اختلال الآنية
حالة أغرب من الخيال!
أحدهم يراقبني! تبدو يدي مشوَّهة! المحيط من حولي يبدو غريبا! أحسُّ أني في حلم!
هل سبق وأن حدَّثك أحدهم بمثل هذه الأعراض؟
يا تُرى ما هو المرض الذي يمثِّل هذه الأعراض؟
ما أسبابه؟ وهل يمكن علاجه والوقاية منه؟
تساؤلات عديدة نجيب عنها في مقالنا هذا بإذن الله.
إنه “اختلال الآنية” (تبدُّد الشخصية Depersonalization، وتبدُّد الواقع derealization).
يحدث هذا الاضطراب عندما تشعر باستمرار أو على نحوٍ متكرر بأنك تراقب نفسك من خارج جسمك، أو لديك شعور بأن الأشياء من حولك ليست حقيقية، أو عندما تشعر بكليهما. وهذه المشاعر قد تكون مزعجةً جدًا، وقد تشعر بأنك تعيش في حلم.
كثير من الناس لديهم تجربة عابرة من تبدُّد الشخصية أو تبدُّد الواقع في وقت ما، لكن عندما تحدث هذه المشاعر بتكرار أو تستمر بدون توقف، وتتداخل مع قدرتك على العمل فإن هذا يعدُّ اضطرابًا يجب علاجه (اضطراب تبدد الشخصية – تبدد الواقع).
معلومات عن #الأعراض
تسبب الهجمات المستمرة والمتكررة من تبدُّد الشخصية أو تبدُّد الواقع أو من كليهما انزعاجًا ومشاكل في العمل أو المدرسة أو في أماكن أخرى من الحياة. وخلال هذه النوبات، فإن الشخص يكون واعيًا بأن حسَّ الانفصال هو فقط شعور وليس واقعًا حقيقيا.
متى تبدأ الأعراض؟
تبدأ الأعراض عادةً في منتصف فترة المراهقة إلى أواخرها أو في بداية سن الرشد وتندرُ في مرحلة الطفولة وعند كبار السن.
ما أعراض اختلال الآنية؟ وكم تستمر؟
يتألَّف “اختلال الآنية” من مكوِّنين (تبدُّد الشخصية، وتبدُّد الواقع) ولكل منهما أعراضه.
أ- أعراض تبدُّد الشخصية:
– الشعور بأنك مُراقِبٌ خارجيٌّ لأفكارك، لمشاعرك، لجسمك أو أجزاء منه (على سبيل المثال الشعور كما لو كنت تطوف في الهواء وتراقب جسمك من فوق).
– الإحساس بأنك مثل الروبوت ولا تستطيع التحكم بحركاتك أو بكلامك.
– الشعور بأن أجزاءً من جسمك (يد، رجل… )تبدو مشوهةً أو كبيرةً أو متقلِّصة.
– التبلُّد العاطفي أو الجسدي لحواسِّك أو لاستجابتك تجاه العالم من حولك.
– الشعور بأن ذكرياتك تفتقر إلى العاطفة، أو بأنها قد تكون أو لا تكون ذكرياتك الخاصة.
ب- أعراض تبدُّد الواقع:
– مشاعر الاغتراب عن محيطك (كما لو كنت تعيش في حلم).
– الشعور بأنك مفصولٌ عاطفيًا عن الأشخاص الذين تهتم بشأنهم (كما لو أنك مفصول بجدار زجاجي عنهم).
– الإحساس بأن المناطق المحيطة بك تبدو مشوهة أو ضبابية أو بدون لون، أو مصطنعة، أو الإحساس بوعي كبير ووضوح عالٍ لمحيطك.
– تشوهات في إدراك الوقت، كما لو أن الأحداث حديثة العهد تشعر بأنها من الماضي البعيد.
– تشوهات في مسافة وحجم وشكل الأشياء.
قد تستمر هذه النوبات ساعات أو أيام أو أسابيع أو حتى في بعض الأحيان أشهر. وقد تتحول هذه النوبات لدى بعض الأشخاص إلى مشاعر مستمرة من تبدُّد الشخصية أو تبدُّد الواقع، وقد تتحسن الأعراض أو تسوء.
متى يجب زيارة الطبيب؟ وما هي العوامل المؤهبة للإصابة بهذه الحالة؟ وهل يمكن الشفاء منها؟ تابعوا معنا في المقال القادم إن شاء الله.