المريئي؛ بسبب صعود الطعام ومفرزات المعدة من المعدة إلى المري أو ما يعرف بالحرقة، وقد يبدأ عادة بعد تناول الطعام، ونشرنا سلسلة عن ذلك .
2- بعد الإصابة بمنطقة الصدر أو بعد التمارين المجهدة؛ بسبب تعب عضلات التنفس، ويزول عند الراحة.
3- في بعض حالات التوتّر والقلق والاضطرابات النفسية، وقد تترافق مع سرعة ضربات القلب والتعرق والغثيان.
4- في بعض الالتهابات مثل ذات الرئة، ويترافق مع: ارتفاع الحرارة، والسعال، مع قشع وزيادة الألم الصدري عند الشهيق.
5- قد يكون منشأ الألم جلديًا، كـ: الطفح والحساسية، أو حالة تُعرف بالحلأ النطاقي (أو حزام النار؛ راجع منشورنا عنه ).
ثانيًا: متى يعد ألم الصدر حالة طارئة؟؟
إذا ظهرت العلامات التالية فعليك الاتصال بوحدة الإسعاف؛ لأن ألم الصدر في هذه الحالات له دلالة طارئة وتحتاج لتدخل طبّي سريع:
1- إذا كان الألم منتشرًا للذراع أو العنق أو الظهر أو للفك السفلي.
2- إذا كان الألم يوحي بشعور ضيق أو ثقل على صدرك.
3- إذا ترافق هذا الألم مع قصر في النفس والتعرّق والتعب العام.
ثالثًا: متى يجب عليك مراجعة الطبيب أو أي مركزٍ صحّي؟
في بعض الحالات لهذا الألم دلالات مرضيّة، ولكن أقل خطورة ولا تحتاج لتدخل طبي إسعافي كما في النوبة القلبيّة:
1- إذا كان الألم الصدري يظهر ويزول.
2- إذا ظهر الألم فجأة دون أي عوامل واضحة أو أسباب؛ هنا ينصح بمراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود أي خطر.
رابعًا: أشيع الحالات القلبية التي تسبب ألمًا صدريًا تتضمن:
١- التهاب التامور (وهو الغطاء الذي يحيط بالقلب): ويسبب التهابه ألمًا حادًا مفاجئًا طاعنًا، يزداد عند الشهيق العميق وعند الاستلقاء.
٢- الذبحة الصدرية (angina) أو النوبة القلبية (heart attack): ويحصلان بسبب قلة التروية الدموية للعضلة القلبية، ولكن النوبة القلبية حالة تهدد الحياة ويجب تدبيرها بسرعة.
انتبه! وهنا النصيحة:
تزداد احتمالية حصول النوبة القلبية وخطورتها عند التقدم بالعمر، وكذلك عند وجود العوامل التالية:
1- التدخين لما له من تأثيرات ضارّة على القلب والرئتين.
2- السمنة.
3- الضغط الدموي المرتفع، وبعض الأمراض المزمنة كـ: السكّري، وارتفاع الكولّسترول.
٤- في حال وجود نوبات قلبية في العائلة لدى أقارب أعمارهم أصغر من (٦٠) عامًا.
وأخيرًا، لا بدّ أن نذكركم بعدم التواني عن أي حالة يُشكّ فيها بمشكلة قلبية فربما ينقذ ذلك حياة، ودمتم سالمين.