تحدثنا في الجزء الأول عن الأصابع الصناعية تاريخيًا، أمَّا الأن فما هي أشكالها وأنواعها؟
تنقسم أنواع الأصابع الصناعية حديثًا لأربع مجموعات رئيسية حسب آلية عملها. سنقوم بسرد كل نوع وآلية عمله بشكل مبسط.
النوع الأول : الإصبع الميكانيكي : [X finger ]
يتكون الجهاز من الفولاذ المقاوم للصدأ، مع غطاء من البلاستيك الذي يجلس على طرف الاصبع ونوع آخر من البلاستيك الذي يجلس على الحافة. ويُغطى بجلد تجميلي, حيث يكون لينًا ومقاوماً للتمزق. حتى أنَّ ملمسها مشابه لملمس الجلد.
كل إصبع يحوي على [23 ] جزءًا متحركًا؛ وذلك حسْبَ الحالة, وفيما إذا كان المرتدي يحتفظ بجزء من الاصبع أم لا ؛ لذلك فمن الممكن أنْ تحتوي على أكثر من ذلك. امّا أولئك الذين دون أصابع متبقية فهناك سلك يُكوِنُ حزامًا بين الأصابع لتلقي نبضات التقلص والتمدد. يتم إرفاق الجهاز إلى الرّسغ وتركيبها على اليد والأصابع المتبقية.
يقوم الشخص المرتدي للإصبع بالدفع ضدَّ ذراع باستخدام الجزء المُتبقي من اصبعه التي تتحدد بحركة المفاصل، ويتم توليد قوة كافية لأمساك فنجان القهوة أو مضرب نادي الغولف. [المخترع] .
يتيح الأصبع استعادة السيطرة الكاملة على حركات الانثناء والتمدد ذاتياً لذوي البتر الجزئي للأصابع. والمُصَمَمُ لثني غلاف الاصبع [السيليكون] بطريقة واقعية.
النوع الثاني: الإصبع البيومتري [biometric ] «قيد البحث والتطوير».
في المستشفى الجامعي في [ مالمو, السويد ] ، تتم يوميًا معالجة المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية على مستوى الأيدي والأصابع. وفي بعض الحالات يُضطر الأطباء إلى بتر هذه الأيدي والأصابع إذا انعدمت الحلول الطبية. عندها يفقد المرضى إمكانية مسك الأشياء والتحكم بها, بالإضافة إلى فقدانهم لحاسة اللمس.
وإذا كانت الأطراف الاصطناعية الحديثة والمتطورة اليوم كفيلة بمساعدة المبتورين على الكتابة وحمل الأشياء, فإنها لا تعوض بأيّ حالٍ من الأحوال عن حاسّة اللّمس لذلك تحولت الدراسات الجديدة إلى التفكير في إنشاء حواس اصطناعية.
ففي المدرسة العليا [سانت أنا فيتال بيزا إيطاليا ] يقوم الباحثون في مشاريع البحوث الأوروبية [ نانو أند توش أن نانو أن تاكت], بتطوير تقنية الأصبع [ البيومتري ] الذي يُمْكنه الاتصال مباشرة مع الجهاز العصبي المركزي للمريض. أصبع متصل بمجموعة من الأجهزة الاستشعارية التي بإمكانها إعادة تفعيل عملية اللمس الطبيعية.
الباحثون قاموا بدراسة حاسة اللمس عند الإنسان قبل الشروع في تطوير أجهزة استشعار[ بيومترية ]. ففي جامعة [ بيرمينغهام ] شملت هذه الدراسات أشخاصا أصحاء بالإضافة إلى مرضى يعانون من الشلل والذين فقدوا حاسة اللَّمس. هناك يقوم الأطباء بإجراء تجارب حول حاسة لمس أحد المرضى بمساعدة الكمبيوتر الذي يحلل القوى الدماغية للمريض عند لمسه لمناطق ناعمة وخشنة.
وفي [ بيزا] يقوم الباحثون بتجريب هذه الأصابع الاصطناعية على أرض الواقع، أصابع استطاعت حتى الآن التعرف على تسعين بالمائة [90 % ] من المناطق التي لامستها خلال التجارب التي أُقيمت عليها. هذا الانجاز الفريد من نوعه جاء بفضل تكافل جهود مجموعة من العلماء من مختلف الخصائص والعلوم.
وتبقى الخطوة التالية هي تطوير جلود اصطناعية تغطي هذه الأصابع الآلية ! .