الحقيقة أن استحضار الحقائق الكبرى كالموت ولقاء الله ، وتمزيق ضباب الذهول الذي يلفها ، يثمر للمرء تصحيحاً هائلاً في مسيرته العلمية والدعوية والإجتماعية ، ويغير جذرياً من نظرته لكثير من الأمور ، فيصبح يقرأ الأشياء على ضوء سؤال: هل تُقرّب من الله وتنفع في اليوم الآخر أم لا؟
وهذا السؤال القلق المشفق منذ أن يسيطر على التفكير تنقلب شخصية المرء رأساً على عقب ، ويصبح نظره أبعد من مظاهر الأمور ، ومسافاتها القصيرة ، ولا يزال هذا السؤال القلق يقوده ويسيّره حتى تأتي لحظة لقاء الله فيحمد العاقبة: (قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) الطور/27″
من كتاب: رقائق القرآن/ للشيخ ابراهيم السكران