اكتشاف علمي يفتح باب أمل في معالجة الداء السكري الأول والثاني
4709 – اكتشاف علمي يفتح باب أمل في معالجة الداء السكري الأول والثاني
علاج مُحتمل جديد للداء السكري من النمط الأول المعتمد على الأنسولين يلوح بالأفق، كما أنه ربما سيتيح إمكانية إيقاف جرعات الأنسولين لمرضى السكري من النمط الثاني.
تلقى علماء في شهر كانون الثاني في جامعة تكساس بمركز العلوم الصحية (مركز سان أنطونيو) براءة اختراع أمريكية لاكتشافهم علاجًا يزيد من أنواع الخلايا البنكرياسية التي تفرز الأنسولين.
رغم أن استراتيجية العلاج ما زالت في مرحلة التجربة على الفئران إلا أنها تظهر نتائج واعدة، حيث قال أحد الباحثين المشاركين في البحث: “لقد عالجنا السكري لدى الفئران ولم تكن هناك آثار جانبية لمدة سنة، ولكن بالنظر إلى أن البحث تم على فئران تجارب فلذلك نحتاج للمزيد من الحذر، نود الآن تجربة المعالجة على حيوانات أكبر حيث حجمها ونظامها الفيزيولوجي للغد الصم أقرب للإنسان”.
هدفُ باحثي مركز سان أنطونيو أن يصلوا خلال ثلاث سنوات لإمكانية تجربة الدواء على البشر، ولكن ليفعلوا ذلك عليهم مبدئيًا تجربة الدواء في دراسات كبيرة على الحيوانات؛ مما يقدر تكلفته بـ (5) ملايين دولار.
#لمحة بسيطة عن المرض:
تقوم خلايا بيتا في البنكرياس بصنع الأنسولين، والذي بدوره يخفض منسوب السكر في الدم، وفي الداء السكري النمط الأول تتدمر هذه الخلايا بسبب خلل في الجهاز المناعي للجسم فيهاجمها؛ وبالتالي فالجسم لا ينتج الأنسولين. وفي النمط الثاني يحدث خلل في عمل خلايا بيتا ويقل إفراز الأنسولين، وبنفس الوقت لا يستخدم الجسم الأنسولين بشكل فعال.
#فكرة #العلاج:
يصف رالف ديفرونزو (بروفيسور في الطب، ورئيس قسم السكري في نفس الجامعة، وهو مشارك في الاكتشاف) العلاج ويقول: “يحتوي البنكرياس على العديد من أنواع الخلايا بالإضافة للخلايا بيتا التي تفرز الأنسولين، وهدفنا هو تعديل هذه الخلايا الباقية لكي تصبح قادرة على إفراز الأنسولين استجابة لزيادة السكر في الدم، أي كما وظيفة خلايا بيتا”.
#آلية العلاج:
يعتمد تطبيق العلاج على تقنية نقل الجينات، حيث تستخدم الفيروسات كحامل أو ناقل للجينات المرغوبة ليتم إدخالها لخلايا البنكرياس، وتندمج هذه الجينات مع الخلايا وتجعل أنماط الخلايا البنكرياسية الأخرى تفرز الأنسولين.
نقل الجينات عن طريق الفيروسات تم الموافقة عليه ما يقارب (50) مرة لمعالجة أمراض مختلفة من قبل هيئة الأطعمة والأدوية الأمريكية (U.S. Food & Drug Administration)؛ حيث أثبتت فعالية هذه الطريقة في علاج الأمراض الوراثية النادرة لدى الأطفال.
وعلى العكس من الخلايا بيتا التي تتدمر في النمط الأول للسكري بسبب الخلل المناعي، فإن باقي الخلايا البنكرياسية تكون موجودة ولا تتأثر بهذا الخلل المناعي حيث يكون الجسم متعايشًا معها دون أن يهاجمها.
#الآمال المتعلقة بالبحث:
ضبط العلاج بدقة مستوى سكر الدم عند الفئران، وهذا يعتبر إنجازًا رائعًا في مجال علاج السكري مقارنة بالعلاج التقليدي بالأنسولين وبعض أدوية السكري والتي تسبب انخفاض مستوى سكر الدم في حال عدم مراقبتها.
حيث يصف الطبيب دويرون العلاج قائلًا: “أحد المشاكل في علاج النمط الأول للسكري هو انخفاض السكر بسبب زيادة جرعة الأنسولين، ولكن نقل الجينات رائع لأن الخلايا المعدلة تطابق خصائص الخلايا بيتا وتفرز الأنسولين فقط استجابة لمنسوب سكر الدم”. ويضيف أيضا قائلًا: “لا تظهر أعراض النمط الأول للسكري إلى أن يفقد الشخص (80%) من الخلايا بيتا البنكرياسية على الأقل؛ و لذلك فإننا لسنا بحاجة لاستعادة كامل الطاقة الإنتاجية لخلايا بيتا البنكرياسية بل يكفينا استعادة ما يعادل (20%) من هذه الطاقة الإنتاجية لشفاء السكري”.