الطاقة الشمسية الأرخص فيما يقرب من [60] بلدًا
رسمياً، هذا العام، أصبحت الطاقة الشمسية أرخص مصدر للطاقة المتجددة في البلدان ذات الدخل المنخفض؛ مما يتيح للشركات والحكومات على حدّ سواء سبباً آخر للتخلي عن الفحم ،والغاز ؛من أجل المصادر المتجددة.
وقد صرحت وكالة بلومبيرغ لتمويل الطاقة المتجددة» : (BNEF) إنّ متوسط سعر الطاقة الشمسية في ما يقرب من [60]دولة انخفض إلى [1.65] مليون دولار أمريكي لكل ميغاواط خلال عام [2016]، أي : أقل بقليل من طاقة الرياح، إذ وصل إلى [1.66 ] مليون دولار أمريكي لكل ميغاواط».
وتعتمد هذه البيانات على متوسط الأسعار في [ 58 ]سوقا من الأسواق المنتجة، بما فيها الصين، والهند، والبرازيل. وذلك يعني : أنَّ الطاقة المتجددة ستكون مجالا خصبا للشركات ؛من خلال الاستثمار في محطات جديدة لتوليد الكهرباء في المستقبل.
قال محلل وكالة (BNEF) زندلير إيثان ( Zindler Ethan ) مخبرا توم راندال (Tom Randall ) في بلومبيرغ :« إنَّ الاستثمار في الطاقة الشمسية بدأ من خمس سنوات من لا شيء ، وارتفع الآن إلى رقم لا بأس به، وكان للصين الجزء الأكبر في هذه القصة ،إذ قامت بتطوير استخدام الطاقة الشمسية بسرعة كبيرة» .
في العام [2015] ، استثمرت الصين وحدها [ 103 ] مليارات دولار أمريكي في مشاريع الطاقة الشمسية. أكثر من : الولايات المتحدة [ 44.1 ]مليار دولار، والمملكة المتحدة [22.2 ] مليار دولار ، واليابان [36.2] مليار دولار مجتمعات معا. كما وهبطت الأسعار في المزادات، حيث قدمت الشركات الخاصة عروضا ضد بعضها البعض للحصول على عقود الكهرباء الكبرى .
وفى يناير[2016] ،سجلت الهند رقما قياسيا جديدا في عقود التزويد للطاقة الشمسية، اذ وصل إلى [64]دولارا لكل ميغاواط/ ساعة (MWH)، وبحلول شهر أغسطس[2016] ، انخفضت تدريجيا إلى [29.10 ] دولارا لكل ميغاواط/ ساعة .
ولمن لا يعرف، [ ميغاواط/ ساعة] و[كيلوواط/ ساعة] فهي وحدات للطاقة، في حين ميغاواط ، و كيلوواط، هي وحدات من القوة، أي : معدل استهلاك الطاقة: فإذا كنت في سيارة، فإن قيمة الطاقة تعادل المسافة المقطوعة، وأن قيمة القوة تكون السرعة المستخدمة في قطع هذه المسافة .
إن سعر[ ميغاواط /ساعة] من الطاقة الشمسية يعادل [30 ] دولارا ،أي : ما يقرب من نصف السعر للفحم ، فلو كنت عاملا في مصلحة الحد من انبعاثات الكربون العالمية، فإن هذا الرقم يبدو وكأنه لا يستحق عناء التفكير..
يقول رئيس( BNEF)، مايكل ليبريتش : « إن مصادر الطاقة المتجددة تدخل بقوة عصر تقويض الوقود الأحفوري .
لقد ازدهرت الطاقة الشمسية لعدة أسباب، فمن ضمنها انخفاض تكاليف المعدات، ونماذج الأعمال الجديدة مثل البطاريات المنزلية تيسلا(Tesla )، والاستثمار المتزايد في هذا المجال، والارتفاع في سياسات استخدام الطاقة النظيفة.
ولكن ، ومن الجدير بالذكر أيضا أن الأسعار ليست ثابتة و تتقلب وتتغير في جميع أنحاء العالم بين حين وآخر ، وأن الطاقة الشمسية ليست الصفقة الأرخص في كل مكان حتى الآن ؛ فإن التكلفة تعتمد على توافر أشعة الشمس، بالإضافة إلى عقود الطاقة المتاحة، وما التسهيلات الحكومية على العروض المقدمة .
ولكنها ما زالت لحظة حاسمة لأسعارالطاقة المتجددة في الدول النامية،إذا أرادت أن تواكب الطاقة المتجددة بعد أن أصبحت الآن تمثل أكبر مصدر للقدرة و الطاقة في العالم.
لقد رأينا بعض المعالم المدهشة خلال هذا العام، والذي يعطي لنا الكثير من التفاؤل للمستقبل: إذ قامت اسكتلندا بتوليد كل الطاقة التي تحتاجها من خلال طاقة الرياح وحدها وتحديدا ليوم الأحد ، في حين أن البرتغال تعمل لمدة أربعة أيام على التوالي اعتمادا على مصادر الطاقة المتجددة .
وفي الختام ، لن يختفي الوقود الأحفوري بين عشية وضحاها، ولكننا نأمل من خلال انخفاض الأسعار و بمساهمة التكنولوجيا المتقدمة ، وبالتزامات الحكومة ، يمكن أن يتغير مشهد الطاقة مستقبلا للأفضل.
المصدر: هنا
رابط المنشور على صفحتنا
.