يُعد الأوكسجين واحداً من أهم العناصر على كوكب الأرض؛ لما له من دور رئيس في عملية الأيض(أو التمثيل الغذائي)، ومن نواتج هذه العمليةِ: الطاقةُ، والتي يحتاجها الكائن للقيام بفعالياته الحياتية. ويشكل الأوكسجين بصورته الجزيئية حوالي (21) بالمئة من مُكونات الغلاف الجويّ لكوكب الأرض، تُعد عمليةُ البناء الضوئيّ(photosynthesis) العمليةَ الرئيسة لإنتاج الأوكسجين في الطبيعة.
في وقتنا الحالي: هل النباتاتُ هي المصدرُ الوحيد للأوكسجين؟
لا، فالنباتاتُ الأرضية كالأعشاب، والسرخسيات، والأزهار، والشُّجَيرات، والأشجار في الغابات، تساهم بحوالي نصف كمية الأوكسجين في الطبيعة (تقل أو تزيد تلك النسبة)، علماً بأن نباتاتِ الغابات المطيرة تساهم تقريباً بثلث أوكسجين الأرض المُنتَج.
أما النصفُ الآخر أو أكثر فتساهم به العوالقُ النباتية(phytoplankton) وخصوصاً القريبة من سطح المياه، حيث أشعةُ الشمس، يعتقد العلماء أن نسبة الأوكسجين الناتج عن طريق هذه الكائنات الصغيرة تتراوح بين(50) و(85) بالمئة، ويتم التوصُّل لتلك النسب عن طريق تحديد كمية الأوكسجين التي ينتجها فردٌ واحدٌ من تلك الكائنات؛ لذلك فالعلماء ليسوا متأكدين من تلك النسب؛ لأن الأمر يصعب حسابه، ولذلك نجد أن تلك الكائناتِ الدقيقةَ تُشكِّل دوراً محورياً في الحياة على الأرض، لكن، ماذا يحدث لو فشلت تلك العوالقُ النباتيةُ في إنتاج الأوكسجين.[1]
أظهرت دراسةٌ من جامعة (ليستر)، أن ارتفاعَ درجة الحرارة في محيطات العالم (6) درجاتٍ مئوية – والذي يعتقد العلماء حدوثَه عام (2100) للميلاد- يستطيع أن يُوقف عمليةَ إنتاج العوالق النباتية للأوكسجين؛ بسبب تعطل عملية التمثيل الضوئي. لكن، تخيّل أن نصف كمية الأوكسجين أو أكثر ربما يفقدها غلافُنا الجويّ، ماذا سيحل بالحياة؟[2]
لكن، هل التمثيلُ الضوئيّ هو العمليةُ الوحيدة لإنتاج الأوكسجين في الطبيعة؟
توجد طرقٌ أخرى بالطبع، لكنها أقلُّ أهميةً لكثيرٍ من الكائنات، لكنّ دراسةً نُشرت في مجلة(Nature) أظهرت عمليةً جديدةً لإنتاج الأوكسجين، إذ إنّ نوعاً من البكتيريا اللاهوائية التي تُدعى (Candidatus Methylomirabilis oxyfera) تعملُ في المحصلةِ النهائيّة على حرقِ الميثان والحصولِ على الطَّاقة والأوكسجين من خلال سلسلةٍ من التفاعلات.[3]
يتبقى الشيء المهمُّ لنا وللكثير من الكائناتِ الحية، وهو التقليلُ من حجمِ التلوث، وزيادةُ المساحات الخضراء. وإلا ستكون نتائجُه وخيمة.
إعداد: مصطفى الراوي
مراجعة: عمار تواتي
تدقيق لُغوي: كامل النبوي